السيد نصر الله: الحصار السياسي والمالي للمقاومة معركة خاسرة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۳۳۵۰
تأريخ النشر:  ۲۲:۰۵  - الجُمُعَة  ۲۵  ‫مایو‬  ۲۰۱۸ 
-اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بان الحصار السياسي والمالي للمقاومة معركة خاسرة.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-واورد موقع 'المنار' ان السيد نصر الله شدد في كلمة له عبر الشاشة بمناسبة الذكري الـ18 لعيد المقاومة والتحرير علي ان “العدو في العام 2000 انسحب ذليلا مدحورا دون قيد او شرط لأن هناك مستوي من الخسائر لم يعد يتحمله”، وتابع “عندما نتحدث عن اي حرب مقبلة نتحدث بيقين عن النصر لأن الله معنا وشعبنا ومقاومينا موجودون ولائقون ان ينزل عليهم الله تعالي النصر”، واضاف “في حرب تموز 2006 كانوا لائقين بالنصر وما يثبت ذلك انهم عادوا سراعا الي بيوتهم وحافظوا علي مقاومتهم”.

وعن وضع اسماء قيادات في حزب الله فيما يسمي لوائح الارهابية الاميركية والخليجية، قال السيد نصر الله “تعمد وضع اسمائنا علي لائحة الارهاب الاميركية والخليجية لابعاد الناس عنا ومن يريد التواصل معنا”، وتابع ان “الدولة والحكومة اللبنانية مسؤولة عن اللبنانيين الذين توضع اسماؤهم علي لائحة الارهاب ولا يجوز ان تدير ظهرها لهم”، ولفت الي انه “في اطار تجفيف مصادر تمويل المقاومة يأتي الضغط علي الجمهورية الاسلامية الايرانية كداعم اساسي”.

وقال السيد نصر الله “عندما تكون هناك جهة تطالب فعلا بالسيادة علي ارضها ولا تسمح للاميركي والاسرائيلي ان يمد يده علي مائك وارضك ونفطك من الطبيعي ان يري فيك هذا العدو تهديدا له ولمصالحه ولذلك سيقوم بشن الحروب عليك ويغتالك وايضا بفرض عقوبات عليك وادراج اسمائك علي لوائحه للارهاب وما شاكل من اجراءات اخري”، وتابع “لذلك علي كل من يتعرض لهذا الاجراء او ذاك ان يحتسب نفسه وعائلته كمن يضحي ويقدم شهيدا او جريحا وهذا جزء من المعركة والتضحية ويجب ان نواجه”، واضاف “في المواجهة علينا الوصول الي تعطيل هدف العدو، وهدف العدو هنا هو المس بارادتنا وعزمنا وتصميمنا وثباتنا وبقائنا بهذا الموقع وطالما اننا عازمون وصامدون هذا ليس له اي قيمة كالشهداء والجرحي والتدمير وهذا جزء من المواجهة”.

ولفت السيد نصر الله الي انه “حتي الآن هم جربوا القتل والتدمير والتهجير علينا وعلي اهلنا وكل ذلك لم يمس الارادة والتصميم وهنا نقول ان هذه الخطوة والعقوبات لا تقدم ولا تؤخر وليس لها اي نتيجة، انما علينا ان نتحمله ونبني عليه لصناعة الانتصارات”، وتابع “لو افترضنا ان هذه العوبات استطاعت ان تقطع جزءا او كل هذا المال، أقول لهؤلاء الاعداء انكم مخطئون في فهم هؤلاء الناس، فالاميركي وادواته يعتقدون ويرون ان الانسان هو مرتزق ويساوي مبلغا معينا بالدولار ولا يفهمون ان هذا الانسان عقائدي ووطني، وهذا هو خطأهم حيث يعتقدون ان المقاومة مرتهنة لايران وعندما نقطع عنهم المال يقع الخلاف فيما بينهم وهم لا يفهمون ان ابناء المقاومة واهلها يضحون بكل ما لديهم وبفلذات اكبادهم ولديهم ارادة شعبية وثقافة شعبية ولا يمكن إلحاق الهزائم بهم عبر هذه العقوبات ولذلك اقول لهم هذه المعركة خاسرة ومن السهل ان نعطل اهداف هذه الحرب الجديدة”.

