خرج القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، في ما سمي بملتقى العشائر السورية الذي نظمه "مجلس سوريا الديمقراطية" في ناحية عين عيسى بالرقة، ليكشف حقيقة اجراء مفاوضات مع تركيا وموقفه من المصالحة مع الحكومة السورية. هذا في الوقت الذي تؤكد فيه التقارير على ان الجيش السوري يستعد لشن عملية عسكرية في محيط ادلب لتطهيرها من الجماعات الارهابية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - في الوقت الذي يستعد فيه الجيش السوري لشن عمليته العسكرية ضد الجماعات الارهابية في ادلب والمناطق المحيطة بها، اعلنت "قسد" عن خوض مفاوضات غير مباشرة مع تركيا، مؤكدة الاستعداد لحل المشاكل العالقة عبر التفاوض وبطرق سلمية "لكن بشروط".
وأوضح القائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي، أنها جاهزة للنظر إلى مطالب الدولة التركية بشأن الحدود، ولكنه طلب منها في الوقت نفسه عدم التدخل في الشؤون السورية واحترام سيادة الدولة السورية.
ياتي هذا الحديث في ظل كشف تركيا عن قرب التوصل الى اتفاق بين تركيا وامريكا حول قيام ما يسمى بـ"منطقة آمنة"، حيث قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن الولايات المتحدة أخذت تظهر بعض المرونة بشأن المنطقة الآمنة المقرر إنشاؤها شمالي سوريا.
وفي السياق ذاته كان قد ذكر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الخميس الماضي، أن بلاده باتت قريبة من التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة بخصوص المنطقة الآمنة شمالي سوريا.
لكن الحديث الصادر عن "قسد" لم يتوقف عند هذا الحد بل امتد ليكشف عن موقفها من المصالحة مع الحكومة السورية حيث قال عبدي إن "قواتنا تؤمن بوحدة الأراضي السورية وتكافح في سبيل وحدتها، ونؤمن بالحوار السوري - السوري لحل مشاكل كل المنطقة، ولكن نؤكد أيضا أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال العودة إلى فترة ما قبل 2011"، حسب قوله.
وأضاف عبدي: "ونؤكد أنه لا يمكن حل المشاكل الموجودة في المنطقة عن طريق المصالحات أو بأساليب أخرى. نحن مستعدون للحوار مع الحكومة السورية والحكومة المركزية من أجل الوصول إلى حل للأزمة".
وتابع أن "الوصول إلى الحل لا يتحقق إلا من خلال القبول بخصوصية قوات سوريا الديمقراطية ودورها في حماية هذه المنطقة مستقبلا، فكما قامت بتحريرها، فهي جديرة بأن تحظى بخصوصية في سوريا المستقبل"، حسب تعبيره.
وبذلك تكون قد اختارت "قسد" الطريق الصعب وذلك بعد ان وضع الرئيس السوري، بشار الأسد، "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تصر، رغم معارضة سوريا وتركيا، على ضرورة إقامة نظام حكم ذاتي في مناطق سيطرتها، أمام خيارين هما اتفاقات المصالحة أو الحل العسكري.
وتعليقا على هذا الموقف الكردي اصدرت الخارجية السورية بيانا اتهمت فيه الولايات المتحدة بالسعي لضمان وجودها في سوريا عبر الاستفادة من التشكيلات الكردية الانفصالية، معتبرة أن محاولتها تنظيم ملتقى للعشائر السورية تهدف لتقويض منصة أستانا.
وقالت الخارجية الروسية، ان: "تتبع الولايات المتحدة بالتعاون مع حلفائها أسلوبا ممنهجا نحو تحقيق حل للأزمة السورية، يهدف استثنائيا إلى ضمان وجود طويل الأمد لها في سوريا، ويجري من أجل ذلك إشراك جزء من التشكيلات المسلحة الكردية المتميزة بميولها الانفصالية، والتي لعبت في وقت ما دورا معينا في محاربة داعش والآن تسعى بدعم الولايات المتحدة إلى إقامة كيان على غرار دولة بالجانب الشرقي من نهر الفرات".
وشددت الخارجية الروسية على أن "واشنطن خصصت مبالغ مالية كبيرة لرشو النواب، علما برفض معظم زعماء العشائر العربية شرقي الفرات فكرة إجراء هذا المؤتمر"، مبينة أنه "من المعروف أن المنظمين لم يترددوا في تجنيد المشاركين من مخيمات النازحين، بينها مخيم الهول المعروف بأوضاعه المحزنة، حيث يقيم فيه أسرى معذبون بالمجاعة ومستعدون لكل شيء من أجل إنقاذ حياتهم. كما تم اللجوء أيضا إلى الابتزاز وحتى أساليب تشمل استخدام القوة".
وأشارت الوزارة إلى أن "من الواضح أن هذه الفعالية تهدف إلى تقسيم البلاد وتنتهك بشكل سافر المبادئ التي تؤكدها الأمم المتحدة والخاصة بالحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وسيادة دولتها، بما في ذلك تلك التي ينص عليها القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي".
التصريحات الكردية تأتي في توقيت مميز، حيث تحضّر الحكومة السورية لشن عملية عسكرية ضد الارهابيين في إدلب ولكن الحكومة السورية التي اتخذت قرارها بتطهير البلاد والمحافظة على وحدتها لن تثنيها تصريحات صادرة عن هذا الطرف او ذاك.
انتهى/