الكل يرى كيف ان النظام السعودي يرتكب حماقات متعددة واحدة تلو الاخرى مستندا في ذلك على الدعم الاميركي المتمثل في الرئيس الحالي للولايات المتحدة دونالد ترامب الذي "يحلب السعودية" مستغلا اخطائها، لكن سياسة الحلب الترامبية لم تصلح ما فسده النظام حيث ينشط النواب والساسة في امريكا ضد السعودية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - تعاني السعودية في الفترة الاخيرة من ضغط متواصل من قبل الساسة في امريكا فبعد ان طرح أعضاء في مجلس الشيوخ -من الحزبين الجمهوري والديمقراطي- مشروع قرار يطالب بمنع الولايات المتحدة من مد السعودية بتكنولوجيا السلاح النووي.
وأقر مجلس النواب، امس الاربعاء، بالأغلبية مشروع قانون لوقف الدعم العسكري الأميركي المقدم للتحالف العدوان السعودي الإماراتي على اليمن، حيث صوت 248 عضوا لصالح المشروع، بينما عارضه 177.
وعزا مقدمو المشروع هذا الإجراء إلى عدم وجود شرط الموافقة المسبقة منهم على المشاركة الأميركية في الحرب.
وأعاد مشرعون ديمقراطيون وجمهوريون قبل نحو أسبوعين طرح قرار يتعلق بسلطات الحرب كسبيل لتوجيه رسالة قوية إلى الرياض بشأن الكارثة الإنسانية في اليمن، وللتنديد بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
غير أن التصويت الذي جاء بأغلبية 248 صوتا مقابل 177 لن يكفي للتغلب على حق النقض (فيتو) الذي تعهد ترامب باستخدامه ضد القرار الذي يتعلق بسلطات الحرب، حيث قالت إدارة ترامب إن القرار غير مناسب لأن القوات الأميركية تقدم دعما يشمل إعادة تزويد الطائرات بالوقود ولا تقدم دعما بقوات قتالية كما اعتبرت الإدارة أن الإجراء من شأنه أن يضر بالعلاقات في المنطقة ويضعف قدرة الولايات المتحدة على منع انتشار التطرف العنيف، بحسب تعبيرهم.
وفيما يرى بعض المحللين ان الخطوة الامريكية الاخيرة تعبيرا عن سخط الساسة في امريكا من ادارة بلادهم ودعمها للحماقات السعودية، يرى اخرون ان هذا نوع اخر من الابتزاز الاميركي للسعودية حتى يتمكن الاميركيون من رفع الحد الاقصى لثمن حمايتهم للسعودية، بحسب تعبيرهم.
ويبررون موقفهم ما قاله ترامب مجددا حول الحماية التي توفرها بلاده للسعودية حيث قال في اجتماع حكومي أمس الاربعاء في واشنطن- إن السعودية لا تملك شيئا آخر غير المال.
وعلى اية حال فان قرار مجلس النواب الاميركي الاخير يمثل ثاني ضربة يتلقاها تحالف العدوان بعدما انسحبت الدول المشاركة فيه واحدة تلو الأخرى و كان اخرها المغرب الذي علق مشاركته قبل أيام.
وتعليقا على هذا قال الناشط اليمني أسعد الشرعي إن السعودية تآمرت على اليمن مرتين: الأولى بالثورة المضادة والثانية بالتحالف. وردا على مزاعم التحالف بالسعي لتخفيف معاناة المواطنين اليمنيين، أكد الشرعي، أن تحالف العدوان حول اليمن إلى أكبر مأساة إنسانية في العالم، كما عمل على نشر المليشيات والأعلام الانفصالية في كل البلاد.
واعتبر الشرعي أن التحالف العربي سقط سقوطا مدويا، معبرا عن قناعته بأنه ليس من مصلحة السعودية أن يكون اليمن دولة ذات سيادة، بل دولة فقيرة تابعة لها، مؤكدا ان السعودية والإمارات ستخرجان من اليمن وهما تجران أذيال الهزيمة والفشل، وأن الشعب اليمني متوحد ضدهما بعد الخراب الذي حل ببلده على يد هاتين الدولتين.
الضغط الاميركي على السعودية يشتد وطاته يوما بعد يوم فهل يدرك النظام انه فقط تتم عملية ابتزازه وان الدعم الذي يلقاه لن يصمد طويلا ويجب ان يصلح الخطايا التي ارتكبها بدلا من التعنت والمكابرة.
انتهى/