وقال السيد نصر الله إن “المقاومة التي فرضت علي العدو الهزيمة والاندحار هي اليوم اقوي وأشد واكثر حضورا”، وتابع “اليوم المعركة الكبري التي خصناها في سوريا برجال وشباب المقاومة من الشباب، وسبق ان قلت ان حلفاء سوريا لن يسمحوا بسقوط دمشق واليوم نتوجه الي سوريا قيادة وجيشا وشعبا والي كل حلفائهم لنبارك لهم تحرير دمشق وريفها ومحيطها بالكامل وحفظها من اي خطر”.

وفي الوضع الداخلي اللبناني، قال السيد نصر الله “كل مسألة العقوبات لن تؤثر علي عملية تشكيل الحكومة اللبنانية وسبق ان وضعنا علي لوائح الارهاب الخليجية ولم تؤثر علي مسألة دخولنا الي الحكومات اللبنانية”، وتابع “البعض يقول إن حزب الله يستعجل تشكيل الحكومة خوفا مما هو آت وهنا أقول لهم أنتم مخطئون لاننا لا نخاف من التطورات في المنطقة وبالعكس نحن لسنا قلقين من التطورات لاننا واثقون من الله وشعبنا وانما نحن نريد اتمام التشكيل بسرعة لان في ذلك مصلحة عامة للبنان”.

ورحب السيد نصر الله “بسرعة انتخاب رئيس المجلس النيابي وتكليف رئيس الحكومة لتشكيلها”، ولفت الي ان “هناك بعض المفاوضات لاتمام تشكيل الحكومة وهذا امر طبيعي وستكون هناك شروط وشروط مضادة، والامر يحتاج الي جهد وتعاون من كل القوي ونحن نتطلع الي حكومة جادة فاعلة قوية تتمثل فيها اكبر شريحة كبيرة ممكنة من الكتل السياسية النيابية التي نطالبها بأن تأتي ببرامجها الانتخابية الي الحكومة”، واوضح ان “في هذه البرامج هناك الكثير من المساحات المشتركة حتي تصدق هذه القوي مع الناس، والمطلوب الصدق والجدية والوفاء والمطلوب ان تلاحق الناس وتواكب”.

ولفت السيد نصر الله الي انه “في الحكومة سنؤكد علي ايجاد وزارة تخطيط ونحن لم نطلب بوزارة سيادية”، واضاف ان “الوزارة السيادية التي ستعطي للطائفة الشيعية محسوم انها من حصة الاخوة في حركة امل وسيكون لنا وجود فاعل في الحكومة وسنتفق مع حركة امل علي توزيع الحقائب فيما بيننا ولن يكون هناك اي خلاف علي الاطلاق وهذا التحالف الوطني مع حركة يقدم النموذج للجميع”.

وأشار السيد نصر الله الي انه “من الامور التي وعدنا بها هي ان نكافح الفساد والهدر في الادارات ومؤسسات الدولة، ونحن اليوم نقول ان حزب الله مصمم علي مواصلة هذا الامر وهي مهمة الكل في حزب الله وسيعملون عليها علي مستوي القرار والخطة والتنفيذ”، وتابع “في الايام المقبلة سنبدأ بمشاورتنا مع حلفائنا علي مكافحة الفساد ووقف الهدر لنتفق علي خطوات ومواقف مشتركة ونحن منفتحون وهذه المصلحة يجب ان تخاض بمعركة وطنية واسعة وشاملة لمكافحة الفساد لا بمعركة حزبية وعلينا ان نوقف الانهيار بتعاوننا جميعا”.

وعن ملف مكافحة الفساد، قال السيد نصر الله إن “قيادة حزب الله قررت ودرست وعينت مسؤولا لمتابعة هذا الملف يعمل تحت عين الامين العام مباشرة”، واضاف “قلنا إن هذا الملف سيكون له مسؤول وهو سيكون المعني لتعيين الخطط والتواصل مع الاخوة والحلفاء وهذا الملف سيكون جزءا من العمل الجماعي في حزب الله”، واوضح انه “لا مانع ان نتعاون مع قوي لبنانية في مكافحة الفساد علي الرغم من عدم اتفاقنا معها في الملف الاقليمي”.

وأعلن السيد نصر الله ان النائب حسن فضل الله هو من سيتولي في حزب الله مسؤولية ملف مكافحة الفساد حيث سيشكل الحزب مركز الاسناد والتخطيط والمتابعة ومواكبة المتابعة وكل بنية حزب الله، وأمل ان “نحقق نتائج طيبة في هذه المعركة الوطنية”.

