غمرت الخسائر بورصات الخليج، ليكسو لون الهبوط الأحمر شاشات التداول، في ظل عمليات بيع واسعة من جانب المستثمرين لا سيما في قطاعات النقل والاستثمار والعقارات، خوفا من اتساع دائرة التوتر في المنطقة، خاصة في أعقاب تعرض سفن تجارية منها ناقلتا نفط سعوديتان لهجمات قبالة ساحل إمارة الفجيرة بالإمارات، الأمر الذي يهدد إمدادات النفط العالمية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء -وجاءت الأسهم الإماراتية والسعودية الأكثر خسارة في نهاية تعاملات أمس الإثنين، حيث هوى المؤشر العام لسوق دبي المالي بنسبة 3.97 في المائة خاسرا 104 نقاط، ليغلق عند مستوى 2525.6 نقطة.
وتراجعت أسهم 33 شركة من إجمالي 36 شركة متداولة، بينما صعدت شركتان فقط واستقرت شركة عند مستويات الجلسة السابقة. وتصدر سهم مجموعة الصناعات الوطنية الشركات الخاسرة بنسبة 10 في المائة، فيما هوى سهم موانئ دبي العالمية بـ 7.47 في المائة.
كما هبط مؤشر سوق أبو ظبي للأوراق المالية بنسبة 3.3 في المائة، ليغلق عند مستوى 4929.2 نقطة، حيث تراجعت أسهم 18 شركة من إجمالي 26 شركة مقيدة، فيما صعدت 6 شركات واستقرت شركتان.
وفي السعودية أكبر بورصة خليجية وعربية من حيث القيمة السوقية، هوى المؤشر العام بنسبة 3.55 في المائة، ليصل إلى مستوى 8366.6 نقطة، حيث انخفضت أسهم 174 شركة من إجمالي 192 شركة مقيدة.
وهبط كذلك المؤشر العام لبورصة قطر بنسبة 1.89 نقطة، ومسقط 0.66 في المائة، والبحرين 0.81 في المائة، والمؤشر العام لبورصة الكويت بنسبة 1.05 في المائة.
وعمقت التراجعات الجماعية للبورصات الخليجية، أمس، من خسائر الأسهم المتواصلة في أغلب البورصات منذ بداية الأسبوع الماضي وبدأت في التصاعد، مع إعلان واشنطن موافقة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على نشر سفينة حربية وصواريخ باتريوت في المنطقة لمواجهة تهديدات إيرانية للمصالح الأميركية.
وتزايدت مخاوف المستثمرين، الذين هرعوا إلى عمليات بيع عشوائية وواسعة، أمس، بعد إعلان وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، الأحد، عن تعرض أربع سفن شحن تجارية من عدة جنسيات، لما وصفتها بعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة بالقرب من إمارة الفجيرة، فيما كشف وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، عن تعرض ناقلتي نفط سعوديتين لهجوم، في المياه الإقليمية للإمارات.
وفي رصد لـ"العربي الجديد"، فإن البورصات الخليجية خسرت على مدار اليومين الماضيين نحو 30 مليار دولار، بينما كانت قد خسرت نحو 43 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي.
وقال مسؤول كبير في أحد بنوك الاستثمار الإقليمية، إن "التوترات السياسية والعسكرية المتسارعة في المنطقة، تسببت في شروع الكثير من المستثمرين في تقليص محافظهم، ما رأيناه على مدار اليومين الماضيين فقط بداية لعمليات هروب كبيرة من أسواق المال، ونخشى المزيد من الخسائر خلال الأيام المقبلة".
وأضاف المسؤول أن التوترات الحالية في منطقة الخليج تحمل للمستثمرين مخاوف إضافية، بعد أن تسبب القرار الأميركي يوم الجمعة الماضي بزيادة الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، في قلق أسواق المال العالمية، لا سيما الناشئة التي ستكون الأكثر تضرراً من تعرض النمو العالمي لأضرار من جراء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
انتهی/