كشف موقع "بلومبيرغ" عن الصلات بين صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جارد كوشنر، وجماعة مرتبطة بروسيا.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - ويقول الموقع إنه في آذار/ مارس 2016، وفي الوقت الذي ابتعدت فيه مؤسسة السياسة الخارجية عن المرشح الرئاسي دونالد ترامب، تلقى صهره كوشنر دعوة للغذاء في مركز بحث يدعو لعقد علاقات مع روسيا، ويحاول بناء تأثير له في واشنطن، وعقد اللقاء في مركز "تايم وورنر" في منهاتن، وهو ما لم يتم الكشف عنه في السابق، و"سيثبت اللقاء أنه مهم لمركز (ناشونال إنترنت) وكوشنر، الذي كان شخصية غير معروفة في حملة ترامب."
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الأمر الجذاب في حفلة غداء 14 آذار/ مارس، كان هو الرئيس الفخري للمركز هنري كيسنجر، الذي قدم كلمة حلل فيها العلاقات الأمريكية الروسية لمجموعة خاصة من الحاضرين، لافتا إلى أن كوشنر، الذي ظل صامتا طوال الكلمة، قدم نفسه إلى كيسنجر بعد اللقاء.
ويلفت الموقع إلى أن ديمتري سايمز، المولود في روسيا ، التقى مدير المركز وناشر مجلته "ذا ناشونال إنترست"، مشيرا إلى أنه في الآونة الأخيرة طرحت أسئلة حول المركز وعلاقته بروسيا، بما في ذلك اتصاله مع ماريا بوتينا، وهي المرأة المتهمة بالتآمر لفتح قناة سرية من خلال اختراق الجمعية الوطنية للبنادق، و"ناشونال بريير بريكفاست"، وتبين فيما بعد أن لقاء كوشنر مع سايمز فرصة ذهبية لعلاقة جيدة.
ويذكر التقرير أنه في الأسابيع الثلاثة التي تبعت اللقاء، فإنهما ناقشا إمكانية عقد مناسبة لترامب في المركز، ومنحه فرصة لأن يلقي خطابا يقدم فيه رؤية متماسكة عن السياسة الخارجية.
وينوه الموقع إلى أن منظمة سايمز، المؤيدة لروسيا أكثر من أي مركز بحثي في واشنطن، قدمت دعوة للمرشحين الرئاسيين المحتملين، لكن لا أحد استجاب للدعوة، بالإضافة إلى أن المحللين في شؤون السياسة الخارجية من الجمهوريين خافوا أن يؤدي الارتباط مع ترامب إلى نهاية مسيرتهم، لكن كانت لدى المركز شهادة كيسنجر لأنه أنشئ في عهد ريتشارد نيكسون، الذي عينه مستشارا للأمن القومي.
ويجد التقرير أن شراكة مع المركز كان يمكن أن تدفع كوشنر لدوره كونه دبلوماسيا رئيسيا في البيت الأبيض، مشيرا إلى أن كوشنر قام بتحضير خطاب ترامب "أمريكا أولا" في فندق ميفلور في الشهر التالي، بتعليقات واقتراحات من سايمز وقائمة مدعوين من المركز.
ويبين الموقع أن كوشنر التقى ولأول مرة مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك في فندق ميفلور، وبعد فوز ترامب، وقبل أن يؤدي القسم طلب كوشنر من كيسلياك إن كان بإمكان الفريق الانتقالي استخدام السفارة للتواصل بطريقة سرية مع موسكو.
ويكشف التقرير عن أن متحدثة باسم كيسنجر أكدت لقاء كوشنر معه ولأول مرة في حفل الغداء ذاك، وبعد عام كتب كلمة تدعم كوشنر في مجلة "تايم"، التي اختارته واحدا من 100 شخصية مؤثرة، حيث قال إن قربه من الرئيس وتعليمه وسنواته في التجارة "يجب أن تساعده في هذه المهمة الشاقة، بحيث يطير إلى الشمس".
ويذكر الموقع أن متحدثا باسم المركز ومحامي كوشنر أب لويل رفضا التعليق.
