عكست تصريحات المراقبين والمحللين الصهاينة وجود عتب على الأميركيين، إذ لم تأتِ الغارات الأميركية الأخيرة على سوريا على قدر التوقعات والآمال "الإسرائيلية"، وسط مخاوف لدى "تل أبيب" من أن تؤدِ هذه الغارات إلى تقوية وتعزيز مكانة الرئيس السوري بشار الأسد.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للانباء- وفي هذا الإطار، قال رئيس "الدائرة السياسية والأمنية" السابق في وزارة الحرب الصهيونية الجنرال إحتياط عاموس جلعاد لراديو "اسرائيل كان" إن "الأمريكيين يخبروننا ولا ينسقون معنا في موضوع ضرباتهم في المنطقة"، منبّهاً إلى أن "إسرائيل في مسار تصادم ومواجهة مع إيران؛ فهم يريدون جبهة جديدة على حدودنا مع سوريا، ونحن لن نسمح بذلك".
قائد لواء "حرمون" السابق اعتبر في تصريح لراديو جيش الإحتلال، إن الصدى الإعلامي الكبير الذي رافق الضربة الأمريكية - الفرنسية - البريطانية لسوريا يقوي ويعزز مكانة (الرئيس السوري بشار) الأسد.
ورأى أن "الضربة لن تغير الصورة الاستراتيجية في سوريا، والأمور ستستمر على ما كانت عليه"، مشيراً إلى أن "إتمام الضربة هو نوع تنظيف أو إراحة الضمير أو رفع العتب من الدول الغربية أنها لم تسكت عن الكيماوي".
وفي حديث عن الإخفاقات "الإسرائيلية"، قال قائد لواء "حرمون" السابق إن كيانه "لم ينجح هذه المرة أيضًا في تجنيد حليفته أمريكا لضرب أهداف إيرانية، وعليه فإن إسرائيل ستبقى وحدها في مواجهة إيران".
أما رئيس قسم الاستخبارات في "الموساد" سابقًا فأكد في تصريح لراديو "إسرائيل كان" إن "الضربة المحدودة على سوريا لا تعني تغيير قواعد اللعبة، وستعود الأمور كما كانت عليه في السابق".
المحلل العسكري في إذاعة جيش الإحتلال اعتبر بدوره أن "الضربة لم تكسر قواعد اللعبة في سوريا"، مرجّحاً أن تكون أمريكا وروسيا قد عقدتا صفقة بواسطة تركيا قوامها أن تضرب أمريكا بشكل رمزي كما حصل، وروسيا تستوعب وتستمر في سوريا كما السابق".
من جهته، قال نائب رئيس "الموساد" السابق ران بن براك لإذاعة جيش الإحتلال إن كيانه "الآن في مواجهة مباشرة مع إيران، التي حاولت تغيير قواعد اللعبة من خلال إرسال طائرة بدون طيار الشهر الماضي، فكان الرد الاسرائيلي ضرب معسكر T4 الذي خرجت منه الطائرة".
ورأى أن "ثمّة 3 احتمالات للرد الإيراني علينا: رد مباشر من إيران، أو رد مباشر عبر الفصائل التي تدعمها، أو ردّ على نمط ضرب سفارتنا بالأرجنتين.
من جانبه، لفت نائب رئيس "الموساد" لإذاعة جيش الإحتلال "أننا كمن يسير على البيض في علاقتنا مع روسيا، هي ليست حليفتنا؛ بل ثمّة تنسيق وتفاهم، ومهمّتنا أن نبقيهم على الحياد بكل ما يتعلق بإيران".
وأشار إلى أن "(الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان يحاول التوفيق بين رؤيته لنفسه كالحامي في المنطقة، وبالتالي إدانة الكيماوي، وتأييد الضربة ضد (الرئيس السوري بشار) الأسد، وبين الحفاظ على مصالحه ضد الانفصاليين الأكراد"، معتبراً أن "تحالف أو تعاون أردوغان مع الإيرانيين ليس في مصلحتنا".
رئيس مركز "ديان" في جامعة "تل أبيب" إيال زيسر رأى أن "الضربة ضد (الرئيس السوري) بشار الأسد متأخرة وأقل من اللازم، وهي رسالة رمزية لن تؤثر على وضع (الرئيس) الأسد".
المصدر: العهد