نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن سبب وجود مجموعة من الشعرات فوق العينين، أي الحاجبين.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء- وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته"عربي21"، إن أنواع وأحجام وكثافة الحاجبين تختلف من شخص إلى آخر. وغالبا ما يكون شكل الحاجبين من أبرز مقاييس الجمال في عصرنا هذا، وتتطلب كثيرا من العناية والتمشيط. لكن، هل تعتقد أنك تعرف كل شيء عن الحاجبين وعن وظائفها الجسدية؟
أوردت الصحيفة نتائج إحدى الدراسات الحديثة، التي نشرت في مجلة "نايتشر إيكولوجي آند إيفولوشن" العلمية، حيث تبين أن وجود الحاجبين يعزى إلى أهمية تعزيز التواصل غير اللفظي بين الأشخاص. وفي هذا السياق، قال الصحفي مايك وينر إن "الحاجبين يقولان الكثير عما يشعر به الإنسان. ومع تطور البشر، أصبحت القدرة والحاجة إلى التعبير عن العواطف التي تخالجنا أمرا في غاية الأهمية. فدون أدنى شك، يعد التواصل غير اللفظي أداة قوية وفعالة للغاية".
وذكرت الصحيفة أنه للوصول إلى هذه النتائج، أجرى العلماء بحثا حول الوظائف الممكنة للعظام الموجودة في المنطقة المحيطة بعيني الإنسان البدائي. واكتشفوا أن هناك بعض النظريات المتفق عليها لدى العموم التي لا تمت للحقيقة بصلة وكاذبة تماما.
فمن الواضح أن شعوب ما قبل التاريخ، التي جابت الأرض منذ ملايين السنين، تتمتع بتكوينات جسدية مشابهة تماما لتكوين الإنسان المعاصر، لكن ذلك لا ينفي وجود بعض الاختلافات الملحوظة، لا سيما على مستوى الجمجمة والوجه. وتكمن أهم هذه الاختلافات في أن الإنسان البدائي كان يتميز بجبين يحتوي على عظام بارزة، ويختلف تماما عن جبين الإنسان الحالي المسطح، التي حاول العلماء كشف وظيفتها لسنوات.
وأضافت الصحيفة أن العظام البارزة الموجودة في منطقة الحاجبين لا تضطلع بوظيفة أساسية في بنية الجمجمة، كما أنها لا تتمتع بأي تأثير على حركة الوجه عند القيام بعملية المضغ. وبناء على ذلك لسائل أن يسأل: لماذا اختفى سطح العظام المقوس خلال عملية تطور الإنسان؟ ولماذا برزت تلك الشعرات الصغيرة مكانه؟ لقد كانت الإجابة غير متوقعة تماما، إذ تبين أن وجود الحاجبين مرتبط أساسا بالتعبير عن العواطف.
ونقلت الصحيفة أن العلماء الذين شاركوا في هذا البحث أكدوا أنه "يبدو أن تحول الأقواس الكبيرة التي كانت بارزة على مستوى جبين أسلافنا، إلى عظم أمامي أكثر تسطحا وعمودية لدى الإنسان المعاصر، قد منح الحاجبين قدرة كبيرة على الحركة. وهذا يعطه قدرة على إظهار العواطف الخفية التي تساعد على التواصل مع الأشخاص الآخرين والبيئة المحيطة بهم".
وبينت الصحيفة أنه كان من الممكن أن يساهم تطور حركة الحاجبين في مساعدة أسلافنا على إنشاء روابط عاطفية وصداقات. فخلال مئات السنين، ساهم هذا التغيير في ملامح الجسم في منح البشر القدرة على التواصل غير اللفظي مع بعضهم البعض بطريقة سلمية. كما ساعد أيضا على تجنب العداوة التي كانت تسود جميع أنواع التواصل قديما، وذلك من أجل ضمان بقاء النوع البشري.
وأوضحت الصحيفة أنه، منذ العصور القديمة، كان الحاجبان أحد عناصر الوجه التي تحظى باهتمام خاص ومن أبرز ميزات الجمال. فعلى سبيل المثال، كان المصريون القدماء يقومون بإزالة شعر الحاجب؛ ليقوموا في وقت لاحق برسمها باستخدام الكحل، وهو مستحضر تجميل يحتوي على العديد من المكونات التي كانت مستخدمة منذ العصر البرونزي (سنة 3.500 قبل الميلاد)، وكان ذلك بهدف حماية الجفون من أشعة الشمس.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن دور الحاجبين لا يقتصر على تعزيز عملية التواصل غير اللفظي بين البشر فقط، وإنما تضطلع أيضا بدور أكثر أهمية يتمثل أساسا في حماية العين من العرق أو الغبار أو أشعة الشمس، وغيرها من العوامل الخارجية الأخرى.
انتهی/