كشفت مصادر عربية رفيعة المستوى، وجود اتصالات وتحركات عربية سرية تجري تحت الطاولة لإتمام صفقة عسكرية كبيرة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وأكدت المصادر (التي فضلت عدم نشر اسمها لحساسية منصبها) في تصريحات حصرية لـ"نون بوست"، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الوسيط الرئيسي بين الدول العربية و"إسرائيل" لإتمام هذه الصفقة التي ستتجاوز قيمتها مبدئيًا حاجز الـ200 مليون دولار أمريكي.
وأوضحت أن المشاورات واللقاءات السرية التي تجري لإتمام هذه الصفقة العسكرية المتطورة بدأت مطلع شهر يناير الماضي، ومن المتوقع أن تنتهي في شهر أبريل المقبل، بعد ضغوطات أمريكية على رئيس الحكومة الإسرائيلية بينيامين نتنياهو للموافقة على الصفقة وتسليم الأسلحة للدول العربية.
لفتت المصادر العربية ذاتها إلى أن الصفقة العسكرية التي يجري التشاور عليها تشمل معدات تجسس متطورة إضافة لأسلحة ثقيلة أخرى كالمدرعات والدبابات فائقة السرعة والتطور التكنولوجي
المصادر كشفت لـ"نون بوست"، هوية تلك الدول التي تشارك في مفاوضات "الصفقة التي ستكون الأكبر خلال السنوات الماضية"، وأوضحت أنهما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مشيرةً إلى أن الاتصالات بين الطرفين وصلت لمرحلة متقدمة للغاية وسترى النور خلال فترة قريبة.
صفقة الأسلحة المتطورة
وتابعت حديثها "إسرائيل تريد أن تتعهد تلك الدول أن لا تستخدم تلك الأسلحة ضدها أو أي مجال يتعلق بتحركاتها في المنطقة، إضافة لأن تكون عمليات الصيانة لتك الأجهزة العسكرية المتطورة المذكورة في الصفقة تخضع للشركات الإسرائيلية".
لفتت المصادر إلى أن دور الولايات المتحدة كوسيط في الصفقة قد نجح في إقناع "إسرائيل" بإبرامها مع السعودية والإمارات، موضحةً أن القيمة المالية للصفقة العسكرية الكبيرة والمقدرة بـ200 مليون دولار ستُسدد قبل الاستلام
وذكرت أن وفود عربية وصلت تل أبيب قبل أيام قليلة بصورة سرية، في إطار المشاورات التي تجري بشأن الصفقة والتقت بمسؤولين إسرائيليين عسكريين وسياسيين ومسؤولين آخرين تابعين لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولفتت إلى أن دور الولايات المتحدة كوسيط في الصفقة قد نجح في إقناع "إسرائيل" بإبرامها مع السعودية والإمارات، موضحةً أن القيمة المالية للصفقة العسكرية الكبيرة والمقدرة بـ200 مليون دولار ستُسدد قبل الاستلام، وستُنقل صفقة الأسلحة للدولتين منتصف شهر أبريل المقبل.
وأضافت "العلاقات العربية مع "إسرائيل" شهدت تطورًا كبيرًا ومهمًا للغاية خلال الشهور الأخيرة، وتم خلال اللقاءات السرية الاتفاق على عشرات الصفقات العسكرية"، موضحةً أن الدول العربية وعلى رأسها البحرين والسعودية والإمارات وسلطنة عمان لم تعد تعترف بأن "إسرائيل" عدوًا في المنطقة بل باتت حليفًا إستراتيجيًا وعسكريًا مهمًا ولا يمكن الاستغناء عنه.
يُشار إلى أن علاقات السعودية والإمارات مع "إسرائيل" شهدت تقدمًا ملحوظًا منذ تولي ابن سلمان ولاية العهد عام 2017، وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد كشفت، في ديسمبر الماضي، أنه وجَّه كُتابًا وصحفيين لتهيئة الرأي العام لعلاقة سلام وتطبيع كامل مع دولة الاحتلال.
