أول قمّة بين الجامعة العربية والاتّحاد الأوروبي في شرم الشيخ لتعزيز التعاون

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۶۹۷۵
تأريخ النشر:  ۰۸:۲۵  - الاثنين  ۲۵  ‫فبرایر‬  ۲۰۱۹ 
 اجتمع قادة دول الجامعة العربية والاتّحاد الأوروبي الأحد في شرم الشيخ بشرق مصر، لتعزيز التعاون بين دولهم فيما تبدو قضية بريكست في خلفية القمّة لكنها يحتمل أن تبرز إلى الواجهة.

أول قمّة بين الجامعة العربية والاتّحاد الأوروبي في شرم الشيخ لتعزيز التعاونطهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - واطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القمة التي تستمر يومين في حضور أكثر من 40 رئيس دولة ورئيس حكومة من الجانبين توافدوا تباعاً على منتجع شرم الشيخ الأحد.

واعتبر السيسي في كلمته الافتتاحية أن انعقاد هذه القمة الاولى من نوعها "ومستوى الحضور الرفيع" فيها هو "خير دليل على أن ما يجمع المنطقتين، العربية والأوروبية، يفوق بما لا يقاس ما يفرقهما".

وأكد أنها تعكس "الاهتمام والحرص المتبادل، لدى الطرفين العربي والأوروبي، على تعزيز الحوار والتنسيق فيما بينهما بصورة جماعية" من أجل "الوصول الى رؤية وتصور مشترك، لكيفية التعامل مع الأخطار والتحديات المتصاعدة" التي تواجه التجمعين.

وشدد السيسي على أن "القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية" محذرا من "تداعيات استمرار هذا النزاع على كافة دولنا".

كما قال إن استمرار النزاعات في سوريا وليبيا واليمن دون تسوية هو شكل من "القصور ستحاسبنا عليه الاجيال القادمة".

ومن جهته قال جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، مساء الأحد، إن هناك سعيا لشراكة مع العالم العربي، لإعطاء أمل للشباب، رغم خلافات وجهات النظر.جاء ذلك في كلمته بالجلسة الافتتاحية لأول قمة عربية أوروبية، والتي تنعقد بمصر يومي الأحد والإثنين.

وأكد يونكر سعي المفوضية الأوربية إلى "شراكة مع العالم العربي لإعطاء أمل للشباب، رغم وجود خلافات في وجهات النظر". وشدد على إمكانية "بناء علاقات عربية أوربية قوية". وأشار إلى أن "الاتحاد الأوروبي خصص مبلغا كبيرا لدولة فلسطين و17 مليار دولار للسوريين"، دون تفاصيل.

بدوره، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، في كلمته بالقمة، إن هناك اختلافات مع العرب، لكن هناك حاجة للتعاون في ظل مواجهة تحديات مشتركة. وأوضح أن القيادات الأوروبية تجتمع لأول مرة في هذه القمة، وسط اعتراف بأهمية أن يكون التعاون أكثر مما قبل.

وشدد على أهمية مواجهة التحديات المشتركة سويا، مستدركا "هناك اختلافات بيننا لكننا نواجه تحديات ومصالح مشتركة، نحن بحاجة إلى التعاون".

وتابع "لسنا هنا لندعي أن هناك اتفاقا، فالعلاقة بين الجيران تعاون أو نزاع ونحن نختار التعاون في وقت هام، ويكون تعاونا شاملا وقويا".

وفي السياق ذاته أكد رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس، الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، على الحاجة لشراكة أوروبية عربية قوية لمواجهة التحديات المشتركة. وقال في كلمته إن "الهجرة (غير الشرعية) تمثل تحديا كبيرا ويجب مواجهة جذور هذه المشكلة".

وواجه الأوروبيون بصمت رسمي تام، تنفيذ إعدامات بمصر ضد معارضين في فبراير/شباط الجاري، كما تجاهلوا الدعوات الحقوقية لهم بعدم المشاركة في القمة، هو ما انتقدته تركيا أمس.

وفي مقابلة مع محطتي Kanal D وCNN TURK التلفزيونيتين المحليتين، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإعدامات بحق معارضين مصريين بأنها "جريمة ضد الانسانية"، متسائلا: " أين الغرب من هذا؟ هل تسمعون صوت الغرب؟ وهل فعل أي شيء حيال هذا الأمر؟".

وسبق القمة، دعوات من معارضين وحقوقيين مصريين، لقادة أوروبا إلى مقاطعة القمة على خلفية الإعدامات التي نفذتها السلطات المصرية مؤخرا بحق عدد من المعارضين.

