رغم ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، يمثل حقيقة السياسية الامريكية دون رتوش ، الا ان ما يميز ترامب عن باقي رؤساء امريكا ، هو انه يستعجل تنفيذ هذه السياسة بشكل اثار حتى سخط الامريكيين انفسهم ، لا بسبب ان رئيسهم يخالف اهداف سياستهم ، بل لانه فضحهم وفضح سياستهم امام العالم كما اعترف بذلك وزير الخارجية الامريكي السابق جون كيري عندما خاطب ترامب مباشرة بقوله 'لقد فضحتنا يا رجل'.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - رؤساء امريكا السابقون كانوا يلفون السياسة الامريكية بغطاء لا يخفي ما تحته ، وهو غطاء احترام القانون الدولي والقرارات الصادرة عن مجلس الامن فيما يخص القضايا الدولية وفي من قدمتها القضية الفلسطينية ، الا ان جميع هؤلاء الرؤساء ، كانوا يؤيدون وبشكل واضح وصريح وخاصة امام اللوبي الصهيوني ، حق الكيان الصهيوني في القدس ، ونقل السفارة الامريكية اليها ، وسيطرة الكيان الصهيوني على الجولان ، ودعم 'اسرائيل' في كل حروبها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ، وبناء الجدار العنصري ، واغتصاب الاراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات ، ومحاصرة غزة والفلسطينيين ، ومعاداة كل الدول والقوى التي تناهض 'اسرئيل' مثل ايران وسوريا وحزب الله وحماس والجهاد الاسلامي وباقي فصائل المقاومة الاخرى.
تاييد رؤساء امريكا لـ'اسرائيل' كان بطيئا و مدروسا ، بينما ترامب فتعامل كرعاة البقر ، فهو لا يعترف الا بالقوة والامر الواقع ، ولا مكان في تفكيره للقانون الدولي والقرارات الدولية ، فهو نقل سفارة بلاده الى القدس، واعترف بها كعاصمة ابدية لـ'إسرائيل' ، ويعمل الان على سن قانون يمنح بموجبه الجولان السوري المحتل الى 'اسرائيل' ، وقطع المساعدات التي كانت تقدمها الانروا للاجئين الفلسطينيين ، للضغط على الفلسطينيين والعرب بالقبول بصفقة القرن من اجل تصفية القضية الفلسطينية والى الابد ، وزرع سوريا والعراق بالقواعد العسكرية بهدف اضعاف هذه الدول وتقسيمها حتى لا تشكل تهديدا للكيان الصهيوني ،وابقى على اعداد كبيرة من الجنود الامريكيين في العراق وسوريا رغم الرفض الحكومي والشعبي لهذا التواجد ، ويعمل على خلق فتنة في لبنان وجر هذا البلد الى اتون الحرب الاهلية من خلال التدخل السافر في شؤونه الداخلية عبر تصنيف حزب الله ، الذي يعتبر اشرف حركة مقاومة شهدها التاريخ المعاصر للعرب والمسلمين.
عامان مرا على دخول ترامب الى البيت الابيض، الا انهما كانا عامان متخمان بالقرارات والاجراءات الفضائحية لترامب واسرته وصهره واليمين العنصري المتصهين المحيط به من امثال بولتون وبومبيو، ليس فقط ضد الدول والجهات التي تناهض الغطرسة الامريكية العداء ، بل ضد حلفاء امريكا واتباعها في العالم بدءا من الناتو والاتحاد الاوروبي مرورا بكندا والمكسيك وانتهاء بالسعودية وبعض الدول الخليجية، باستثناء 'اسرائيل' طبعا.
سؤال كثيرا ما يطرح هذه الايام وهو ، هل يمكن للعالم ان يتقبل هذا التعالي والغطرسة والهمجهية والبلطجة الامريكية ، التي تمنح ارض الغير للاخرين ، وتتلاعب بالحدود بين الدول ، وتتجاهل القانون الدولي ، وتستهزء بالامم المتحدة والقرارات والمعاهدات والمواثيق الدولية ، وتعطي القدس والجولان لـ'اسرائيل' ، وتفرض العقوبات العدوانية على الشعوب ، وتهدد بغزو فنزويلا ، وتسرق السعودية والدول الخليجية جهارا نهارا بذريعة حمايتها من خطر وهمي ، وتعمل على تقسيم سوريا والعراق ، وتفرض الحرب والجوع والمرض على الشعب اليمني ، وتهدد الشعب اللبناني لانه يلتف حول حزب الله ، الجواب هو لا ، فالعالم لا يمكن ان يتقبل هذا الصلف والوقاحة الامريكية التي وصلت الى اقصى مداياتها ، فترامب الذي فشل في ان يحصل على تاييد علني لحد الان حتى من اقرب حلفائه العرب ، لمخططه المعروف بصفقة القرن ، فان هذا الفشل سيلازمه في القدس والجولان وسوريا والعراق ولبنان واليمن وكل منطقة الشرق الاوسط ، حتى يتم طرده من البيت الابيض بسبب فضائحه وجرائمة السياسية والمالية والاخلاقية.. فالعالم لا يتحمل جنون ترامب.
شفقنا
انتهى/