تطرّق رئيس مؤسسة أبحاث الفضاء في معهد "فيشر" والخبير الدوليّ الإسرائيليّ في شؤون الطيران والصواريخ طال عنبار في مقابلة مع القناة الـ12 العبرية في التلفزيون الإسرائيليّ، تطرق للأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة الشمالية وقال إنّ أنظمة الدفاعات الجوية ومضادات الطيران السورية تعتبر متقدمة ودقيقة نسبيًا، حيث إنّها نجحت للمرّة الأولى منذ 35 عاماً في إسقاط طائرة حربية إسرائيلية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وفي معرض ردّه على سؤال قال عنبار إنّ دفاعات الأسد الجوية لم تتضرر بسبب الحرب في سوريّة، حيث كانت تحت حماية أمنية مشددة نظرًا لأنها تعتبر من أهم المنظومات التي يمتلكها الجيش السوري، نافيًا في الوقت عينه الأنباء والتقارير التي تقول إنّ سوريّة تحتاج إلى مصادقة روسية قبل استخدام أي صاروخ مضاد للطائرات، حيث إن هذه الصواريخ منتشرة في الكثير من المناطق تحت قيادة عسكرية تكتيكية.
وأكد الخبير الإسرائيليّ أنّ الروس لم يكن لهم ضلع في عملية إطلاق الصاروخ السوري الذي أدى إلى إسقاط الطائرة الإسرائيلية، وذلك بالرغم من أنّ الروس قد نشروا في سوريّة منظومة الصواريخ S300، بما في ذلك الرادارات المتقدمة التي تستطيع تشخيص أي نشاط جوي في الأجواء السورية، حيث أنّ إسرائيل على تنسيق كامل مع الروس بسبب نشرهم لتلك المنظومة على الأراضي السورية.
وتابع عنبار قائلاً إنّ الدولة الأولى التي حصلت على صواريخ SA-5 في الشرق الأوسط كانت سوريّة، وذلك كجزء من محاولات الأسد الأب لتحقيق التفوق الجوي ضد إسرائيل خلال حرب لبنان الأولى عام 1982، على حدّ تعبيره.
ووفقاً لعنبر فإنّ الحديث يدور عن صواريخ دقيقة وطويلة المدى وقادرة على إسقاط الطائرات الإسرائيلية المقاتلة. كما كشف أنّ السوريين يمتلكون دفاعات جوية قصيرة المدى ذات قدرات متقدمة جدًا، بما في ذلك منظومة يطلق عليها اسم “تنسير” وهي منظومة روسية متقدمة تزودت بها سوريّة مؤخرًا، كما أكّد.
وشدّدّ الخبير الإسرائيليّ في سياق حديثه على أنّ صواريخ SA5 قادرة على إسقاط الطائرات الإسرائيلية في عمق الدولة العبريّة، وذلك بالرغم من أنّها منظومة قديمة وتطلق من منصات ثابتة.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة “هآرتس” أنّه بناءً للتحقيق الأولي الذي أجراه سلاح الجوّ الإسرائيليّ حول حادثة إسقاط صاروخ سوري مضاد للطائرات مقاتلة من طراز F16، فإنّ الجيش العربيّ السوريّ استغلّ نقطة ضعف في طريقة عمل طاقم الطائرة الإسرائيلية. وأوضحت الصحيفة أنّ الطائرة التي أُسقطت كانت واحدة من بين ثماني طائرات من هذا الطراز شاركت في مهاجمة عربة التحكم الإيرانية في قاعدة T-4 بالقرب من مدينة تدمر، في العمق السوري.
ولفتت الصحيفة، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، لفتت إلى أنّه من أجل إطلاق الصواريخ على العربة الإيرانية من مسافة بعيدة جدًا حلقت بعض الطائرات على ارتفاع كبير، ووفقا للتحقيق الأولي، فقد بقيت طائرة واحدة على الأقل على ارتفاع شاهق على ما يبدو لأنّ الطاقم أراد التحقق من أنّ الصواريخ أصابت العربة بالفعل، الأمر الذي عرضها للإصابة.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت المصادر عينها، بحسب (هآرتس)، أنّه في هذه المرحلة، أطلقت الدفاعات الجوية السورية أكثر من 20 صاروخًا على الطائرات الإسرائيلية، وهو عدد مرتفع وغير عادي، وكانت الصواريخ على الأقل من نوعين: طويل المدى SA-5 وقصير المدى SA-17، مُشيرةً إلى أنّ المواطنين الإسرائيليين شاهدوا وابل الصواريخ بوضوح في الشمال وفي وسط الدولة العبريّة.
وأردفت الصحيفة قائلةً إنّه بموجب التحقيقات، فقد تمكن طاقم الطائرة من تحديد إطلاق الصواريخ تجاه الطائرات الإسرائيلية، فهبط إلى ارتفاع منخفض وتهرب من الصواريخ، بينما لم يفعل ذلك الطاقم الثاني، ما عرض طائرته للإصابة، ولكنه قبل إصابة الطائرة تمكن من مغادرتها والهبوط بالمظلات.
وفي السياق عينه، لفتت الصحيفة إلى أنّ التقدير السائد في المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة، يُشير إلى انتهاء جولة القتال مع إيران وسوريّة على الحلبة الشمالية، والتي تمّ خلالها إسقاط طائرة F16.
وتابعت الصحيفة: استنفذت الأطراف المعنية ما كان يمكن أنْ تحققه في الجولة الحالية، ولم تستبعد الصحيفة حدوث اشتباك آخر مع الإيرانيين في سوريّة على المدى الطويل، مُشيرةً إلى أنّ هذه التقييمات تستند، ضمن أمور أخرى، إلى التصريحات التي أدلى بها كبار المسؤولين الإيرانيين في الأيّام الأخيرة.
وبحسب الصحيفة فإنّ إيران وسوريّة تسعيان إلى الاستفادة استراتيجيًا من الإنجاز غير العادي المتمثل بإسقاط الطائرة من خلال النشر علنًا عن تغيير قواعد اللعب في الشمال، والتهديد بأنّ أية محاولة إسرائيلية لمهاجمة سوريّة أوْ لبنان ستواجه ردًا قاسيًا، بحسب قولها.
المصدر: رأی الیوم
انتهی/