نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقالا لمايكل موريتز، يقول فيه إن المعجبين يقولون إن الاستثمارات الصينية في التكنولوجيا هي أقرب لمبادرة الحزام والطريق.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-ويبدأ الكاتب مقاله بالقول: "انظر إلى قائمة أهم شركات التكنولوجيا الخاصة، وربما سرح بك خيالك إلى عام 2008، حيث استقبلت بكين الألعاب الأولمبية، وفيها حصدت الصين معظم الميداليات، فيما ركز العالم نظره على إنجازات السباح الأمريكي مايكل فيلبس".
ويقول موريتز في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "هذا التوجه واضح في قائمة التكنولوجيا، التي تزيد قيمتها على مليار أو أكثر، فشركات مثل (أوبر) و(إير بي أن بي) و(سبيس إكش) قد تخطف الاهتمام، إلا أن حملة الميداليات الذهبية هم من الصين".
ويجد الكاتب أنه "مع أن قوائم الشركات الخاصة كلها تحتوي على هامش من الخطأ والذاتية، إلا أن قائمة ويكيبيديا للشركات الخاصة الجديدة بحسب قيمتها تقدم نظرة للمستقبل، ويجب أن تكون مثيرة لقلق الغربيين، فمن بين 50 شركة رائدة في العالم هناك 26 صينية، و16 أمريكية، ولا توجد بينها أي شركة أوروبية".
ويشير موريتز إلى أن "الصينيين يسيطرون على عدد من الشركات الثمينة، ومن بين أهم 20 شركة قيمتها 10 مليارات دولار، هناك 11 صينية، و6 أمريكية، واثنتان من الهند، وعلى رأس القائمة (أنت فايننشال) بقيمة 150 مليار دولار، وهي شركة الخدمات المالية المتفرعة عن (علي بابا)، وقيمتها تعتمد على الفرص التي يعتقد المستثمرون أنها موجودة في الصين، وبشكل واسع في جنوب شرق آسيا".
ويلفت الكاتب إلى أن "هناك الكثير من شركات الاستثمارات في مجال التكنولوجيا الموجودة في كاليفورنيا، لديها شركات في الصين أكثر من أمريكا، حيث تقدمت شركة صناعة الهواتف الذكية (تشياومي) بطلب تعويم في هونغ كونغ، وهو أمر مثير لقلق الأسواق المالية الأمريكية، ويستهدف المستثمرون تطبيقات السيارات ديدي تشوكينغ وميتوان".
ويبين موتيرز أن "زيادة معدلات النمو للشركات التكنولوجية العامة تؤكد الاتجاهات ذاتها، فنهاية العام المالي، الذي انتهى في آذار/ مارس 2018، شهدت أكبر خمس شركات نموا متوسطا، بنسبة 26%، مقارنة مع خمس شركات صينية مماثلة، قفز النمو فيها إلى 33%، وعادة ما تكون الشركات الأمريكية أكبر حجما، إلا أن الشركات الصينية تضيق الفجوة، ففي بداية عام 2016 كانت قيمة أكبر خمس شركات صينية ربع نظيراتها الأمريكية".
وينوه الكاتب إلى أنه "في نهاية آذار/ مارس عام 2018، زادت القيمة بنسبة الثلث، وفي الوقت الحالي فإن (فيسبوك)، التي تعد أهم شركة تكنولوجية من ناحية القيمة، متقدمة على (علي بابا) بنسبة الخمس، و(تين سينت) ليست بعيدة، ولهذا السبب يذكر الشباب الصيني الباحث عن نموذج في الحياة أسماء، مثل جاك ما وبوني ما وليو جان (مؤسسي علي بابا وتين سينت وتشياومي)، أكثر من مؤسس (أمازون) جيف بيزوس، أو مؤسس (فيسبوك) مارك زوكيربيرغ، والراحل ستيف جوب من (أبل)".
ويفيد مورتيز بأن "قطاع شركات الإنترنت الصينية يبرز؛ لأنها تشتري حصصا في عدد من الشركات الشبابية الخاصة للتكنولوجيا، ومعظم نشاط الشركات الصينية هو خارج الولايات المتحدة، حيث بنت (تين سينت) و(علي بابا) مجموعة كبيرة من الفضائيات، ولدى (تين سينت) 600 استثمار، و(علي بابا) 400 استثمار، بشكل يجعل من المصرف الياباني (سوفت بانك) استثمارا رخيصا".
ويقول الكاتب: "قد يشتكي النقاد من عدم الانضباط، إلا أن المعجبين قد يناقشون بأن هذه الاستثمارات تشبه طموحات الرئيس تشي جينبينغ، وهي مبادرة الحزام والطريق، والشركة الأمريكية التي تقترب من الشركات الصينية هي (غوغل)، التي قامت منذ عام 2017 بأكثر من 100 استثمار، مع أنها تتركز وبشكل كبير في الولايات المتحدة، واشترت أكثر من 80 شركة منذ عام 2014".
ويذكر موريتز أن "هناك خلافا بين الشركات العابرة للباسيفك، يتعلق باستخدام النقد، ففي الفترة ما بين 2015 و2017 أنفقت أكبر خمس شركات تكنولوجية (خاصة أبل ومايكروسوفت) 228 مليار دولار في السوق المالية والأرباح، وخلال الفترة ذاتها أنفقت الشركات الصينية 10.7 مليارات دولار فقط، واستثمرت في البقية بشكل زاد من تأثيرها وبصماتها".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "من الصعب تجنب فكرة أن الشركات مثلنا -هي نتاج ثقافتها- فهي تقوم باستخدام استثماراتها بطريقة أو بأخرى لتحقيق تعريف المملكة المتوسطة، بصفتها مركزا يتحرك حوله الجميع".
انتهی/