قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأحد، إن بلاده لن تسمح للمحاولات الرامية للحيلولة دون أن يكون لها موطئ قدم في البحار.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - تصريح أردوغان جاء في كلمة ألقاها خلال مشاركته في مراسم تسليم الفرقيطة "بورغازأدا" التركية الصنع إلى قيادة القوات البحرية في مدينة اسطنبول.
وأضاف الرئيس التركي قائلا: "من ظنوا أنهم سيقدمون على خطوات في شرق المتوسط وبحر إيجه بمعزل عن تركيا بدأوا يدركون خطأهم الكبير".
ولفت إلى أن بلاده لن تقبل أبدا بالمساعي الرامية لإقصاء تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية، وسلب الموارد الطبيعية المتوفرة في شرق المتوسط.
وشهدت العلاقات التركية مع مصر واليونان توترات في الفترة الأخيرة، بعد عمليات ونوايا التنقيب عن الغاز في شرقي المتوسط والتي أظهرت الدراسات احتواء مياهه على كميات كبيرة من الغاز.
من المهم الإشارة إلى أن أنقرة اعترضت، في وقت سابق هذا العام، على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي أبرمتها مصر مع قبرص عام 2013 وأتاحت للقاهرة التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة.
وتؤكد أنقرة أن الاتفاقية بين مصر وقبرص لا تحمل "صفة قانونية"، وتشدد على أن التنقيب في المنطقة البحرية من حقها كذلك، ولا يمكن لأي دولة أخرى أو شركة أو حتى سفينة إجراء أي أبحاث علمية غير قانونية، أو التنقيب عن النفط والغاز في الجرف القاري التركي والمناطق البحرية المتداخلة فيه، فيما حذرت وزارة الخارجية المصرية من أي محاولة للمساس بحقوق مصر الاقتصادية في منطقة شرق البحر المتوسط، والتي تضم حقل ظهر للغاز، والذي بدأ انتاجه المبكر.
واكتشفت مصر إثر الاتفاقية حقل ظهر العملاق في المتوسط عام 2015 والذي يحتوي على مخزون يقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وهو ما دفع أنقرة للبحث عن نصيبها من النفط والغاز في المنطقة، حيث تشترك جزيرة قبرص الواقعة شمال شرق المتوسط في حدود بحرية مع مصر جنوبا وتركيا شمالا.
كما شهدت العلاقات بين اليونان وتركيا توترات، زادت حدتها خلال الأسابيع الماضية بسبب نزاعات على الحدود بين البلدين في بحر إيجه، وحقوق التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل جزيرة قبرص اليونانية.
جدير بالذكر أن أنقرة أعلنت يوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2018، عن بدء أول عملية للتنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط، حيث أطلقت سفينة "فاتح" للتنقيب، وحذر وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي من التعرض لها.
من جهة أخرى، أوضح أردوغان أن اعتماد تركيا على الخارج في الصناعات الدفاعية، انخفض من 80 إلى 35 بالمئة، مشيرا إلى وجود 4 شركات تركية بين المئة الأوائل في العالم بمجال الصناعات الدفاعية.
"بورغازأدا" تدخل في الخدمة
إلى ذلك، دخلت الفرقيطة التركية الصنع "بورغازأدا"، يوم الأحد، الخدمة في القوات البحرية التركية، وتعد الثالثة التي تنتج من قبل مشروع "ميلغم" لترسانة الجيش التركي.
ويبلغ طول الفرقيطة 99.5 مترا وعرضها 14.4 مترا وتزن ألفين و400 طن، مزودة بأحدث التقنيات المعاصرة في الملاحة البحرية، وبإمكانها البقاء لمدة 10 أيام في عرض البحر دون الرسو في ميناء للتزود بالوقود والمؤن.
وزودت "بورغازأدا" التي تمتاز بالسرعة والمناورة، بأسلحة حربية مختلفة للقتال فوق المياه وأسلحة مضادة للغواصات، ومضادات جوية وأجهزة كشف، ومهبط مروحيات، كما بإمكانها القيام بعمليات عسكرية بحرية.
تجدر الإشارة أن السفن الثلاث التي صنعت في إطار مشروع الجيش التركي "ميلغم"، تحمل أسماء جزر الأميرات في بحر مرمرة، وهي سفن "بيوك أدا" و"هيبالي أدا" و"بورغازأدا" وسيطلق على السفينة الرابعة اسم سفينة "قنالي أدا".
المصدر: الأناضول