الم تمر ذكرى الحادي والعشرين من فبراير ذكرى الزج بعبدربه منصور هادي الى رئاسة اليمن هذه المرة كسابقاتها فالمناسبة التي حلت ذكراها السابعة تذكرها اليمنيون بمزيد من الألم والوجع والحسرة والغضب واعتبروها كارثة واكبر نكسة تاريخية تتعرض لها البلاد على مدى تاريخها الماضي والمعاصر.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وتعود قصة منصور هادي الذي اختارته السعودية ودول خليجية في اطار ما سُمي حينها بالمبادرة الخليجية التي كانت تهدف للالتفاف على الثورة الشبابية الشعبية التي اجتاحت البلاد في ذلك الوقت، وتعين هادي في مسرحية سميت بالانتخابات كرئيس انتقالي لليمن لمدة عامين. مسرحية هادي والزج به الى الرئاسة بدعم سعودي وقطري واماراتي من خلال عملائها في الاحزاب السياسية باليمن يعتبره اليمنيون اليوم اول التفاف سعودي على مستقبلهم واول معول اخذه السعوديون لضرب اليمن من الداخل وتخريبه وفكفكت نسيجة الاجتماعي والسياسي وتحويله الى دويلات كرتونية وميليشيات قبلية وحزبية ومذهبية لا تسمن ولا تغني من جوع، وقد تعرض المشروع السعودي في اليمن منذ البداية الى انتقادات واسعة من قبل الثوار الذين خرجوا ضد النظام وكانوا يأملون في بناء وطن وديمقراطية ومساواة وعدالة اجتماعية غير ان الدعم الدولي خاصة الاميركي للخطة السعودية في اليمن افشلت احتجاجات اليمنيين وانهت حلم الثوار في تغيير رموز النظام الذين عادوا الى الواجهة مع هادي وتقاسموا السلطة والثروة مجددا.
ومع وضع هادي الرجل الضعيف والمهزوز في قمة السلطة كأداة سعودية، ابدى الرجل سوء ادارة وفشلا وضعفا لم يتوقعه الجميع فشهد اليمن عددا من العمليات الإرهابية والفساد وسوء الإدارة والتخبط والضعف والاقتتال القبلي والداخلي وسقطت مناطق عديدة في يد الجماعات الارهابية في الجنوب كما اضطربت اليمن من أقصاها الى اقصاها واستمرت التظاهرات والاحتجاجات وظهر هادي كأفشل واضعف واغبى حاكم تشهده اليمن طيلة تاريخها. كما اختتم هادي مسيرة حكمة بالخيانة العظمى لوطنة من خلال تمسكه بالسلطة واصراره على ان يكون أداة ضعيفة في يد الخارج ومعول هدم لتدمير جميع اركان البيت اليمني مختتماّ مسيرته باستدعاء العدوان الخارجي لتدمير ما تبقى من البلاد.
ويستند التدمير السعودي الاماراتي في اليمن اليوم الى ما تسميه السعودية شرعية هادي وتقول انها تدافع عن الشرعية غير أن المتأمل في الأمر يرى ان هذا غير واقعي، فهادي لا يحمل لا شرعية قانونية ولا شرعية دستورية ولا شعبية فمن ناحية القانون والانتخابات الرجل تم وضعه بالقوة على رئاسة البلاد وتعتبر مسرحية الانتخابات التي وضعتها السعودية آنذاك اكبر مسرحية ولعبة حصلت في التاريخ حيث كان هادي المرشح الوحيد في هذه الانتخابات بينما ينص القانون اليمني ان يكون هناك على الاقل ثلاثة مرشحين للرئاسة وهذا مالم يتم اختياره كما ان الشعب قاطع الانتخابات ومنعت هذه المسرحية في العديد من المحافظات ولم تعترف بها القوى المعارضة للمشروع السعودي في اليمن كما أن المدة التي رشح او نُصب لها هادي كانت عامين كرئيس انتقالي بينما اليوم تحل الذكرى السابعة على توليه، ومن المضحك ان السعودية والامارات التي تشن حرباّ شعواء على اليمنيين باسم شرعية هادي تمنع هادي نفسه اليوم حتى من العودة الى المناطق التي تسيطر عليها في الجنوب والشرق. كما ان هادي اعلن بشكل صريح وواضح قبل العدوان عن استقالته عندما رفض التمديد له في ذلك الوقت.
ومع مرور سبع سنوات على فشل هادي وفساده وسوء ادارته اليوم ترتفع اصوات كانت تناصر هادي في الماضي وتطالب اليوم برحيله واسقاط ورقة مايسمى بالشرعية ويرى العديد من الناشطين والسياسيين الذين انضموا الى العدوان وناصروه في حربه ضد اليمن ان هادي مجرد اداة لا يقدم ولا يؤخر وأن السفير السعودي ال جابر هو من يحكم المناطق اليمنية التي تحت سيطرتهم وأن الشرعية وهادي مجرد غطاء للمشروع السعودي، وتقول الناشطة اليمنية توكل كرمان التي كانت من اكبر المناصرين لهادي ان على اليمنيين ان يتدبروا امورهم ببديل على نحو عاجل في اطار تغيير هادي كونه رحل ولن يعود وبقاءه يعد خطرا على البلاد كما رفع العديد من الناشطين شعار ارحل في وجه هادي وقالوا ان فشلة ادى الى تعميق الازمة الوطنية وتدمير اليمن وتسليمها في طبق للسعودية والامارات التي اصبحت تتقاسم البلاد وتحتل سواحله وجزره بينما شرعية هادي لا تحرك ساكنا وليس لها حتى سلطة على نفسها.
ويتسائل اليوم العديد من الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي عن ماهو مشروع هادي والسعودية لليمن وماذا قدموا خلال ست سنوات من الحكم؟ وماذا يمكن ان يقدموه لليمن في ظل فشلهم الذريع في كل شي ثم ما هي الفائدة من شرعية هادي في ظل قتل الآف اليمنيين واحداث اكبر ازمة انسانية في العالم وهل يستحق هادي وشرعيته الفاشلة التي لا يؤملون فيها خيراّ ان يقتل كل هولاء اليمنيين من اجلها؟ وان تستمر الحرب لمدة اربع سنوات من اجلهم؟ ثم اذا كان هادي لم يستطع حتى ان يخدم العمال والمواطنين اليمنيين المقيمين في السعودية باعتباره مقيما معهم، الذين يتعرضون للاذلال والاهانة والتعسف من قبل السعوديين داخل المملكة فكيف سيتطيع ان يحل ازمات اليمنيين في الداخل؟ كما ان ما يحصل اليوم من حروب وعدوان وقتل وفشل وفوضى يعتبر اكبر دليل على فشل هادي ونظامه الذي تروج له السعودية واذا كانت النتيجة بهذه الكارثة فلماذا يستمر ولماذا يقاتل الاخرون من اجله؟
ويعتبر اكثرية اليمنيين ان هادي حول اليمن الى مقبرة جماعية واباحها لكل المعتدين والمرتزقة وجميع شذاذ الافاق كما انه لم يقدم اي شي خلال سبع سنوات واصبح الفشل ملاصقا له وداعميه في كل منطقة ومحافظة باليمن لذا يجب على اليمنيين جميعا التوحد ضده لطي صفحته لكي ينتهي بذلك التدخل الخارجي وتعالج الأزمات المتعددة التي احدثتها "شرعيته" المزعومة.
عبدالرحمن راجح اعلامي يمني
قناة العالم