أمام الحرب المتصاعدة في ليبيا، بدأت السلطات العسكرية والمدنية المحلية في الإستعداد لأسواء الخيارات المترتبة عن الأزمة الليبية عبر استنفار أمنية على طول الحدود الليبية التي تجمع بين البلدين.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وسخرت قيادة الجيش الجزائري منذ قرع قوات حفتر طبول الحرب إمكانيات مادية وبشرية لتأمين الشريط الحدودي بين ليبيا والجزائر الذي يشهد توترا أمنيا غير مسبوق، وتحظى الناحيتان العسكرية الرابعة والسادسة من ورقلة وتمنراست المحاذيتين للحدود الليبية بتعزيزات أمنية استثنائية.
وكشفت تقارير إعلامية محلية أنه تم نشر عناصر إضافية من الجنود والدرك الوطني (قطاع عسكري يقع تحت وصاية وزارة الدفاع الوطني) وحرس الحدود في نقاط مشتركة بين ليبيا والجزائر على غرار منطقة "تين أوسن" في ولاية إيليزي وهي منطقة قريبة من الحدود الليبية وأيضا في منطقة أخرى قريبة من معبر تينالكوم أو "تين الكوم" واحد من ثلاث معابر تربط ليبيا وبالتحديد ( منطقة غات ) بالجزائر على مستوى منطقة جانت.
ومنذ بداية الحرب في ليبيا، تحول الشريط الحدودي الممتد على مسافة تفوق ستة آلاف كلم إلى مصدر قلق حقيقي للسلطات الجزائرية.
وكان قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، قد شدد خلال زيارات قام بها مؤخرا إلى النواحي العسكرية التي تشرف على تأمين الحدود الشرقية والجنوبية من تونس حتى مالي مرورا بليبيا والنيجر على ضرورة الحفاظ على الأمن، في ظل الوضع المتردي الذي تشهده هذه المنطقة.
ودعا في كلمة ألقاها على قادة الناحية العسكرية الرابعة في مدينة ورقلة الجنوبية، قوات الجيش الجزائري إلى " مضاعفة اليقظة ومواصلة العمل على نفس الوتيرة وبذات العزيمة، لحماية كافة حدودنا الوطنية، لاسيما وأن الجزائر تعيش وسط محيط إقليمي متوتر وغير مستقر، يشهد تفاقما كبيرا لكافة أنواع الآفات بما فيها الإرهاب والجريمة المنظمة بكافة أشكالها، والتي تمثل تحديات كبرى وجب على الجيش الجزائري التصدي لها بكل حزم وصرامة ".
وفي تعليقها على الحرب القائمة في طرابلس، قالت وزارة الخارجية إنها " تتابع ببالغ الاهتمام آخر التطورات الحاصلة في ليبيا " وتدعو جميع الأطراف إلى " التعقل "، وأكدت أن أي تصعيد عسكري قد يعيق الجهود الجارية ويعرقل مسار تسوية الأزمة ".
ويرى محللون سياسيون أن ما يجري اليوم على الأراضي الليبية لا يشكل أي تهديد على الجزائر، لكن إذا استمر القتال وتمكن المشير خليفة حفتر من السيطرة على الأوضاع الأمنية هناك فستكون له انعكاسات سلبية على أمن البلاد، ويقول في الموضوع أستاذ العلوم السياسية توفيق بوقاعدة في تصريح لـ " رأي اليوم " إن ما يحدث في ليبيا اليوم لم يصل إلى درجة التهديد للأمن القومي الجزائري لكن ستكون انعكاساته سلبية في حال ما إذا استمر هذا التوتر لسنوات وحاصة في حال سيطرة حفتر على أجزاء واسعة من ليبيا وهو الأمر المستبعد في الفترة المقبلة لحسابات دولية وصعوبات داخلية، إضافة إلى ذلك يقول توفيق بوقاعدة إنه لا وجود لداعش اليوم داخل ليبيا وبالتالي التركيز عليه فزاعة، فطرابلس محاطة بقوى قتالية وطنية ".
من جهته يستبعد الخبير العسكري والعقيد المتقاعد، رمضان حملات، أن يؤثر الوضع السائد في ليبيا على متغيرات الوضع الأمني بالجزائر، وقال حملات في تصريح صحفي إن " عملية حفتر العسكرية تصاحبها حالة تهويل إعلامي لا أساس لها من الصحة، ويرى أن الوضع في المدن الغربية لليبيا ومنها طرابلس سيبقى على حالة ولن يشهد تطورات جديدة.
ربيعة خريس - رأي اليوم
انتهى/