وينوه التقرير إلى أن كوشنر ساهم في خطاب عن السياسة الخارجية ألقاه ترامب في اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة (إيباك)، مشيرا إلى أنه كونه يهوديا متدينا، فإنه أبدى اهتماما بإسرائيل، وأثبتت ميفلور لأعضاء حملة ترامب اهتمام كوشنر بالسياسة الخارجية.
ويرى الموقع أن هذا تحول مهم، فجيف سيسيشنز، السيناتور الذي أصبح وزيرا للعدل، كان المسؤول عن الأمن القومي في مجموعة صغيرة، تضم كارتر بيج وجورج بابادولوس، الذي أصبح في مركز تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر في التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
ويشير التقرير إلى أنه كانت للمركز علاقات عدة مع بوتينا، ففي عام 2015 ساعد سايمز في تنظيم لقاء بين بوتينا وألكسندر تورشين، الحليف المقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نائب مدير الخزانة الأمريكية ستانلي فيشر، بحسب تقرير لوكالة أنباء "رويترز"، بالإضافة إلى أن بوتينا طلبت من مدير مجموعة "إي أي جي" ومدير المركز في حينه هانك غرينبيرغ، الاستثمار في مصرف روسي يعاني من مشكلات، وذلك بحسب تقرير لـ"ديلي بيست".
ويستدرك الموقع بأن غرينبيرغ لم يستثمر، لكنه وبقية أعضاء المركز يقيمون علاقات تجارية مع روسيا، لافتا إلى أن بوتينا كتبت مقالا في "ناشونال إنترست"، نشر في تموز/ يوليو 2015، بعد إعلان ترامب نيته الترشح، مناقشة أن انتخاب رئيس جمهوري سيساعد على تحسين العلاقات مع روسيا.
وبحسب التقرير، فإن أصدقاء سايمز يصفونه بالرجل المنفتح، الذي تقتضي منه وظيفته إقامة صلات في روسيا والولايات المتحدة، ولا يستغربون علاقته مع بوتينا، مشيرا إلى أنه كان في مقالاته التي نشرها في المجلة ناقدا للرئيس باراك أوباما، الذي تدهورت علاقته مع بوتين، وكان متفائلا بجهود ترامب الدولية، لافتا إلى أن مجلس المركز يمثل تنوعا في الآراء، وعادة ما لا يتم التوافق على رؤية سايمز.
ويبين الموقع أن دعوة كوشنر لغداء آذار/ مارس جاءت من المدير التنفيذي لـ"تايم وورنر"، فكان المدير التنفيذي لشبكة "أتش بي أو" ريتشارد بليبلر، ومديره في ذلك الوقت رئيس "تايم وورنر" جيفري بيوكس، عضوين في مجلس المركز، وحضر غداء ذلك اليوم مدير "سي أن أن" جيفري زوكر ومدير المركز الجنرال تشارلز بويد ودرو غاف، الذي يستثمر في روسيا من خلال شركته "راشيا بارترنرز".
ويكشف التقرير عن أنه عندما خطط كوشنر لخطاب ترامب في نيسان/ أبريل، فإنه اعتمد على سايمز لتحضير قائمة المدعوين، وساعد ريتشارد بيرت، وهو أحد مديري المركز، والعاملون في مجال اللوبي لشركة "غازبروم" الروسية، في كتابة الخطاب.
ويقول الموقع إنه تم التخطيط أن يلقى الخطاب في نادي الصحافة الوطني، لكن تم نقله إلى فندق ميفلور لاستيعاب المدعوين، منوها إلى أن المركز كان يريدها مناسبة تتم فيها دعوة الصحافة المطبوعة، إلا أن كوشنر وترامب أرادا حضور التلفاز، ولهذا كانت مناسبة عامة وخاصة، وقال كوشنر في شهادة قدمها للكونغرس في تموز/ يوليو 2017 إن المركز "قام بمهمة عظيمة لتنظيم المناسبة".
ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى قول كوشنر: "قام سايمز وفريقه بإعداد قائمة المدعوين، ووجهوا الدعوات للمناسبة، وقدمني لعدد من الحضور، بمن فيهم أربعة سفراء، كان سيرغي كيسلياك واحدا منهم"، فيما دعا ترامب في خطابه في الفندق إلى تخفيف التوتر مع روسيا.
انتهی/