طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- قال أمين عام عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي إنّ أهمية الانتخابات البرلمانية العراقية أنها أول انتخابات تجري بعد الانتصار على داعش، مشيراً إلى أنّ "مرحلة ما بعد التنظيم واضحة عسكرياً وأمنياً وستعتمد سياسياً واقتصادياً على نتيجة الانتخابات".
وأشار الخزعلي ضمن الانتخابية - العراق على الميادين إلى أنّ "المعركة ضد الإرهاب انتهت عسكرياً أمّا أمنياً فتحتاج معالجة حقيقية للضعف الاستخباراتي والأمني".
وذكر أنّ قائمة الفتح ستكون كبيرة في البرلمان "وأنا مطمئن إلى أنها ستشكل مفاجأة وسيكون لها دوراً كبيراً"، على حد تعبيره.
ووفقاً للخزعلي فإنّ قائمة الفتح "هي الأولى من ناحية ثقة الجماهير وكونها معقد أمل لتغيير جديد"، مضيفاً أنّ "تشكيل الحكومة واختيار رئيس وزراء سيأخذ وقتاً ومفاوضات معقدة وتجاذباً كبيراً".
وقال إنّ الأطراف السياسية التي تتكلم باسم المرجعية هي التي وافقت على هذا النظام الانتخابي، لافتاً إلى أنّ "موقفنا كان واضحاً أن النظام الانتخابي الأفضل هو أن يكون الانتخاب على أساس فردي".
وتابع "نعلم جيداً أن محاولات التدخل في عمل المفوضية هي محاولات حقيقية جرت من أطراف خارجية ولا زالت تجري".
كما أكد "أننا مستمرون في مراقبة الوضع بالنسبة للانتخابات ولكني أقول إجمالا إلى الآن الوضع مقبول".
أمين عام عصائب أهل الحق ذكر أنّ الأخيرة أعلنت فكّ الارتباط السياسي عن الحشد الشعبي وحصر السلاح بيد الدولة، لافتاً إلى أنه في بداية الحملة الانتخابية تم الإعلان عن هذا الأمر بشكل واضح وصريح "أننا لا نمثّل الحشد الشعبي سياسياً" على حد تعبيره.
وشدد الخزعلي على أنّ عصائب أهل الحقّ أول الملتزمين بتوجيهات المرجعية الدينية "ولن نستعمل اسم الحشد ولن ندّعي تمثيله".
كما تطرق إلى أنّ أحد أهم أسباب الإرادات الأجنبية في تأجيل الانتخابات عسى أن تنسى الناس قادة الحشد الشعبي.
وعن مشروع وجود داعش، قال الخزعلي إن "التنظيم لم يكن مشروعاً كاملاً، إنما كان هناك مشاريع إقليمية ودولية تقف خلفها وهناك مليارات خليجية صرفت".
وفي هذا الإطار، ذكر أنّ الحشد الشعبي أفشل كل المشاريع التي لا تريد للنظام العراقي أن يبقى كما هو، متابعاً أنّ المرجعية أوصت بأن الحشد يجب أن يبقى وهو صمام أمان حقيقي للعراق وباقي القوات المسلحة.
كما رأى أنه "إذا قامت الحكومة العراقية بتثبيت عديد الحشد من دون شروط هذا يعني أن المؤامرة على الحشد قد انتهت"، مضيفاً أنّ الوضع يحتاج أن تكون نتيجة الانتخابات القادمة بالشكل الذي يثبت إرادة المرجعية وإرادة أبناء الشعب.
واعتبر أننا "وصلنا إلى قناعة واضحة أننا يجب أن نتصدى بأنفسنا وهذه نقطة أساسية"، لافتاً إلى أنّ تجربة داعش أثبتت أنه "لو لم نتصد بأنفسنا لم يكن ليتحرر العراق من داعش".
وتابع أنه يجب أن تكون نتيجة الحرب أن يفرض الطرف المنتصر إرادته، مذكّراً بأنه كان ولا يزال يقول بأنّ كركوك والمناطق المتنازع عليها عادت إلى العراق بتسوية تاريخية.
وعن دور الجيش العراقي في استعادة كركوك، وصف الخزعلي الأمر بالـ "كبير جداً".
وفي سياق آخر، اتهم الخزعلي قوات البيشمركة التابعة لرئيس إقليم كردستان السابق مسعود البرزاني بأنها أجبرت الجندي العراقي على نزع ملابسه ورتبته.
