طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-وقال خوشرو في كلمته امام اجتماع مجلس الامن الدولي حول الاحداث الاخيرة في ايران، ان خطوة اميركا في طرح قضية احتجاجات عدد من مواطنينا في ايران بسبب بعض الشكاوي المشروعة والتي تصاعدت حدة قسم من المشاكل بسبب امتناع اميركا عن تنفيذ تعهداتها في اطار الاتفاق النووي، يعد استغلالا من جانب عضو دائم في مجلس الامن وكذلك استغلال المجلس نفسه.
واضاف، ما يدعو للاسف انه خلافا لمقاومة بعض الاعضاء، قد سمح هذا المجلس لنفسه ليُستغل من قبل الادارة الاميركية الراهنة وان يعقد اجتماعا حول قضية خارجة عن اطار مسؤولياته وبذلك اثبت عجزه في القيام بمسؤوليته الحقيقية في صون السلام والامن الدولي.
وتابع مندوب ايران، ان ما يبعث علي عدم المصداقية لمجلس الامن هو ان يجعل في جدول اعماله قضية طابعها داخلي تماما الا انه عاجز تماما عن القيام بادني اجراء تجاه قضايا حقيقية ومنها الاحتلال طويل الامد لارض فلسطين حيث ان جدول اعمال اجتماع اليوم (الاوضاع في الشرق الاوسط) يتعلق به اساسا وكذلك القصف الجوي العشوائي لليمن علي مدي الاعوام الثلاثة الماضية والذي افضي لغاية الان الي مصرع الالاف وجلب للشعب اليمني المجاعة والمرض والدمار.
واعتبر خوشرو ان قائمة طويلة جدا لمثل هذا الفشل لمجلس الامن والتي تتعلق جميعها بالنهج التخريبي للادارة الحاكمة في اميركا.
واضاف حسب ماذکرت وکالة الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة، ان هذا الاجراء لا يعد سوي مسعي يائسا اخر من جانب الادارة الاميركية للهروب الي الامام، ذلك لانها فقدت اي اهلية ومصداقية لها من الناحية الاخلاقية والسياسية والقانونية امام انظار العالم.
وقال، انه اثر الاجراءات التخريبية الاخري لهذه الادارة مثل انتهاك القانون الدولي وعدم احترام السلوك الحضاري في السياسة الدولية فانها تسعي الان من باب العجز للتمسك باي قشة تنقذها من الغرق.
واكد السفير الايراني في الامم المتحدة بان للبلطجة الاميركية تاريخا طويلا في الامم المتحدة الا ان المثال الراهن اي بحث الشؤون الداخلية لدولة ما فانه موضوع يبعث علي السخرية. ان هذا الموضوع اي الاحتجاجات التي تعاملت معها الحكومة الايرانية بمنتهي الاحترام لحقوق المحتجين وسعت بكل الطرق للبت في هذه القضية بصورة سلمية خلافا لوجود افراد دعاة عنف والتشجيع الخارجي من قبل اخرين كالرئيس الاميركي.
وصرح خوشرو، انني اذكّر اولئك الذين ربما نسوا الاجراءات الاميركية، بان لاميركا تاريخا طويلا من التدخلات في شؤون ايران الداخلية، وقال، ان الاجراءات الاميركية العدائية ضد ايران اشتدت بعد ان اطاح الشعب الايراني في ثورته بالدكتاتور المدعوم اميركيا.
ونوه الي سلسة الاجراءات العدائية الاميركية ومنها المحاولة الفاشلة للانقلاب العسكري والاعمال التخريبية في ايران وفرض الحظر اللاقانوني واللاانساني ضد المواطنين الايرانيين العاديين والدعم من دون قيد او شرط لصدام في حربه العدوانية علي مدي 8 اعوام ضد ايران ومن ضمنه تزويده بالاسلحة الكيمياوية والدخول بصورة مباشرة في ذلك النزاع العسكري دعما لصدام.
واشار خوشرو الي حادثة اسقاط طائرة نقل الركاب الايرانية فوق الخليج الفارسي من قبل القوة البحرية الاميركية والتي راح ضحيتها 290 راكبا من ضمنهم 66 طفلا في العام 1988 ، حيث قامت الولايات المتحدة بكل وقاحة بمنح القائد المجرم الذي اسقط تلك الطائرة المدنية نوط الشجاعة.
واضاف، انه وفي الوقت الذي يشعر الرئيس الاميركي ترامب بالنشوة لعدم وجود تظاهرة احتجاجية علي زيارته لجيراننا قبل عدة اشهر، لربما لا يعرف هذه الحقيقة وهي ان شعوب هذه الدول لا يُسمح لها بالاحتجاج.
** التذكير بالاحتجاجات في اميركا ودور مجلس الامن
واشار مندوب ايران الدائم الي العديد من الحالات التي تعاملت فيها السلطات الاميركية في العقود الماضية بكل عنف مع المعارضين والمحتجين وقامت بقمعهم بشدة ومنها حركة وول ستريت او الهجوم من قبل قوات الحرس الوطني علي الطلبة الجامعيين وقتلهم خلال احتجاجهم السلمي في جامعة ولاية كنت او مشاهدتهم فيلم الاحتجاجات في شيكاغو عام 1968 .