كما حثت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، السلطات المصرية على وقف جميع عمليات الإعدام؛ وإجراء استعراض لجميع الحالات المعلقة التي تنطوي على عقوبة الإعدام، وفقاً للالتزامات الدولية في مجال حقوق الإنسان.

ومنذ 7 مارس/آذار 2015 وحتى 20 فبراير/شباط 2019، نفذت السلطات 42 حكما بالإعدام دون إعلان مسبق للتنفيذ، أو إصدار السيسي أمرا بالعفو، أو إبدال العقوبة وفق صلاحياته.

فيما رفضت القاهرة، الأحد، في بيان للخارجية تصريحات مسؤولين بمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حول أحكام الإعدام الأخيرة في مصر، معربة عن "الرفض التام لكل ما يمس القضاء المصري".

وفي تغريدة، قال الناطق باسم الاتحاد الاوروبي بريبن أمان إن "الاتحاد الأوروبي هو بفارق كبير الشريك (التجاري) الأهم لدول الجامعة العربية"، موضحا أن حجم هذه التجارة "يوازي التجارة مع الصين والولايات المتحدة وروسيا مجتمعة".

واشارت الحكومة الألمانية الجمعة الى أن "قوى دولية أخرى نشطة في المنطقة" مثل روسيا والصين على سبيل المثال، موضحة أنه "لذلك فمن المهم أن يكون الاتحاد الاوروبي متواجدا هناك فهم جيراننا الجنوبيون".

واعتبر مسؤول في الاتحاد الاوروبي، أن هذه القمة الأولى من نوعها بين الجامعة العربية والاتحاد الاوروبي تزداد أهميتها مع خروج الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط فيما تقوم روسيا والصين بتوغلات فيها "ليست بالضرورة في صالحنا".

وأضاف مسؤول أوروبي آخر "لا نريد أن تملأ روسيا والصين هذا الفراغ (الذي ستتركه الولايات المتحدة)"، مشيراً إلى أن الأوروبيين يرون في هذه القمة فرصة للمحافظة على مصالحهم الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية.

وخلال اليوم الثاني للقمة الاثنين، سيتم التركيز بشكل أكبر على الملفات الاقليمية ومن بينها اليمن وليبيا وسوريا والنزاع الفلسطيني-الاسرائيلي.

ومنذ السبت، بدأ السيسي في استقبال أول ضيوفه في منتجع شرم الشيخ من بينهم العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس الروماني كلاوس ايهونيس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ووصل الى شرم الشيخ كذلك رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي يشارك السيسي في رئاسة القمة، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.

ويشارك حوالى أربعين رئيس دولة وحكومة من الجانبين في هذه القمة التي تعقد في ظل إجراءات أمنية مشددة.ومن المقرر أن تعقد جلسة موسعة أولى بعد ظهر الأحد يعقبها عشاء رسمي.ومن بين القادة الاوروبيين القليلين الذين سيغيبون عن القمة، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأسباني بيدرو سانشيز وقادة ليتوانيا ولاتفيا. وسيمثل فرنسا وزير خارجيتها جان-إيف لودريان.

واضافة الى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ستتجه الأنظار بصفة خاصة الى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي وصلت الأحد الى شرم الشيخ في وقت تجري فيه مشاورات مكثفة مع شركائها الأوروبيين لتجنب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق في 29 آذار/مارس المقبل.

وإذا كان مسؤول أوروبي حذّر من أنه لن يكون هناك "اتفاق في الصحراء"، فإن تيريزا ماي ستكون لديها الفرصة للتحادث مع دونالد توسك قبل افتتاح القمة في الساعة 17،00 (15،00 تغ).

وفي لندن، قال وزير البيئة البريطاني مايكل غوف إن ماي أحرزت تقدما في محاولتها تعديل شروط البريكست وتأمل في تحقيق مزيد من التقدم خلال مشاوراتها مع القادة الاوروبية في القمة.

ووعدت ماي من جانبها، بحسب وسائل الاعلام البريطانية، بإجراء اقتراع جديد في البرلمان حول البريكست "في 12 آذار/مارس المقبل بحد أقصى".لكنّ الاوروبيين ونظراءهم في الدول العربية يأملون في التركيز على التعاون العربي-الاوروبي.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الدولية خالد الهباس إن الجامعة تنتظر من هذه القمة "بداية جديدة".

من جهة أخرى، قال مصدر دبلوماسي غربي إن هذه القمة "تعتبر نجاحا لمصر التي توضح بتنظيمها هذه القمة أنها تعود الى مقدمة الساحة الدبلوماسية".وشهدت مصر فترة عدم استقرار سياسي واقتصادي طويلة عقب ثورة 2011 التي أسقطت حسني مبارك.

 

انتهی/

رأیکم