أوروبا تلمح لحرب غاز وراء انسحاب اميركا من الاتفاق النووي

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۲۳۳۰۴
تأريخ النشر:  ۱۹:۴۲  - الخميس  ۲۴  ‫مایو‬  ۲۰۱۸ 
يشتبه الاوروبيون في أن الولايات المتحدة تسعى الى تجميد استغلال احتياطات غاز إيرانية ضخمة عبر فرض الحظر على طهران في إطار الملف النووي، بهدف زيادة انتاجها الخاص الذي يشهد ازدهارا مع الغاز الصخري.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وقال مسؤول أوروبي مطلع على الملف إن "العقوبات الاميركية ستطال صادرات النفط والغاز الإيرانية الموجهة الى أوروبا."

وأوضح لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه "انها بشكل واضح محاولة جديدة للحد من مصدر امداد مختلف لكي يمكن ايصال الغاز الطبيعي المسال الاميركي الى أوروبا بشكل اسهل وبدون منافسة."

وقال مارك أنطوان آيل مازيغا مدير مركز الطاقة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية :"لا اعتقد ان ذلك هو الهدف الرئيسي للعقوبات ضد إيران، لكنه من الاثار التي ستسببها."

وكانت واشنطن اعلنت متجاهلة تحذيرات الأوروبيين، عن اعادة فرض "العقوبات" التي رفعت بموجب الاتفاق المتعدد الاطراف المبرم عام 2015، على إيران مقابل تعهدها بتخفيض برنامجها النووي.

احتياطات كبرى

الاعلان عن احتمال انسحاب مجموعة النفط العملاقة توتال من إيران وعدة شركات أوروبية اخرى كانت في صلب محادثات اجراها في الآونة الاخيرة في طهران مفوض الطاقة الأوروبي ميغيل ارياس كانتي.

وقال كانتي في ختام سلسلة لقاءات اجراءها مع نائب الرئيس الإيراني علي صالحي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ووزيري النفط والطاقة ان "الإيرانيين يشكون في قدرة الأوروبيين على عدم الانصياع للمصالح الاميركية."

وقد أطلقت الولايات المتحدة استراتيجية البحث عن اسواق لبيع غازها الطبيعي. وصدرت 17,2 مليار متر مكعب عام 2017 نحو موانئ الاتحاد الأوروبي.وبحسب مركز الدراسات "اي اتش اس ماركيت" فان القدرة الاجمالية لاستيراد الغاز الطبيعي لدى أوروبا ستزيد بنسبة 20% بحلول العام 2020″.

في كل سنة تستورد دول الاتحاد الاوروبي ثلث احتياجاتها للاستهلاك (66%). في العام 2017 شكل ذلك 360 مليار متر مكعب من الغاز بينها 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال بقيمة 75 مليار يورو بحسب الاحصاءات الأوروبية.

وحتى الان، نصف الغاز الذي تشتريه أوروبا، روسي لكن الأوروبيين يسعون الى كسر هذا الاعتماد على روسيا.

وقال كانتي ان "الاحتياطي الإيراني هائل وإذا طورت إيران منشآت مناسبة فيمكن ان تتيح لهذا البلد ان يصبح مزود كبير لاوروبا."

وتملك طهران أكبر احتياطي غاز في العالم بعد روسيا وخصوصا مع حقل الاوفشور "بارس الجنوبي". ويقدر بنحو 191 تريليون متر مكعب. وصدرت البلاد 10 مليار متر مكعب عام 2017 عبر انبوب الغاز نحو تركيا والعراق. لكن الحل للمستقبل سيكون الغاز الطبيعي المسال كما يؤكد المسؤولون الأوروبيون.

استهداف روسيا 

الاتحاد الأوروبي ليس الجهة الوحيدة المستهدفة من قبل واشنطن.وقال المسؤول الاوروبي "المنافس المستهدف الاخر هو روسيا مع مشروعها الرائد نورد ستريم 2″.

ويهدف هذا المشروع الى مضاعفة قدرات انبوبي الغاز “نورد ستريم1″ بحلول 2019 وافساح المجال امام وصول المزيد من الغاز الروسي بشكل مباشر الى ألمانيا عبر بحر البلطيق وبالتالي بدون المرور عبر اوكرانيا.

ويطالب الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالتخلي عنه. وجعل منه ورقة تفاوض لإعفاء الأوروبيين من الرسوم على الفولاذ والالمنيوم بحسب مصادر أوروبية مقربة من الملف.

وتدافع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بشدة عن مشروع انبوب الغاز الاستراتيجي هذا. وقال مصدر حكومي الماني "في الوقت الراهن، الغاز الطبيعي المسال الاميركي أغلي من الغاز الروسي. لدينا سوق حرة، والغاز الطبيعي المسال يجب ان يكون موضع تنافس."

لكن مشروع "نورد ستريم 2" لا يساعد على تنويع مصادر الطاقة الذي تسعى اليه اوروبا كما اقر من جهته المفوض كانتي.

وقال متوجها الى الولايات المتحدة ان "أوروبا تريد تطوير استراتيجية الغاز المسال بهدف ضمان امن الطاقة لديها، وإيران تشكل مصدر امداد مهما."
 

 

المصدر: أ ف ب 

رأیکم