تحل اليوم الثلاثاء الذكري السنوية الخامسة والخمسين لاندلاع انتفاضة 1٥ خرداد (التي صادفت آنذاك في ٥ حزيران/يونيو 19٦3)، والتي انطلقت من مدينة قم المقدسة احتجاجا علي اعتقال جلاوزة نظام الشاه البائد للإمام الخميني (رض).
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- اندلعت انتفاضة الخامس عشر من خرداد أثر اعتقال الإمام الخميني (رض) بعد خطبته العارمة ضد نظام الشاه في يوم عاشوراء بالمدرسة الفيضية في قم المقدسة، اندلعت في قم وطهران وورامين ومدن إيران الأخري واتسعت أبعاد هذه الانتفاضة بشكل اضطر معه نظام الشاه إلي استدعاء الدبابات والمدرعات وتعبئة القوات المسلحة كلها لسحق الانتفاضة وقتل الشعب، هذه الانتفاضة صارت بداية لنهضة الإمام الخميني (رض) العامة ضد نظام الشاه وجرائم أميركا في إيران، صارت مبدأ تاريخ الثورة الإسلامية.
و وفقا لتقرير وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء كان الامام الخميني (رض) ألقي خطابا ثوريا حماسيا قبل ذلك بثلاثة ايام وبمناسبة عاشوراء الامام الحسين عليه السلام، وذلك في المدرسة الفيضية في مدينة قم المقدسة، أماط فيه اللثام عن جرائم الشاه واسياده من الاميركان والصهاينة الامر الذي ادي الي فوران الجماهير المؤمنة في مدينة قم المقدسة وخروجها الي الشارع في تظاهرات عارمة منددة بنظام الشاه ومعلنة تأييدها للامام الخميني (رض) وسرعان ما انتشرت الانتفاضة كالنار في الهشيم لتصل الي العاصمة طهران ومدن اخري في ايران، لتعلن الجماهير انتفاضة شاملة تطالب بإسقاط النظام الشاهنشاهي واقامة الجمهورية الاسلامية.
وما هي الا ساعات قليلة حتي امتلأت مدينة قم المقدسة بالقوات المساندة للشاه آنذاك وقامت باطلاق نيران اسلحتها علي المتظاهرين المحتجين مما أدي الي سقوط العديد بين شهيد وجريح.
وفي طهران التي انطلق احرارها معلنين الثورة علي نظام الشاه مطالبين باطلاق سراح امامهم الخميني (ض) فانهال المزارعون من المدن القريبة علي طهران وهم يلبسون الاكفان يساندهم التجار والطلاب يرددون الشعار 'اما الموت واما الخميني'، و 'الموت للشاه' شعار هز عرش الشاه في طهران آنذاك فارتعد الشاه خوفا من زوال نظام حكمه فقام بإعلان الحرب علي الجماهير الغاضبة وأحال مدينة طهران في يوم الخامس عشر من خرداد الي ساحة حرب بدباباته وآلياته وقواته، سقط فيها العديد من الشهداء مضرجين بدمائهم التي سالت من اجل إعلاء كلمة الحق والدفاع عن العقيدة وتأييدا للإمام الخميني (رض).
وامتد نطاق الثورة التي فجرها الامام الخميني (رض) امتد الي كبري المدن الايرانية مثل شيراز في محافظة فارس ومشهد في محافظة خراسان وتبريز في محافظة اذربايجان شعارهم اسقاط نظام الشاه واطلاق سراح الامام الخميني (رض) فسقط العديد من ابناء الشعب برصاص امن النظام الشاهنشاهي وألقي القبض علي الكثير منهم وزج بهم جلاوزة النظام في غياهب السجون.
ورغم التعتيم الإعلامي الذي مارسه نظام الشاه آنذاك، الا ان صدي ثورة '1٥ خرداد' تجاوز الحدود الايرانية ليصل الي خارج ايران، حيث أصدر علماء الدين في الحوزات العلمية في النجف الاشرف وكربلاء والكاظمية المقدستين بيانات تأييد للثورة الشعبية العارمة في ايران مطالبين بإطلاق سراح الامام الخميني (رض) فورا، كما أرسلت الحوزات والعلماء برقيات الي زعماء الدول الاسلامية والمنظمات الدولية طالبت فيها بإدانة الجرائم التي ارتكبها النظام الشاهنشاهي البائد ضد الشعب الايراني، وممارسة الضغوط من اجل اطلاق سراح الامام الخميني (رض).
وفي طهران اجتمع علماء الدين وأصدرت الحوزات العلمية في كل مكان بيانا اوضحوا فيه ان الامام الخميني (رض) هو مجتهد جامع للشرائط ومرجع تقليد للشيعة وبناء عليه فهو يتمتع بالحصانة الكاملة ولا يجوز اعتقاله او تعرضه للمحاكمة الامر الذي اضطر نظام الشاه الي ان يرضخ امام تلك البيانات العلمائية والضغوط الشعبية فقام بإطلاق سراح الامام الخميني (رض) في 7 نيسان/ابريل 19٦٤ بعد اكثر من عشرة اشهر من الاعتقال، محاولة من النظام للحد من الغضب الشعبي الذي كان مستعرا ذلك الوقت.
وقد وصف الامام الخميني (رض) ثورة 'الخامس عشر من خرداد' في اكثر مناسبة في كلامه وتصريحاته بأنها صنع الملاحم ويوم احياء اقيم الانسانية علي مر التاريخ، وقال في مناسبة اخري: ان الشعب العظيم بانتفاضته هذه قد عبد طريق الثورة امام الاجيال الاتية وصير ما كان محالا ممكن الوقوع'.
ورغم المضايقات التي واجهها الامام الخميني (رض) وانصاره ورغم نفي الامام الخميني (رض) الا انه وبفضل شبكة متواصلة من انصاره الناشطين، كان متابعا لكل ما يجري في ايران والدول الاسلامية، فكانت خطابات الامام الخميني (رض) تصل اولا بأول الي الشعب، الي ان اثمرت الجهود بعد خمسة عشر عاما، لتنتصر الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني (رض). هكذا كانت انتفاضة '1٥ خرداد'، كانت البذرة والانطلاقة الاولي للثورة الاسلامية في ايران.
انتهي/