قراءة في علاقات فيتنام وإسرائيل: من القطيعة إلى الشراكة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۳۲۷۹۰
تأريخ النشر:  ۱۴:۵۰  - الأَحَد  ۲۳  ‫دیسمبر‬  ۲۰۱۸ 
قال ميخال توكفيلد، الكاتب الإسرائيلي في صحيفة مكور ريشون اليمينية، إن "النفوذ الإسرائيلي في فيتنام آخذ بالازدياد بعد عقود من التباعد، مع مرور 25 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث تزداد السلع والبضائع التي يكتب عليها عبارة ISRAEL، لا سيما الوسائل الحديثة قي مجال تنمية زراعة الأرز، ويبدي الفيتناميون إعجابهم بهذا الدعم الإسرائيلي، واستفادتهم من خبراتها".

قراءة في علاقات فيتنام وإسرائيل: من القطيعة إلى الشراكةطهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وأضاف في تقرير أعده من هانوي، وترجمته "عربي21"، أن "إسرائيل تقدم دعما لفيتنام من خلال معدات لإنتاج مئات الليترات من مياه الشرب يوميا. وفي يوم افتتاح هذا المشروع، ألقيت الأغاني الإسرائيلية، ورقصوا مع علمها، وهو مشهد قلما يتكرر في أنحاء أخرى من العالم".

ينقل الكاتب عن السفير الإسرائيلي بفيتنام، نداف أشكار، أن "مهمتنا الأساسية في هانوي منح الفيتناميين المزيد من الخبرات الإسرائيلية بزراعة الأرز واستهلاكه، والاستفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية ووسائل الزراعة والري المتطورة، حيث تعدّ فيتنام إحدى أكبر الدول في العالم بزراعة الأرز، وهو الغذاء الأساسي لسكانها، البالغين 96 مليونا، وتعدّ الدولة المصدرة الثانية في العالم من الأرز بعد تايلاند".

وأضاف أن "السفارة الإسرائيلية في هانوي افتتحت عام 1993، فور إقامة العلاقات الدبلوماسية، لكن فيتنام انتظرت 16 عاما حتى افتتحت سفارتها بتل أبيب، فهذه الدولة انتمت سابقا للمعسكر الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي، ولم تكن صديقة لإسرائيل، فإرثها التاريخي مزدحم بالتصويت المعادي لنا في الأمم المتحدة، مقابل دعم لا محدود للفلسطينيين، واستدعاءات متكررة للسفراء من كلا الجانبين ردا على مواقف غير ودية".

وأشار أشكار، الذي عمل ناطقا باسم السفارة الإسرائيلية في الصين، ومساعدا للسفير في بولندا، بعد 17 عاما من العمل بوزارة الخارجية في تل أبيب، إلى أن "علاقات البلدين اليوم تبدو مركبة ومعقدة، ونسعى لتطويرها بمختلف المجالات: التجارية، والاقتصادية، والسياسية، والدبلوماسية، لكن الفيتناميين يفرقون بين المجالات السياسية وسواها، لدينا تعاون كامل في مجالات التكنولوجيا والتطوير والاقتصاد وعلوم الزراعة والأمن والدفاع".

واستدرك قائلا إن "هناك شخصيات سياسية فيتنامية نافذة في الدولة تبدي استياءها من العلاقة مع إسرائيل، لكنهم أناس أيديولوجيون من العهد الماضي، الغالبية من أولئك البراغماتيين الذين يدركون قيمتنا جيدا، ولذلك فإن تقييم علاقتنا الثنائية يضعها في مكانة متقدمة ومستقرة، وإسرائيل توجد بصورة دائما في التغطية الإعلامية، وبالعادة تأخذ الجانب الإيجابي".

أشكار يعود بالتاريخ إلى الوراء قائلا إن "علاقات إسرائيل وفيتنام بدأت أوائل التسعينات حين انهار الاتحاد السوفيتي، وبدأ عهد جديد من علاقات إسرائيل مع العديد من الدول، بما فيها الاتحاد السوفيتي نفسه الذي دخل مرحلة التفكك، ما أوجد وضعا تاريخيا جديدا، فالصين والهند أقامتا علاقتهما مع إسرائيل عام 1992، لكن الفيتناميين تأخروا عنهم عاما ونصف، لأنهم بالعادة شعب حذر، ويبدو صعبا عليهم القيام بخطوات سريعة".

وأضاف أنه "في البداية سيطرت الهواجس على الفيتناميين في علاقاتهم مع إسرائيل، ولذلك بقيت في مستوى منخفض، السفراء الإسرائيليون الأوائل واجهوا صعوبات جادة في طلب لقاءات مع المسؤولين الفيتناميين، لكن مع بداية سنوات الألفين بدأ الفيتناميون يعرفون قيمتنا، وما يمكن أن تقدمه إسرائيل لهم، اليوم لا يوجد إدانات فورية لأي عمليات تنفذها إسرائيل في غزة، وإنما دعوة للحفاظ على ضبط النفس".

وأشار إلى أنه "في ظل أن الفلسطينيين لديهم سفارة قوية في فيتنام منذ سنوات طويلة، فإن تغير السلوك الفيتنامي تجاه إسرائيل يعدّ إنجازا، ورغم أن السفير الفلسطيني يحظى بشعبية كبيرة، لكن الفيتناميين يعرفون أن الفلسطينيين لن يقدموا لهم شيئا كالإسرائيليين، حتى أن عرفات في حينه وصل في إحدى السنوات خمس مرات في العام، وحظي باستقبال مشرف من كافة قيادات الدولة، دون أن يقدم للفيتناميين شيئا".

وأوضح أن "الفيتناميين يرون في إسرائيل دولة متقدمة في مجال الهايتك وستارت أب، هذه السنة زارها سكرتير الحزب الحاكم، بجانب اليابان والولايات المتحدة؛ لأنه يريد نقل تجارب هذه الدول لبلاده، مع أن رجال الأعمال الإسرائيليين يواجهون أداء بطيئا من نظرائهم الفيتناميين، الإسرائيليون يريدون الإنجاز والاتفاق، والفيتناميون يرغبون العمل على نار هادئة".

وأضاف أن "الجالية اليهودية في فيتنام ليست كبيرة، فهي تتراوح بين 70-100 شخص فقط، معظمهم يعملون في السفارة الإسرائيلية، وقبل عدة سنوات تم افتتاح معبد يهودي ثالث، مع العلم أن فيتنام الساعية للتطور تذكرني بالصين قبل 15 عاما، خاصة إنفاقها الكثير على التعليم".

وتطرق أشكار إلى "أوجه التعاون الثنائي في العمل السينمائي والتلفزيوني، حيث تم تصوير إحدى حلقات "برنامج الواقع"، الأكثر شهرة في فيتنام، في البحر الميت والقدس وتل أبيب، وشاهده عشرة ملايين فيتنامي".

ويختم بالقول إنني "أذكر خطاب رئيس الوزراء الفيتنامي نغويان شون فوك، في مؤتمر نظمته وزارة خارجية بلاده قبل سنوات حول البرامج التطويرية، حين تحدث أمام عشرات السفراء حول العالم قائلا: انظروا لإسرائيل، دولة ليس لديها موارد مائية، الأرض غير خصبة، ومع ذلك نجحت في الكثير من توفير أسباب الحياة، هذا تطلعنا في فيتنام. تخيل أنه لم يذكر في خطابه الولايات المتحدة والصين وفرنسا، ذكر إسرائيل فقط"!

 

انتهی/

رأیکم