واعتبر أنّ الأطراف التي أيّدت الانفصال خسرت وستخسر وفي مقدمتها الحزب الديمقراطي الكردستاني، مضيفاً "لن تحصل الأطراف السياسية الكردية التي أيّدت الانفصال على عدد المقاعد الذي حصلت عليه سابقاً".
وفي السياق عينه، قال إنّ الوصول إلى مرحلة تشكيل قوائم عابرة للطوائف طموح الكثيرين لكنه لن يحصل بسرعة".
إسرائيل تنظر إلى بغداد بـ"توجس"
وعن إسرائيل، اتهم أمين عام عصائب أهل الحق الأخيرة بأنها عملت من خلال أميركا على تفعيل النفس الطائفي بواسطة القاعدة ونجحت.
وبرأي الخزعلي فإنّ إسرائيل في عمقها تعتقد أن الخطر الأكبر على كيانها هو العراق والعراقيين، مضيفاً أنها تنظر إلى بغداد نظرة "توجس".
أمين عام عصائب أهل الحق، لفت إلى أنّ التخطيط الإسرائيلي في العراق والمنطقة هو إشعال الحروب وصولاً لمرحلة تقسيم البلاد، مضيفاً إلى أنّ هذا الكيان يريد تقسيم المنطقة على أُسس دينية أو قومية أو مذهبية ما يجعل وضع إسرائيل في أمان.
كما أوضح أنّ تقسيم المنطقة طائفياً أو قومياً يعطي المبرر الكامل للمطلب الإسرائيلي بالاعتراف بها على أنها دولة دينية.
وذكر أن هناك محاولات مستمرة لكسر الحاجز وتغيير صورة إسرائيل من خلال النظام السعودي نفسه.
وفيما يتعلق بالسعودية، أوضح أنّ الأخيرة تعتقد أن المحافظة على نظامها وحكمها يأتي من خلال دعم أميركا لها، مشيراً إلى أن هناك مشروع أميركي الهدف منه أن النظام السعودي سيكون هو المتصدّر لكسر حاجز المقاطعة مع إسرائيل.
وبحسب الخزعلي فإنّ الانتخابات الحالية قد تكون الأهم محلياً لأنها سترسم الوضع السياسي الاقتصادي العراقي.
كما اتهم السعودية بأنها كانت أحد أهم الأطراف في تدعيم وتقوية الفصائل المسلحة التكفيرية بغضّ النظر عن مسمياتها، على حد قوله.
وتابع أنّ المملكة تريد من خلال التأثير على نتيجة الانتخابات أن تكون في موضع أن تعوّض الخسارة.
وحول الأسباب الحقيقية لما يجري في المنطقة، اعتبر الخزعلي "أنها أسباب دينية عقائدية، مشيراً إلى أنّ اللوبي الإنجيلي الصهيوني يعتقد بضرورة أن يقوم المسيح من جديد وضرورة أن تكون هناك دولة لإسرائيل".
وأضاف أنّ "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتكئ كثيراً ويجامل وينسجم مع اللوبي الإنجيلي المسيحي من أجل أن يستمر في ولايته".
نظام المحاصصة في تشكيل الحكومة: السبب الأول لكل الفساد
وقال أمين عام عصائب أهل الحق إنّ نظام المحاصصة في تشكيل الحكومة هو السبب الأول والأساس لكل الفساد.
ونوّه إلى أنّ الآلية الثانية لمحاربة الفساد هي مراجعة القوانين وتدعيم الجانب القضائي الذي تعتمد عليه هيئة النزاهة، مضيفاً أنه في العراق عملية نهب ونسبة الفساد تتجاوز الخمسين في المئة.
وفي هذا الإطار، قال الخزعلي إنّ محاربة الفساد عملية جذرية لا يستطيع طرف بمفرده التصدي لها، لافتاً إلى أنّ حيتان الفساد خطرون جداً ومؤثرون في مفاصل كثيرة في الدولة وعلى كل المستويات.
وأضاف أنّ الفساد هو سبب كل شر حصل في العراق بما فيه انهيار البلاد أمام داعش، منوهاً إلى أنّ بلاده هي الآن قوة عسكرية لا تستطيع قوة أخرى أن تهدد أراضيه مرة أخرى.