نشرت "صندي تلغراف" تقريرا لمراسلتها للشؤون العلمية والتقنية أوليفيا فيلد، والصحافي جيمس تيتكومب من مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، يتحدثان فيه عن أزمة تواجه الاستثمارات التي أعلنت عنها شركة "أمازون" في المملكة العربية السعودية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء -ويجد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن السبب في الأزمة هو خلاف شخصي بين مالك عملاق التكنولوجيا، جيف بيزوس، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي كان قد اتفق مع بيزوس شخصيا على هذه الاستثمارات.
ويشير الكاتبان إلى أن ابن سلمان قام بجولة مع بيزوس قبل عام، وزار مقرات الشركة في الولايات المتحدة، قبل أن تتسبب عملية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في داخل قنصلية بلاده في إسطنبول بتعطيل هذا المشروع.
وتلفت الصحيفة إلى أن خاشقجي كان يكتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست" التي يمتلكها بيزوس أيضا، التي تسببت تغطيتها المكثفة لملف الاغتيال بغضب ابن سلمان من بيزوس، الذي لم يتدخل لإيقاف تركيز الصحيفة على تفاصيل الاغتيال.
ويفيد التقرير بأن التوتر زاد بين بيزوس وابن سلمان قبل أسابيع، بعدما ألمح الملياردير الأمريكي إلى أن المملكة متورطة في تسريب صور ورسائل خاصة له مع عشيقته، التي اتهم مجلة "ناشيونال إنكويرر"، التي يقيم ناشرها علاقات مقربة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باستخدامها لابتزازه.
وينوه الكاتبان إلى أن بيزوس تحدث في مقال نشره على مدونته لاحقا، عن الروابط بين المملكة العربية السعودية والشركة المالكة لصحيفة "ناشيونال إنكويرر"، إلا أن وزير الدولة في الخارجية السعودية عادل الجبير رد على هذه التلميحات، نافيا أي علاقة لبلاده بهذا الأمر، ووصف الخلاف المعلن بين بيزوس و"ناشيونال إنكويرر" بـ"المسلسل الدرامي".
وتذكر الصحيفة أن الشركة أعلنت قبل عامين عن خطط لتوسيع عملياتها في الشرق الأوسط في عام 2019، وسيكون مركزها في البحرين مع خطط لفتح مراكز خدمات عدة في المملكة.
وينقل التقرير عن المحللة المقيمة في دبي، ميغا كومار، قولها: "كانت هناك بعض الإشارات إلى خطط لافتتاح فروع في السعودية، لكنك لو تحدثت مع مسؤولي (أمازون ويب سيرفيسز) فإن جوابهم لن بكون قاطعا"، مشيرة إلى أن أول مركز للشركة سيكون في البحرين، وأضافت كومار أن محادثات "أمازون" مع السعودية لافتتاح مراكز للشركة لم تعد قائمة بعد مقتل خاشقجي.
ويبين الكاتبان أنه مع أن بيزوس لم يعلق علنا على مقتل خاشقجي، إلا أنه شجب موقف الإدارة الأمريكية بعدم التحرك ضد السعودية، مشيرين إلى أنه في تحول للأسوأ في العلاقة بين بيزوس والمملكة، فإن بيزوس كتب في مدونة عن محاولة مجلة "ناشيونال إنكويرر"، التي تملكها شركة "إي أم آي" تهديده من خلال نشر رسائل نصية وصور أرسلها إلى عشيقته المذيعة التلفازية لورين سانشيز، وتحدث عن علاقة ناشر المجلة بالسعودية في أكثر من مرة.
وتورد الصحيفة نفلا عن كومار، قولها: "عندما نتحدث مع (أمازون ويب سيرفسيز) فإنهم يجيبون: لا نستطيع تقديم تفاصيل، ولا أحد يريد ربط نفسه بالتغطيات الإعلامية السيئة، وعندما تتغير الدورة سنرى تقدما".
وبحسب التقرير، فإن شركة "أمازون" كانت تخطط قبل عام لتوقيع صفقة بمليار دولار مع السعودية لبناء ثلاثة مراكز فيها، والإعلان عنها خلال زيارة محمد بن سلمان، لكن لا شيء حدث، لافتا إلى أن موقع الشركة أعلن عن وظيفة رئيس للسياسة العامة في السعودية، لكن الإعلان موجود منذ أيار/ مايو العام الماضي.
ويذكر الكاتبان أن "أمازون" ليست هي الشركة الوحيدة التي تتطلع لتوسع عملياتها في المنطقة، فهناك "أوراكل" و"ألفابت"، التي تملك "غوغل"، اللتين أعلنتا عن خطط لفتح مراكز معلومات.
وتختم "صندي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن "أمازون" توسعت في السعودية، من خلال شرائها "سوق"، وهو أكبر شركة بيع إلكترونية في الشرق الأوسط.
انتهی/