صفقات بمليارات الدولارات
وختمت المصادر حديثها بالقول: "معظم الأسلحة التي تستخدم في الحروب التي تقودها السعودية والإمارات على الدول العربية الأخرى وعلى رأسهم اليمن، هي أسلحة إسرائيلية وتمت صفقات بيعها وتوصليها لتلك الدول من خلال الولايات المتحدة الأمريكية".
تمت أول صفقة عسكرية بين "إسرائيل" والمملكة العربية السعودية في نوفمبر من العام 2018، بحسب ما كشفه موقع وكالة أنباء إسبانية قريب من المخابرات الإسبانية
ولفتت إلى أن قيمة الصفقات العسكرية التي تمت بين الدول العربية و"إسرائيل" تجاوزت حاجز المليار دولار أمريكي، ولكن تلك الأنظمة تخشى أن تكشف حقيقة تلك الأرقام خوفًا من الغضب الشعبي عليها، وتمت أول صفقة عسكرية بين "إسرائيل" والمملكة العربية السعودية في نوفمبر من العام 2018، بحسب ما كشفه موقع وكالة أنباء إسبانية قريب من المخابرات الإسبانية.
وكشفت الوكالة الإسبانية عن بيع "إسرائيل" 500 دبابة "ميركافا" للجيش السعودي، بواسطة شركة وسيطة إسبانية، على أساس أن الدبابات هي لإسبانيا.
وأوضحت الوكالة، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دفع ثمن الدبابات نقدًا، وسيتم نقل الدبابات عبر البحرية الإسبانية إلى السعودية على مدى 6 أشهر، مع طاقم "إسرائيلي" من ضباط مدرعات إسرائيلين لتدريب الجيش السعودي على دبابات "الميركافا" وذخائرها وصواريخها وكيفية قتالها.
وقبل أشهر نقل تقرير عن صحيفة "هآرتس" العبرية أن "إسرائيل" أصبحت أكبر مصدر لأجهزة التجسس في العالم، حيث تمد الحكومات الديكتاتورية في عشرات الدول بهذه الأجهزة.
وعلى الرغم من أن "إسرائيل" لا ترتبط بعلاقات رسمية مع السعودية، فإن العلاقات بين تل أبيب ودول الخليج ما برحت تشق طريقها على أصعدة مختلفة، حسب صحيفة "الجيروزاليم بوست" العبرية، التي أرجعت ذلك في جزء كبير منه إلى ما وصفته بـ"التهديد المشترك للتوسع الإيراني في المنطقة".
رسميًا ترتبط "إسرائيل" بعلاقات دبلوماسية مع الأردن ومصر فقط، وكانت تحرص دائمًا على إخفاء أسماء الدول العربية التي تُقيم علاقات سياسية واقتصادية أو أمنية معها
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية أكدت في أكثر من مناسبة أن العلاقات بين الرياض وتل أبيب تأخذ منحنى تصاعديًا، بدأ بتبادل الزيارات، وتوقيع الاتفاقيات العسكرية والأمنية والاقتصادية بين الطرفين.
وعلى الصعيد السياسي، التقى سفيرا الإمارات والبحرين: يوسف العتيبة، وعبد الله بن راشد آل خليفة، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في مطعم راقٍ بواشنطن، في مارس الماضي، وناقشا معه العلاقات الثنائية.
ورسميًا ترتبط "إسرائيل" بعلاقات دبلوماسية مع الأردن ومصر فقط، وكانت تحرص دائمًا على إخفاء أسماء الدول العربية التي تُقيم علاقات سياسية واقتصادية أو أمنية معها، خوفًا من المواقف الشعبية الغاضبة، لكن نتنياهو أكد عدة مرات مؤخرًا وجود نية حقيقية من دول عربية (لم يسمها) للدخول بعلاقات رسمية ومكشوفة مع دولة الاحتلال.
وأمام كل هذه التطورات المتلاحقة، والسعي العربي القوي لتوطيد العلاقات مع "إسرائيل" وإبرام الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية معها بصورة سرية وعلنيه، يبقى السؤال الأبرز الذي يبحث عن إجابة: ماذا عن القضية الفلسطينية؟ وأين هي من اهتمامات الدول العربية؟ في ظل الهجمة الأشرس والأخطر التي تعاني منها من الاحتلال الإسرائيلي ومعاونيه.
المصدر: نون بوست