أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أن الولايات المتحدة بفرضها عقوبات على روسيا، تحاول معاقبتها على سياستها الخارجية المستقلة.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وقال لافروف، فى تصريحات أوردتها قناة "روسيا اليوم"، مساء الأربعاء، إن لسياسة العقوبات الأمريكية أسبابا عدة، وأهمها سعى واشنطن لمحاسبة روسيا على نهجها السياسى الخارجى المستقل، واستشهد لافروف، بقول الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى أشار مرارا إلى أن الطبقة السياسية الأمريكية أدركت أن ما اتسمت به السياسة الخارجية الروسية فى حقبة تسعينات القرن الماضى كان شيئا غير طبيعي، ما أدى إلى تغلب تقاليد الحياة الروسية وخواصها التاريخية على مظاهر تلك الحقبة فى نهاية المطاف، لأن "الكود الوراثى لشعبنا لم يختف".
وتابع أن "هذا ما لم يستطع قبوله حتى الآن بعض الساسة الأمريكيين، بمن فيهم هؤلاء الذين يمسكون بيدى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لمنعه من تنفيذ وعوده الانتخابية عن تطبيع وتحسين العلاقات مع روسيا الاتحادية"، ورأى لافروف، أن السبب الثانى للعقوبات، يعود إلى ما وصفه بالـ"منافسة غير النزيهة"، إذ يحاول الطرف الآخر رفع قدراته التنافسية عبر إعمال أداة الضغط بفرض العقوبات.
وتطرق الوزير الروسى إلى السبب الثالث للعقوبات وعزاه إلى سعى الولايات المتحدة لكبح جماح تشكّل نظام عالمى متعدد الأقطاب، حيث يظهر عدد كبير نسبيا من الدول التى "تؤثر تأثيرا قويا جدا على الاقتصاد والسياسة الدوليين"، لكنه شدد على أن هذه التشكل يستحيل إيقافه.
وأعرب عن قناعته بأن الولايات المتحدة لن تُقدم على تدخل عسكرى فى فنزويلا، قائلا إن "الولايات المتحدة تقف وراء زعيم المعارضة الفنزويلية خوان جوايدو الذى أعلن نفسه رئيسا للبلاد بصورة غير شرعية، وواشنطن تريد تغيير السلطة هناك مهما كان الثمن وتهدد بالسيناريو العسكرى"، كما أعرب عن اعتقاده بأن ذلك لن يحدث لأن ذلك سينهى علاقاتها بالعديد من دول أمريكا اللاتينية، حتى تلك التى تؤيد موقفها الآن بشأن فنزويلا.
وأكد لافروف، أن لدى روسيا مصالح اقتصادية فى فنزويلا، وتعمل هناك شركات روسية فى قطاع الطاقة وغيره من القطاعات، وبين موسكو وكاراكاس عقود فى مجال التعاون العسكرى التقني، وتقوم روسيا بصيانة المعدات العسكرية التى كانت توردها منذ بداية سنة 2000، وقال وزير الخارجية الروسى "نحن نهتم طبعا بالحفاظ على هذه العلاقات الاقتصادية، وكذلك ببقاء الالتزامات التى أخذتها على عاتقها القيادة الفنزويلية".
انتهی/