قالت مصادر إن المستشار بالديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني الذي أقيل من منصبه على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، لا يزال يتمتع بنفوذ لدى الدائرة المقربة من محمد بن سلمان.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وكان القحطاني عُزل من منصبه كمستشار لولي العهد، أواخر أكتوبر الماضي، بعدما ذكرت مصادر استخباراتية أنه هو الذي أشرف على عملية قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول. وقال مسؤول سعودي رفيع المستوى آنذاك إن عزله "قرار سياسي.. بسبب التقصير في أداء الواجب والاشتراك في تسلسل الأحداث" التي أفضت إلى واقعة القتل.
لكن ستة مصادر، طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب الحديث عن موضوع داخلي حساس، قالت لـ"رويترز" إن القحطاني، الذي كان ينظر إليه على أنه الذراع اليمنى لولي العهد، لا يزال يتصرف نيابة عن الديوان الملكي. وقال مصدران إنه لا يزال على اتصال بولي العهد، بينما قال ثلاثة آخرون إنه يواصل توجيه تعليمات لمجموعة صغيرة من الصحفيين السعوديين بشأن ما ينبغي أن يكتبوه عن سياسات المملكة.
وأثناء توليه رئاسة المركز الإعلامي الخاص بالديوان الملكي، كان القحطاني مسؤولا عن وحدة إعلامية إلكترونية مكلفة بحماية صورة المملكة، وتملي النهج الرسمي بشأن قضايا مختلفة من النزاع مع قطر وصولا إلى الأمن وحقوق الإنسان.
فيما قال مسؤول سعودي آخر إن القحطاني لم يمارس أي دور في الديوان الملكي، ولم يقم بأي عمل منذ عزله ولا يزال رهن التحقيق وممنوعا من السفر. وأحال المسؤول "رويترز" إلى إعلان النيابة العامة السعودية، في العام الماضي، بأنه تم احتجاز 21 سعوديا فيما يتصل بقضية خاشقجي، تم توجيه الاتهام إلى 11 منهم وأحيلوا إلى المحاكمة. ورفض مسؤولون سعوديون الكشف عما إذا كان القحطاني بينهم .
وذكر خمسة من المصادر أن القحطاني، الذي لم يتم الإعلان حتى الآن عن بديل رسمي له، واصل الظهور بشكل متكرر في الديوان الملكي، رغم أنه لم يتضح بأي صفة كان ذلك.
وقال أحد المصادر الأجنبية: "لا يزال حاضرا، وحرا ومرضيا عنه. ولي العهد لا يزال متمسكا به ولا يبدو مستعدا للتضحية به". وبحسب مصدر مطلع فإن الأمير بن سلمان نفسه أبلغ بعض زواره بأن القحطاني لا يزال مستشارا، بينما أكد لهم أن بعض الصلاحيات قد سُحبت منه. ولم يخُض المصدر في التفاصيل.
وذكر ثلاثة من المصادر الستة أن القحطاني لا يزال يملي النهج الرسمي للديوان الملكي على كتاب الأعمدة وكبار الصحفيين الذين يرى أنهم قادرون على التأثير في الرأي العام، وذلك رغم تركه مجموعة كان يديرها لهذا الغرض على واتساب.
وأوضحت المصادر الثلاثة أنه يوجه الرسائل، بدلا عن ذلك، إلى الأفراد مباشرة، متضمنة التعليمات بشأن ما ينبغي كتابته أو عدم التطرق إليه.
وقالت مصادر بالمخابرات إن مشاركة القحطاني في قتل خاشقجي شملت إصدار الأوامر عبر سكايب إلى فريق داخل القنصلية. وغذى ضلوع القحطاني في القتل تكهنات بأن ولي العهد هو من أمر بذلك. فيما أكد مسؤولون سعوديون إن ولي العهد لم يكن يعلم شيئا عن الأمر.
ووفقا للرواية الرسمية التي قدمها النائب العام السعودي، فقد أصدر القحطاني توجيهات لفريق سعودي قبل مهمة لإعادة خاشقجي إلى المملكة. وطالب النائب العام السعودي بإنزال عقوبة الإعدام بحق خمسة من المشتبه بهم الأحد عشر المحتجزين، فيما يتصل بقتل خاشقجي، وعقدت أول جلسة من المحاكمة هذا الشهر. ولم يتم الكشف عن أسماء المشتبه بهم، كما لم يتسن لـ"رويترز" التأكد مما إذا كان القحطاني حاضرا أثناء الجلسة.
وقال مصدر مطلع على تقارير وتحليلات الوكالات الحكومية الأمريكية إنها تعتقد بأن تعليمات صدرت إلى القحطاني للتواري عن الأنظار لبعض الوقت وأن من المستبعد أن يتخلى عنه ولي العهد.
وذكر دبلوماسيون غربيون في الرياض أن القلق كان يساور بعض الحلفاء الغربيين، حتى قبل قتل خاشقجي، إزاء السلطات التي يتمتع بها القحطاني داخل الديوان الملكي وحثت الرياض في الخفاء على تعيين مستشارين أكثر حنكة بدلا منه.
وتوقف القحطاني عن استخدام تويتر، وهو منصة دأب على استخدامها لمهاجمة منتقدي المملكة، في 23 أكتوبر، كما غير سيرته الذاتية في ملفه الشخصي إلى "حساب شخصي".
لكن نشطاء سعوديين يعيشون في الخارج لا يزالون يرون نفوذه في الإعلام السعودي وفي الهجمات التي يقولون إنهم يتعرضون لها على تويتر، والتي تتهمهم بعدم الولاء لولي العهد أو بعدم الوطنية لأنهم لا يؤيدون سياساته.
وقالت الباحثة والناشطة السعودية هالة الدوسري المقيمة في الولايات المتحدة: "لم يتغير شيء. يتبنى نفس النهج على ما يبدو، نفس اللغة العدوانية"، وإن "بصماته لا تزال ظاهرة" على الإعلام السعودي.
المصدر: رويترز
انتهی/