كما نوه الي احداث العام 1992 في لوس انجلس اثر ضرب رادني كينغ من قبل الشرطة الاميركية بوحشية فضلا عن حالات قتل السود المنحدرين من اصل افريقي من قبل الشرطة والذي مازال مستمرا بلا هوادة.
ولفت الي انه خلال تلك الاحتجاجات قتل 63 شخصا وجرح 2383 اخرون واعتقل اكثر من 12 الفا من قبل القوات العسكرية في كاليفورنيا وقوات المشاة والقوات البحرية الخاصة التي استدعيت لاعادة النظام.
واشار كذلك الي حادثة قتل 83 رجلا وامراة وطفلا من مجموعة الداوديين عام 1993 في تكساس من دون ان يكونوا قد ارتكبوا اي جريمة وذلك بعد محاصرتهم من قبل القوي الامنية لفترة 51 يوما.
كما لفت الي احداث الاحتجاجات التي جرت في ضاحية باريس بفرنسا عام 2005 وادت الي مقتل العديد من الافراد واعتقال نحو 3000 شخص وفي احتجاجات بريطانيا عام 2011 حيث قيل للمسؤولين بانهم يمكنهم تجاهل التعليمات القانونية المتعلقة بمعاقبة المتهمين.
واكد بانه في كل هذه الحالات لم يتم انعقاد اجتماع لمجلس الامن للبحث فيها.
وفي كلمته امام مجلس الامن الدولي قال خوشرو، لدينا ادلة دامغة بان العنف في ايران والذي جري من قبل عدد محدود من المحتجين وادي في حالات الي استشهاد افراد من الشرطة والقوي الامنية كان موجها بوضوح من الخارج، اذ ان العناصر الداعية للعنف ظهرت عصر الجمعة الماضية بين المواطنين في بداية التظاهرات.
واوضح بان بعض العناصر الذين يتخذون اميركا واوروبا مقرا لهم كانوا يحثون علي العنف ومن ضمن ذلك تشجيع وتدريب الافراد علي استخدام القنابل المصنعة يدويا (كوكتل مولوتوف) والسيطرة علي مستودعات العتاد واللجوء الي العمل المسلح.
واكد خوشرو ان احد المقيمين في اميركا اصدر الامر في الاجواء الافتراضية بقتل 120 من القوي الامنية ودعا الي استهداف اسرهم في منازلهم ايضا، وقال لوسائل الاعلام الاميركية بانه علي المتظاهرين حرق المساجد ومقرات الشرطة.
واوضح بان قرار غلق بعض قنوات شبكة التواصل الاجتماعي 'تلغرام' جاء بسبب ترويجها للعنف، لافتا الي ان عناصر الفوضي والشغب قامت في بعض المدن بسرقة المتاجر والبنوك وممارسة القتل وتدمير المرافق العامة.
وقال يبدو الامر مثيرا للكثير من السخرية وهو ان دولة يدعم رئيسها المخربين في ايران، وتطلب من مندوبها في الامم المتحدة بان ترفع الموضوع الي مجلس الامن. فمن يمتلك تاريخا من التصريحات الجاهلة والعدائية ضد بلادي ياتي بالموضوع الي مجلس الامن.
واضاف مندوب ايران، انه لو كان من المقرر عقد اجتماع فقد كان حري بايران ان تطلب عقد هذا الاجتماع للبحث في مسالة انه كيف يسمح للعناصر الاجنبية التي تتوفر لها الحصانة بان يحثوا ويشجعوا علي دعم الاضطرابات والعنف في دولة ذات سيادة ومن مؤسسي الامم المتحدة.
واشار خوشرو الي ان بعض الدول الاوروبية التي تمنح اللجوء لارهابيين تقوم الان بالحث علي العنف والتمرد المسلح واضاف، انه لماذا تقوم شبكات تواصل اجتماعي بالتدريب علي استخدام القنابل المصنعة يدويا (كوكتل مولوتوف) وهم داعمون لافراد يستخدمون السلاح لقتل الافراد في ايران ومشغولون بانشطتهم بحرية في تلك الدول رغم وجود ادلة دامغة علي تورطهم. هذه هي القضايا الاساسية التي ينبغي ان تبحث.
** معركة لن تكون حصيلتها صفرا
وتابع مندوب ايران في الامم المتحدة، انه وبغية الا يكون هذا العرض المسرحي المثير للسخرية شيئا اكثر من اهدار الوقت فاسمحوا بان نبحث في موضوع لم يبحث فيه مجلس الامن لغاية الان ولا بد ان يبحثه.
واضاف، ان التدفق الحر للمعلومات جاء معه بتوسع نطاق الانباء الكاذبة وسائر اشكال الحروب المعلوماتية، وهذه التهديدات قائمة امام جميع الدول الحرة والمستقلة.
وقال خوشرو، نحن لسنا الدولة الوحيدة التي تفكر بانه لا بد من صياغة حلول لهذه التحديات.
ولفت الي المقترحات التي قدمها الرئيس الفرنسي قبل فترة حول موضوع القنوات التلفزيونية وقنوات التواصل الاجتماعي واضاف، ان مثل هذه الاجراءات ليست فقط لمواجهة الانباء المزيفة والتمردات والتدخلات الانتخابية بل لمعركة اهم ضد التكفيريين من امثال داعش.
واكد بان حصيلة هذه المعركة لا تكون صفرا، فاما نربح فيها جميعا واما نخسر فيها جميعا.
انتهي/