قال الرئيس السوري، بشار الأسد إن قواته سوف تستعيد مناطق شمال سوريا بالقوة، مؤكدا أن الدول الغربية لن تشارك في إعادة إعمار بلاده، وواصفا اتهامات استخدام قواته للسلاح الكيميائي بأنها غير واقعية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- ونشرت وكالة "سانا"، مساء اليوم الأحد، النص الكامل للمقابلة المطولة للرئيس السوري مع قناة "إن تي في" الروسية.
واعتبر الأسد أن السبب الرئيسي لتفاقم مشكلة تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا يعود لأسباب خارجية وليس لأسباب داخلية في المجتمع السوري، حيث أنه يوجد نفس المعطيات التي قد تسبب ظهور مثل هكذا تنظيمات في الدول المجاورة، ولكن التخطيط الخارجي والمساهمة الإقليمية هي التي شكلت السبب الرئيسي.
وأوضح الأسد سبب تمكن الجماعات المسلحة من بناء أنفاق بالغوطة الشرقية لريف دمشق دون انتباه حكومته، وقال "إنهم كانوا يتلقون الدعم القادم من الأردن عبر الصحراء ومباشرة إلى الغوطة، ولا يستطيع أحد أن يسيطر على الصحراء أو يراقبها، ونحن لا نمتلك بالطبع وسائل مثل الأقمار الصناعية التي تمكننا من رؤية كل هذا، في الوقت نفسه عندما بدؤوا بالحفر بدؤوا بالحفر تحت المدن، وهو ما لا نستطيع رؤيته".
وعن اتهام الغرب للحكومة السورية باستخدام السلاح الكيميائي بالغوطة الشرقية، أجاب الأسد بأن "رواية الأسلحة الكيميائية هي جزء من روايتهم الرئيسية ضد الحكومة السورية، لكنهم يستخدمون هذه الرواية فقط عندما تهزم قواتهم، أي عملاؤهم الإرهابيون".
وحول التسوية السياسية، أضاف الرئيس السوري "فيما يتعلق بالعملية السياسية، فإنها ستكون عملية سياسية سورية صرفة، نحن لا نأخذ بالاعتبار مصالح أي بلد آخر فيما يتعلق بأمر داخلي، واعتبر أن الصراع في سوريا يشكل معركة بين قوتين دولتين، القوة الأولى هي الولايات المتحدة وحلفاؤها الذين يدعمون الإرهابيين، والقوة الأخرى هي روسيا وحلفاؤها، وهدفهم محاربة الإرهاب".
وأكد الأسد على عمق واستراتيجية العلاقات الروسية السورية، وتشابك المصالح في الحرب على الإرهاب، وعلى دور روسيا كقوة عالمية للحفاظ على التوازن الدولي.
وعن التصريحات الغربية بعدم المساهمة في إعادة إعمار بلاده مادام باقيا في السلطة، علق الأسد قائلا، "صراحة، هذا أفضل تصريح غربي خلال هذه الحرب، وهو أنهم لن يكونوا جزءاً من إعادة الإعمار في سورية، لأننا ببساطة شديدة لن نسمح لهم أن يكونوا جزءاً منها، سواء أتوا بالمال أم لا، وسواء أتوا بقرض أو بمنحة أو بتبرع أو بأي طريقة كانت، نحن لسنا بحاجة للغرب، واضاف "وقد بدأت عدة شركات أوروبية بالتواصل معنا لفتح الباب أمامها للقدوم والاستثمار في سورية"، موضحا أن هذا يجري "بشكل سري لكن بدعم من حكوماتهم، إذاً هم الذين بحاجة لهذا السوق لأنهم في وضع اقتصادي سيئ جداً منذ العام 2008 معظم
الدول الأوروبية بحاجة للعديد من الأسواق، وسورية أحدها، ونحن ببساطة شديدة، لن نسمح لهم بأن يكونوا جزءاً من هذا السوق".
وأشار الأسد أن الحرب في سوريا ليبست حربا أهلية، لأنه لا توجد خطوط طائفية أو إثنية أو دينية في الصراع، والمجتمع السوري متنوع، وتابع الأسد " فيما يتعلق بالرئاسة، ثمة عاملان، العامل الأول هو إرادتي، وإرادتي ستستند إلى العامل الثاني وهو إرادة الشعب السوري، ما يزال أمامنا ثلاث سنوات".
المصدر: سانا