تناقلت وسائل إعلام عربية، أنباء تفيد بتقديم الولايات المتحدة الأمريكية طلبا رسميا لرئاستي الوزراء والجمهورية في العراق، بدخول الجيش العراقي إلى الأراضي السورية لسد الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الأمريكية من هناك.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - لكنّ العمليات المشتركة بالعراق اليوم الاثنين، أكدت عدم صحة التقارير الإعلامية بشأن وجود اتفاق لدخول القوات العراقية للأراضي السورية، وذلك بعد يوم واحد من نفي رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح وجود مقترح عراقي حول سوريا.
ونفت العمليات المشتركة في بيان، "ما تداولته بعض وسائل الإعلام بشان وجود اتفاق أو مفاوضات حول السماح للقوات العراقية المسلحة بالدخول نحو70 كيلو مترا في الأراضي السورية ".
وأوضحت القيادة، أن "القوات العراقية على أهبة الاستعداد للتصدي إلى أي محاولات تسلل وان قواتنا تؤمن الحدود العراقية السورية بشكل كامل".
ونفى المتحدث باسم الرئيس العراقي لقمان الفيلي، أمس الأحد، ما نشرته وسائل إعلام بشأن مقترح لرئيس الجمهورية برهم صالح، حول سوريا.
وقال مصدر في وزارة الدفاع العراقية قال خلال حديث لـ"بغداد اليوم" إن "ما نشرته محطات تلفزيون عربية بخصوص تقديم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو طلبا رسميا إلى الحكومة ورئاسة الجمهورية في العراق بدخول القوات العراقية إلى سوريا لتحل محل القوات الأمريكية المنسحبة بموجب قرار الرئيس دونالد ترامب غير دقيق على الإطلاق".
وأضاف أن "زج الجيش بمهمة خارجية يتطلب وفق الدستور موافقة مجلس النواب"، مشيرا إلى أن "تدخل القوات المسلحة العراقية بالشأن الخارجي أمر مستبعد ".
ولفت إلى أن "قيادة العمليات المشتركة وضعت خططا ناجحة وفعَّلت الجانب الاستخباراتي لحماية الحدود مع سوريا".
وكانت وسائل إعلام عربية نقلت عن مصادر وصفتها بالسياسية العراقية قولها إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، طلب خلال محادثات هاتفية مع الرئيس العراقي ورئيس الوزراء، دخول قوات عراقية لمسافة 70 كيلومترا داخل سوريا لسد الفراغ بعد انسحاب القوات الأمريكية. وتوقعت المصادر أيضا أن يعمل الجيش الأمريكي، المنسحب إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، على إنشاء غرفة عمليات مشتركة مع قوات البيشمركة وجزء من قوات سوريا الديمقراطية للتنسيق استخباريا فيما يتعلق باحتمالية المواجهة مع إيران.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، قد أعلنت أن واشنطن بدأت بعملية سحب القوات من سوريا، وأن القوات الأمريكية تستعد للمرحلة التالية من محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الوقت حان لعودة الجنود الأمريكيين إلى بلادهم بعد سنوات من قتالهم ضد تنظيم "داعش".
وفي رسالة بالفيديو بثها عبر حسابه بموقع "تويتر"، قال ترامب: "بعد الانتصارات التاريخية ضد داعش، حان الوقت لإعادة شبابنا العظماء إلى الوطن". وتابع: "لقد انتصرنا… لذا فإن أبناءنا، شبابنا من النساء والرجال سيعودون جميعا، وسيعودون الآن".
ورحبت روسيا من جهتها بهذا القرار، وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن القرار يساعد على التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة هناك.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن بلاده تبلغت القرار الأمريكي مسبقا، موضحا أن حكومته ستدرس تداعيات الانسحاب الأمريكي من سوريا لكنها "ستدافع عن نفسها" ضد أي أخطار محتملة مصدرها البلد المجاور.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان بعد أن بدأت الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا "لا يزال يتعين عمل الكثير، ويجب ألا نفقد رؤية الخطر الذي يشكلونه. داعش، حتى وإن كانت بلا أراض، ستظل تهديدا".
وأضاف البيان "كما أوضحت الولايات المتحدة، هذه التطورات في سوريا لا تشير إلى نهاية التحالف العالمي أو حملته. سنواصل العمل مع الدول الأعضاء في التحالف من أجل تحقيق هذا".
وكان مبعوث الولايات المتحدة للتحالف الدولي ضد الجهاديين بريت ماكغورك أكد أن الأمريكيين سيبقون لبعض الوقت في سوريا.
وقال للصحافة في واشنطن: "حتى لو أن نهاية الخلافة باتت في متناول اليد الآن، فإن القضاء على تنظيم "داعش" سيستغرق وقتا أطول بكثير" لأن "هناك خلايا سرية" و"لا أحد ساذج لدرجة القول إنه سيختفي" بين عشية وضحاها.
ولا يزال لدى الولايات المتحدة نحو 2000 جندي أمريكي في سوريا معظمهم من قوات العمليات الخاصة التي تعمل عن كثب مع تحالف من المسلحين الأكراد والعرب هو قوات سوريا الديمقراطية.
لكن حتى مع الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من سوريا سيظل هناك وجود عسكري أمريكي كبير في المنطقة يتضمن نحو 5200 جندي عبر الحدود في العراق.
انتهى/