في خطوة تهدف للحفاظ على الأرشيف الفلسطيني، أعلن المتحف الفلسطيني عن إتمام المرحلة الأولى من المشروع الذي أطلقه بداية هذا العام تحت شعار "الأرشيف الرقمي للمتحف الفلسطيني"، عبر أرشفة 18 ألف وثيقة فلسطينية مهددة بالضياع.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - ويمتد المشروع على مدار ثلاث سنوات، ويهدف لأرشفة 145 ألف وثيقة تضم صورا فوتوغرافية ووثائق ومقتنيات وأعمالا فنية توثق تاريخ فلسطين منذ العام 1800 ميلادي وحتى وقتنا الحاضر.
تفاصيل المشروع
من جانبه أشار مدير مشروع الأرشيف الرقمي في متحف فلسطين، إياد عيسى، أن "ما يميز هذا المشروع هو محاولته سرد القصة بطريقة مغايرة عن الأرشيفات الكلاسيكية الأخرى للقصة الفلسطينية، حيث يهدف المشروع إلى تكوين أرشيف رقمي، يكون متاحا للجمهور ويضم تسجيلات صوتية وصورا فوتوغرافية وقطعا مادية ووثائق وأعمالا فنية أخرى يقدر عمرها بنحو 200 عام".
وأضاف عيسى في حديث لـ"عربي21": "يعتمد مشروع الأرشيف الرقمي كجزء من بحثه على أرشفة المواد بناء على الذاكرة الشفوية، إذ يستعرض 145 مادة أرشيفية مهددة بالمصادرة أو التلف أو الضياع، ويحولها إلى مواد رقمية وينشرها على منصاته الإلكترونية باللغتين العربية والإنجليزية".
وتابع عيسى: "ما زلنا في المراحل الأولى من تنفيذ المشروع، وسنعتمد أثناء عملية البحث على نوعين من الأرشيف، هما الأرشيف المؤسساتي المتعلق بالمؤسسات الأهلية والمجتمعية، والأرشيف الفردي أي الاعتماد على قصص الأفراد والذاكرة الشفوية للفلسطينيين في الداخل والشتات".
يشار إلى أن المتحف الفلسطيني هو أحد المشاريع الثقافية المعاصرة، وأحد أهم مشاريع مؤسسة التعاون التي تعمل في مجال التنمية وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وقد ساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها من منظور جديد، ووفر بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعية والتعليمية والأبحاث المبتكرة على المستويين المحلي والدولي.
ويأتي هذا المشروع وفق القائمين عليه ضمن تمويل نفذه صندوق "أركيديا" وهو صندوق خيري تأسس على يد ليزبيت راوسينغ وبيتر بالدوي، ويهدف إلى حفظ التراث الثقافي المهدد حول العالم.
مرجعية للباحثين
من جانبه يرى الكاتب والمؤرخ الفلسطيني وأحد المهتمين في أرشفة التاريخ الفلسطيني، حسام أبو النصر، أن "إطلاق مشروع الأرشيف الرقمي يأتي في ظل الهجوم الإسرائيلي الذي لم يتوقف منذ العام 1948 على سرقة وتدمير كل الوثائق والشواهد للتاريخ الفلسطيني خصوصا ما يتعلق بسرقته لأرشيف منظمة التحرير في بيروت في ثمانينيت القرن الماضي، وبذلك فإن إطلاق مثل هذا المشروع سيكون بمثابة محطة فارقة وتاريخية على صعيد حفظ الإرث التاريخي والثقافي لفلسطين لخدمة الأجيال القادمة".
وأضاف أبو النصر في حديث لـ"عربي21": "سيكون لهذا المشروع الكثير من المكاسب التي سنستفيد منها كفلسطينيين من بينها تفنيد الرواية الإسرائيلية، وإظهار الحقيقية التاريخية أمام المجتمع الدولي حول أحقيتنا بهذه الأرض، بالإضافة لتقديم المشروع صورة كاملة للحياة الفلسطينية الحضارية بكافة تفاصيلها منذ العهد العثماني وفترة الانتداب البريطاني والاحتلال الإسرائيلي إلى يومنا هذا".
من جانبه أعتبر الباحث في التراث الفلسطيني، فادي عاصلة، أن "أهمية إطلاق مشروع الأرشيف الفلسطيني تكمن في خلق مرجع بديل للرواية الإسرائيلية حيث تعتبر المكاتب الإسرائيلية المرجع الأول بالنسبة للباحثين، نظرا لافتقار فلسطين لأرشيف حقيقي يمكن الباحثين من الرجوع إليه".
وأضاف عاصلة في حديث لـ"عربي21": "يعتبر الأرشيف الوطني بمثابة مكتبة الشعب، تهدف إلى حفظ التراث وحمايته خصوصا مع وجود آلاف المواد الفلسطينية التي تضم وثائق وكتب ومخطوطات في المكاتب الإسرائيلية، بالإضافة لعشرات الآلاف من المواد التاريخية المبعثرة المنتشرة في دول العالم، وعملية جمعها وحفظها في المتحف الفلسطيني ستشكل مخزنا ثقافيا لتاريخنا الطويل".
انتهی/