تحت عنوان: "في فلسطين. الرهان الأمريكي المحفوف بالمخاطر"، توقفت صحيفة "لوموند" الفرنسية في افتتاحية عددها، الصادر اليوم الثلاثاء، عند سياسة الولايات المتحدة حيال القضية الفلسطينية -الإسرائيلية، على ضوء إعلان واشنطن توقيف تمويلها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وقبله بتسعة أشهر اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة للدولة اليهودية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وقالت الصحيفة الفرنسية إن توقيف واشنطن تمويلها لوكالة "الأونروا"، يندرج في إطار الابتزاز الذي تـُمارسه إدارة ترامب على الفلسطينيين، معتبرةً أنه من الصعب جداً فهم كيف لهذه الخطوة، التي سيترتب عليها زعزعة استقرار الأراضي الفلسطينية، خاصة قطاع غزة الذي يعاني الحصار، أن تُسهل الوصول إلى حل دبلوماسي، كما تروج لذلك الإدارة الأمريكية.
"لوموند" رأت أيضا، أن الحسابات الدبلوماسية الأمريكية، تبدو عشوائية ومليئة بالمغامرات، لعدة أساب، أولها، أنها تُبقي واشنطن بعيدة عن عدد من حلفائها، بالتحديد الأوروبيين منهم، الذين هم بوضوح أكثر حساسية لمبادئ القانون والعدالة الدوليين.
وثانيا، لأنها (الولايات المتحدة) تنطلق من مبدأ أن الإذلال يعود بنتائج إيجابية، وهو ما يـُعد رهاناً مليئاً بالمخاطرة في منطقة الشرق الأوسط غير المستقرة أصلا.
وثالثا، وأخيراً، لأن هذا الإجراءات الأمريكية -من اعترافٍ بالقدس وتوقيفٍ للمساعدات الأمريكية الأونروا’’ -تُؤكد الخطاب البديل الذي تستخدمه إيران، والذي تقدم من خلاله نفسها على أنها أفضل مدافع عن أقلية عربية محاصرة.
كما اعتبرت الصحيفة الفرنسية أنّ واشنطن ستكون أكثر حكمةً، عندما تميل إلى التحدث بنفس اللغة مع أطراف الصراع، بالإضافة إلى أنه على الولايات المتحدة أن تُفَرق بين تحالفها التاريخي مع إسرائيل ومصالحها الإقليمية الخاصة.
ثمّ عليها أيضاً أن تستخدمَ نفوذها الذي يمكن أن يكون كبيراً، من أجل الحفاظ على فرص التوصل إلى مثل هذه النتيجة، دبلوماسياً أم اقتصادياً أو إقليمياً. فهكذا كانت مهمة “الأونروا’’، والتي كان لها أيضا دورٌ في المستوى التعليمي للفلسطينيين. فالمسألة -تختتم “لوموند’’ -تتعلقُ بثروة هذه الأمة، وبالتالي فإن حرمان هذه الأمة من تلك الثروة، يًعد أمراً سخيفا وخطيراً.