أعلنت روسيا وتركيا التوصل الى اتفاق لتنسيق العمل العسكري بينهما في سوريا بعد انسحاب القوات الأميركية من المناطق الشمالية. وكان الجيش السوري قد أعلن دخوله مدينة منبج في ظل تهديدات تركية بشن عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في المنطقة.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - لم تكن انعكاسات اعلان دخول الجيش السوري الی منبج، عادية على مجريات الميدان في سوريا، حيث يمكن القول انة رسم خطوط المسارات المتعددة الفاعلة في الملف السوري وتحديدا شمالی البلاد.
فبعد اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب سحب قوات بلادة المتواجدة في شمال سوريا، سيناريوهات عديدة طرحت على الطاولة، ربما كان ابرزها التهديد التركي بشن عملية عسكرية على مناطق شمال الفرات بحجة طرد القوات الكردية المتواجدة هناك. تهديدات ترافقت مع حشد انقرة قواتها عند الحدود وتحضير الجماعات المسلحة التابعة لها داخل سوريا. كل ذلك دفع قوات الحماية الكردية لمناشدة الحكومة السورية للتدخل حيث اتى اعلان دخول الجيش السوري الى منبج.
وبناءاً على هذا الاعلان رسمت المواقف اللاحقة، لتعلن تركيا انها غير معنية بمنبج في حال خرجت القوات الكردية منها.
وارتباطا بهذا المسار اجتماع تركي روسي في موسكو بين وزيري الخارجية والدفاع التركيين مولود جاويش اوغلو وخلوصي اكار ونظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو اتفق فية على التنسيق العسكري في ظل اعلان سحب القوات الاميركية من سوريا.
وقال لافروف عقب الاجتماع:"ركزنا بشكل خاص على الظروف الجديدة المرتبطة بالانسحاب العسكري الأميركي. توصلنا لتفاهم بشأن تنسيق الممثلين العسكريين الروس والاتراك خطواتهم على الأرض في اطار رؤية تتمثل باجتثاث التهديدات الإرهابية في سوريا".
التنسيق حول الميدان السوري هو بحكم ضرورة الحفاظ على المسار الذي تبنته الدول الضامنة اي روسيا وايران وتركيا، وبالتالی لا بد من مواصلة هذا التنسيق وهو ما اكده شاويش اوغلو الذي قال ان بلاده ستستمر في العمل عن كثب مع ايران وروسيا بشان سوريا وقضايا المنطقة.
لكن التنسيق بين طهران وانقرة وموسكو على ضوء اعلان دخول الجيش السوري الى منبج من شانه ان يحبط مشاريع تعميق الصراع شمالی الفرات. خاصة وان الضمانات التي يمكن لهذه الدول تقديمها كافية لملئ فراغ الخروج الاميركي وتحييد تبعاته السلبية، في ظل القدرة المتنامية لسوريا وحلفائها على الارض بعد القضاء على الارهاب وتحرير معظم المناطق من الجماعات الارهابية.
انتهى/