وقال السيد نصر الله “عندما نتوجه في هذا العيد الي شعبنا بالتهنئة والتبريك نشكر اولا الله الذي منّ علينا بهذا النصر العزيز والكبير، وبعد الله يجب ان نستحضر اصحاب الفضل بالدرجة الاولي المقاومون المجاهدون المضحون الذين اخذوا علي عاتقهم منذ البداية الذهاب الي مقاومة الاحتلال وتركوا حياتهم وعاشوا في التلال والوديان وفي الغربة والخوف وبذلوا كل جهد لدحر هذا الاحتلال، بعضهم قضوا شهداء والبعض بقي علي قيد الحياة”.

وتابع السيد نصر الله “الشكر للشهداء واللائحة تطول من الشهداء القادة علي رأسهم الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والقادة الشهداء كمحمد سعد وخليل جرادي والشهداء من كل فصائل المقاومة واقتحام المواقع وكل الشهداء في ميادين المواجهة مع العدو”، واضاف “الشكر ايضا للجرحي وللاسري ولعوائل الشهداء والجرحي والاسري، وايضا الشكر لعموم الناس وخاصة اهل القري والبلدات الذين عاشوا تحت الاحتلال وعلي خطوط التماس وكل ما عانوه في هذه المناطق وبقية المناطق اللبنانية خاصة التي تعرضت للقصف والاعتداء”.

واعتبر السيد نصر الله ان “الجيش الللبناني والقوي الامنية كان لهم حضورهم وايضا فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش العربي السوري وما قدم من تضحيات”، وتابع “هؤلاء جميعا هم ممن شاركوا بصنع هذا الانجاز بالاضافة الي كل من دعمهم ووقف الي جانبهم في لبنان بشتي السبل وصولا لتحقيق الانتصار علي العدو في العام 2000، بالاضافة الي مساعدة ايران وسوريا لانجاز هذا النصر، وهنا لا بد من التذكير بخذلان العالم للبنان علي الرغم من مشاهدة جرائم العدو والقتل والاحتلال”.

وقال السيد نصر الله “ببركة كل هذه التضحيات كان الانتصار والتحرير وعادت الارض باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، عادت الارض وعاد الاسري وعاد الامن والامان علي طول الحدود مع فلسطين المحتلة ومعهم كل لبنان، والمهم انك تعيش امنا وامانا بكرامة وحرية”، ولفت الي ان “انتصار العام 2000 تحقق علي الرغم من عدم وجود اي تكافؤ بالفرص والامكانات حيث كانت هذه الامكانات متواضعة جدا من حيث العديد والعتاد والاسلحة سواء من حيث النوعية او الكثافة ومع ذلك كان هذا الانتصار الكبير والعظيم، وهنا نقول ان هذا الانتصار له بعده الانساني والاخلاقي وهو نصر من الله”، واكد ان “هذا النصر اعطاه الله لهؤلاء الناس لانهم كانوا لائقين وجديرين بهذا النصر”.

وحول عدم اقامة احتفال بذكري عيد المقاومة والتحرير، قال السيد نصر الله “لم نقيم احتفالا بمناسبة عيد المقاومة والتحرير كان بسبب ان الناس صائمون علي امل اقامة الاحتفال بيوم القدس العالمي في اخر يوم جمعة من شهر رمضان”، وتابع “يجب ان يحظي هذا اليوم باهتمام خاص علي مختلف الصعد بالتحديد لما تتعرض له القدس وكل فلسطين من مخططات وبعد قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة الاميركية ولمواكبة التضحيات الجسام التي يقدمها أهل فلسطين في غزة وداخل اراضي العام 1948، ولذلك نامل ان يكون يوم القدس الآتي موقع عناية خاصة علي مختلف الصعد”.

من جهة ثانية، بارك السيد نصر الله “للمسلمين بحلول شهر رمضان المبارك، هذا شهر الله وهو فرصة ثانوية واستثنائية للتوبة وطلب المغفرة وحاجتنا في الدنيا والآخرة وشهر الدعاء وتلاوة القران والتوجه الي الله وتطهير الارواح وهو شهر التآخي وصلة الرحم ومساعدة الفقراء وتكريم الايتام قضاء حوائج المحتاجين ويجب ان نتعاطي معه علي انه فرصة إلهية ليس للترف والكسل وانما شهر للاستفادة في ايامه ولياليه وساعاته وهي الافضل كما ورد في خطبة الرسول باستقبال هذا الشهر”.

المصدر: ارنا

رأیکم