أكد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اليوم السبت، أن داعمي صدام في استخدامه السلاح الكيمياوي ضد ايران، لا يمكنهم اليوم ان يزعموا معارضتهم للسلاح الكيمياوي.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وفي مؤتمر صحفي مشترك عقد في ختام اجتماعه الثلاثي مع نظيريه الروسي والتركي بموسكو، قال محمد جواد ظريف: ان هدفنا الوحيد من بدء عملية آستانا هو الحد من الأضرار الناجمة عن الحرب في سوريا، ودفع الحكومة والمعارضة السورية نحو التوصل الى حل سلمي، وهذه هي المبادرة الوحيدة التي تمكنت من إعادة قدر من الاستقرار الى سوريا خلال السنوات السبع من الحرب الخطيرة للغاية وتواجد الارهابيين في هذا البلد
ولفت ظريف الى ان عملية آستانا هي العملية الوحيدة التي يمكنها وبالتعاون مع منظمة الامم المتحدة والآخرين، ان تؤدي الى سلام عادل ودائم من خلال الحوار السياسي بين الحكومة والمعارضة (في سوريا).
وأضاف: لقد أعلا منذ البداية أن الأزمة السورية لا حل عسكريا لها، وهي بحاجة الى ان نركز فقط على الحل السياسي.. وما هو هام هو أن جميع العالم اليوم تقبل هذه الحقيقة، وعلى الجميع ان يتقبلوها بأنه لا يمكن تحقيق أهداف عسكرية وراء طاولة المفاوضات، ولا يمكن مواصلة الصراع الذي فرض على الشعب السوري منذ سبع سنوات من خلال الاعتداء على وحدة الاراضي والسيادة السورية وباستخدام شتى الذرائع لممارسة الضغوط على العملية السياسية أو المزاعم المثيرة للحروب، وذلك بغية الحيلولة دون التوصل الى حل سياسي (للأزمة في سوريا).
وتابع: ان عملية آستانا مضت قدما بشكل جيد من خلال الجهود المشتركة لجميع اللاعبين، وسيتم قريبا في شهر أيار متابعة العملية في الجانبين السياسي والانساني بمشاركة الدول المعنية والدول الضامنة (ايران وروسيا وتركيا) من خلال تشكيل لجنة تبادل الاجساد والمعتقلين، وهذه تشكل خطوة في المسار الصحيح.
* داعمو استخدام العراق للسلاح الكيمياوي لا يمكنهم ان يزعموا معارضة استخدام هذا السلاح
وأشار وزير الخارجية الايراني الى ان ايران باعتبارها أكبر ضحية لاستخدام السلاح الكيمياوي، تعارض أي استخدام لهذا السلاح بغرض النظر عن المستخدمين والضحايا.. كما ان إيران تدين أي اجراء عسكري عدواني لتحقيق مآرب محددة.
وصرح: ان الدول التي كانت تدعم استخدام العراق للسلاح الكيمياوي، لا يمكنها اليوم ان تدعي معارضتها لهذا السلاح، ومن الواضح تماما أن معارضتها تأتي لأهداف سياسية، وهذه الممارسات أدت الى التأخير في العملية السياسية في سوريا.
وأعرب ظريف عن امله بأن تتوصل عمليات التحقيق الدولية المحايدة في المنطقة التي زعم انها استخدم فيها السلاح الكيمياوي، الى نتيجة بأ سرع يمكن، وأن يتم الاهتمام بالخطوة العالمية المشتركة في هذا المجال في إطار قوانين ميثاق حظر الاسلحة الكيمياوية.
وبيّن ان عملية آستانا وعملية التوصل الى حل سياسي بناء على قرارات مؤتمر سوتشي، هي عملية ينبغي ان تحظى بدعم المجتمع الدولي، وقال: ان الدول الضامنة الثلاث في عملية آستانا، أعلنت دعمها سواء على مستوى الرؤساء وعلى مستوى وزراء الخارجية، للمبادئ المشتركة التي جمعتنا في هذه العملية، أي: دعم السيادة، ووحدة التراب، والاستقلال السياسي والوحدة الوطنية في سوريا وكذلك تسوية الأزمة عبر الطرق السياسية، وستواصل هذا الدعم، ونأمل أن تؤدي هذه العملية الى النتيجة المطلوبة بأسرع ما يمكن خلال جهود اللاعبين داخل سوريا، وبالتالي إنهاء آلام الشعب السوري.
ودعا ظريف المجتمع العالمي الى الإسراع لمساعدة الشعب السوري لإعادة إعمار سوريا، وأن لا تعمل بعض الدول على تبديل إعادة الإعمار الى محاولة لفرض المطالب السياسية، بل يجب المساهمة في إعادة الإعمار كواجب عالمي مشترك تجاه شعب قاوم "داعش" و"جبهة النصرة" وفرض هزيمة نكراء على هذين الخطرين اللذين يهددان العالم.
وأبدى ظريف الرغبة بأن تؤدي منظمة الامم المتحدة وشخص المبعوث الاممي ديمستورا دورا ايجابيا من اجل التوصل الى حل سياسي في سوريا، وفي هذا المجال اتخذنا تدابير ليتحدث مندوبو الدول الثلاث مع الامين العام في نيويورك ومع ديمستورا في جنيف، لنطمئن بأن منظمة الامم المتحدة تتمكن من لعب دور إيجابي مؤثر لمتابعة الأعمال التي انجزت في عملية آستانا ومؤتمر سوتشي.
* على الإدارة الاميركية أن تتحمل مسؤوليتها بشأن دورها المخرب في المنطقة
وردا على سؤال، أكد ظريف: ان الدور الذي قامت به الجمهورية الاسلامية الايرانية في سوريا، تمثل فتي محاربة داعش وجبهة النصرة والتنظيمات المتطرفة.. في حين ان الدور الذي قامت به أميركا في سوريا، كان دورا مخربا، مثلما شاهدنا خلال الاشهر الاخيرة من إثارة الخلافات القومية والاستفادة من تنظيمات تعتبر مجموعات ارهابية لدى بعض دول الجوار، لتستغلها (واشنطن) كبيادق لتحقيق مآرب أميركا.
وصرح: لو كان على أحد أن يتحمل مسؤولية دوره المخرب في المنطقة، فهو الولايات المتحدة الاميركية التي تسببت سياساتها في منطقتنا بتدمير هذه المنطقة الحساسة ونشر التطرف فقط، منذ غزوها للعراق وافغانستان وحتى يومنا هذا.. في حين ان الجمهورية الاسلامية الايرانية عملت دوما على مواجهة التدمير وإثارة الفوضى التي تسببت بها هذه السياسات في المنطقة.
* الاطماع الاميركية خارج اطار الاتفاق النووي مرفوضة من ايران وسائر الاطراف والمجتمع الدولي
وأكد ظريف أن الرئيس الاميركي ترامب ومنذ توليه الرئاسة وحتى الآن لم يلتزم بالاتفاق النووي، واليوم وفضلا عن عدم عودته الى التزاماته، بل لديه أطماع خارج الاتفاق النووي، وهي من المؤكد مرفوضة من قبل الشعب الايراني وأيضا سائر اعضاء الاتفاق والمجتمع الدولي.