زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي حي يرزق ونشط، رغم الأخبار العديدة عن وفاته أو إصابته وعدم قدرته على الحركة, ويقوم حاليا بإدارة الانتقال من دولة الخلافة إلى حركة سرية ذات مهمة وصفتها صحيفة واشنطن بوست بالتي "تقشعر لها الأبدان".
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وشرع البغدادي في الإعداد لمشروعه الجديد، وهو تعليم الجيل الجديد، فور سقوط الموصل وبدء حصار الرقة بهدف الحفاظ على مبادئ التنظيم.
وقال المدير السابق للمركز الوطني لمكافحة "الإرهاب" بالولايات المتحدة نيكولاس راسموسين إنهم كانوا يلاحظون أن قادة تنظيم الدولة وهم يفقدون الموصل والرقة يقومون بالتخطيط لعمل سري جديد، "حتى عندما يُطردون من معاقلهم فإنهم يتركون خلفهم نوعا من الخلايا".
بناء جيل جديد
وأكد ناشط -زعم أنه ينتمي لتنظيم الدولة اتصلت به واشنطن بوست- وجود إستراتيجية لبناء جيل جديد للتنظيم، قائلا إن البغدادي الأستاذ الجامعي السابق وكبار قادة التنظيم الآخرين قرروا منذ فترة مبكرة أن يجعلوا تعليم الأطفال والمجندين داخل العراق وسوريا وغيرهما عبر الإنترنت أولوية للتنظيم، مضيفا أن هذه المهمة أصبحت أكثر إلحاحا عندما اتضح أن دولة الخلافة لن تستمر.
وأوضح أن قيادة التنظيم على يقين بأنه وحتى إذا اختفت دولة الخلافة فإن فكرتها لن تموت إذا نجحوا في التأثير على الجيل القادم عبر التعليم وأن قيمها، تحت توجيه البغدادي، ستبقى في الأمة ولن تختفي.
وكانت وسائل الإعلام ذكرت على الأقل ست مرات منذ 2014 أن البغدادي قُتل أو أصيب إصابة خطيرة؛ فقد قيل ثلاث مرات إنه قُتل في غارات للطائرات الروسية أو الأميركية، وزعمت تقارير أخرى عديدة أنه اُعتقل في هجوم بالمدافع شنته القوات السورية، حيث أصيب ثم توفي مسموما.
حي ونشط
وكان رفع الجائزة الأميركية أواخر 2016 للقبض على البغدادي من عشرة ملايين دولار إلى 25 مليونا قد تسببت في ورود سيل من البلاغات المزعومة برؤيته. ومنذ ذلك الحين، كانت هناك بلاغات قليلة عن تحركاته وأنشطته.
وقال مسؤول بمكافحة الإرهاب -طلب عدم ذكر اسمه- إن كل المؤشرات تقول إن البغدادي حي ويقوم بالتنسيق والمساعدة في إدارة التنظيم.
وعبّر مسؤولون أميركيون مؤخرا عن اقتناعهم بأن البغدادي نجا بعد سقوط الموصل والرقة ولا يزال نشيطا، لكن أماكن وجوده ليست مؤكدة، رغم أنهم يرجحون جيوبا في سوريا لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة.
أقل خطرا
وقالت الصحيفة إنه وفي الأسابيع الأخيرة بدت المنطقة المفترضة لوجوده أقل خطرا عليه لأن الهجوم الكردي لاستعادة القرى التي يسيطر عليها تنظيم الدولة بشرق سوريا قد توقف منذ بداية الربيع عقب إجبار القوات الكردية على الانتقال للدفاع عن نفسها ضد الهجوم التركي بمنطقة عفرين.
ويقول مسؤولو استخبارات أميركيون وشرق أوسطيون إن تلك الهدنة في تلك القرى سمحت لرجال البغدادي بإعادة التحصن وجلب إمدادات، كما غادرت قوافل صغيرة من مقاتلي التنظيم أحياء دمشق إلى معاقل للتنظيم شرق وجنوب سوريا، عابرين مساحات شاسعة من الصحراء بأمان باتفاقات مع الحكومة السورية.
المصدر : واشنطن بوست
انتهي/