سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال لها الضوء على زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لباكستان والتي أثارت جدلا واسعا مشيرة إلى ما وصفته بـ"الثمن الباهظ" الذي دفعه ابن سلمان لإظهاره بصورة "البطل" في هذه الرحلة الآسيوية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - الكاتب "كونوار خلدون شهيد" يرى في مقاله بالصحيفة، أنه "قد يكون ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد حصل على "كتف بارد" من حشود المتظاهرين أثناء زيارته إلى تونس، وتم تهميشه علناً في مؤتمر مجموعة العشرين في نوفمبر الماضي، لكنه لقي ترحيباً واستقبل استقبال الأبطال في باكستان هذا الأسبوع".
وقال المراسل السابق لـ"The Diplomat": "كان ذلك ترحيباً بالمنقذ، إذا أخذنا في الاعتبار شريان الحياة المالي الذي ألقاه لرئيس الوزراء عمران خان. وكانت تلك المساعدات جزءًا من صفقة كبيرة وقعت بين إسلام أباد والرياض".
وأشار شهيد إلى موافقة خان على طلب بن سلمان للانضمام إلى ما أسماه "المحور الإسلامي السني ضد إيران". وقال "إن إضفاء الصفة الرسمية على التحالف المناهض لطهران، والذي ترددت باكستان في السابق في تأييده، سيكون له تأثيرات مضاعفة سواء داخل باكستان أو في جميع أنحاء المنطقة".
وقال شهيد إن الدعم المالي والدبلوماسي من بن سلمان يأتي في مقابل زيادة مشاركة باكستان في ما يسمى التحالف العسكري لمكافحة الإرهاب الإسلامي. وأنه تم إخبار إسلام أباد بدورها الجديد من قبل قائد الجيش السابق (المتقاعد) رحيل شريف — الذي يتولى الآن إدارة التحالف في الفترة التي تسبق زيارة بن سلمان.
وأضاف أن "باكستان تحتل موقعًا رئيسيًا في الخطة السعودية. إذ لا تقتصر على الخبرة العسكرية التي تمتلكها باكستان فحسب، بل إن موقعها كجار إيران له أهمية جغرافية استراتيجية".
مشيراً إلى أن مصفاة النفط السعودية التي تبلغ تكلفتها 10 مليارات دولار في مدينة جوادر ستمثل شريان الحياة المالية والطاقة لباكستان.
ويقول الكاتب إنه مثلما أعطت إسلام آباد ولي العهد السعودي منصة لمناهضة إيران، فإن طهران والهند تشتكيان بالفعل من ان "باكستان توفر ملاذا آمنا للارهابيين وتفشل في اتخاذ إجراءات ضد الارهابيين الذين يعبرون الحدود لشن هجمات على المناطق المجاورة".
واشتكت ايران الأسبوع الماضي من قصور باكستان في السيطرة على جماعة "جيش العدل" الارهابية، التي دبرت هجوما ارهابيا على حافلة لقوات حرس الثورة الاسلامية. وهددت طهران بملاحقة الارهابيين داخل الحدود الباكستانية اذا لم تقم اسلام اباد بمهامها في حفظ أمن الحدود.
ويشير شهيد إلى أن الرأي العام في باكستان لم يكن متحمسا بشكل مفرط للتورط مع الجانب السعودي في صراعاته في الشرق الأوسط. وأنه قبل ثلاث سنوات، تبنت الجمعية الوطنية قرارًا ضد التدخل العسكري لباكستان في اليمن.
ويختتم الكاتب مقاله في "هأرتس" قائلا: "لقد جعلت باكستان نفسها كبيرة بما يكفي لإنقاذها من قبل الصين والمملكة العربية السعودية، سواء من الناحية المالية او الدبلوماسية. الآن سوف تأمل إسلام آباد أن تتمكن من لعب كلتا القوتين لصالحها، وأن الرياض وبكين تتعاونان من أجل التأثير على باكستان، بدلاً من خوض مسابقة صفرية من أجل التفرد".
انتهى/