تعتبر التهديدات العسكرية ما بين كوريا الشمالية، والولايات المتحدة الأمريكية، الحدث الأكثر سخونة خلال عام 2017، وذلك لخطورة ما قد ينتج عن حال قيام حرب فى المنطقة تشترك فيها البلدين النوويتين، التى من شأنها أن تؤدى لتدمير دول عدة وهلاك ملايين الأشخاص.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-ومع مرور الزمن تتصاعد لهجة التصعيد بين زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، والرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، فى إطار الأزمة النووية لـ"بيونج يانج"، وتطوير أسلحتها الباليستية، التى أصبحت قادرة على الوصول إلى العاصمة الأمريكية، واشنطن، واتخذت لغة الهجوم منحى شخصى وألفاظ لاذعة من كلا الطرفين، حيث كانت أبرز التصريحات عن جزيرة جوام الأمريكية والتهديدات المستمرات بضربها من قبل كوريا الشمالية، الأمر الذى يلقى ردود فعل أكثر حدة من البيت الأبيض، وكذا الرئيس الأمريكى نفسه، لتشتعل حرب التصريحات الإعلامية بين زعيما البلدين.
وبتتبع مراحل اشتعال فتيل الأزمة، نجد البداية، بتلقى "كيم جونج أون"، تقريرًا من جيش بلاده بشأن خططه لإطلاق صواريخ صوب المنطقة القريبة من جوام، وقال إنه سيراقب أفعال الولايات المتحدة لفترة أطول قبل أن يتخذ قرارا، فيما رد عليه الرئيس الأمريكى، بأنه سيندم حال ضربة الجزيرة.
واستغل ترامب، خطابه باجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتوجيه تهديدات لاذعة للزعيم الكورى، مضيفًا "الولايات المتحدة تملك القوة والصبر، ولكن إن توجب علينا الدفاع عن أنفسنا أو عن حلفائنا سيكون لدينا خيار وحيد، هو تدمير كوريا الشمالية بالكامل"، متابعًا "رجل الصواريخ، مقدم على مهمة انتحارية له ولنظامه".
فيما رد زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، فى بيان نادر، إن بلاده ستدرس أعلى مستويات الإجراءات المضادة القوية فى التاريخ ضد الولايات المتحدة ردا على تهديد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بتدمير كوريا الشمالية بالكامل.
ووصف الزعيم الكورى الشمالى، خصمه الأمريكى "ترامب"، بأنه "مختل عقليًا"، وقال إن تصريحات الرئيس الأمريكى، "أشرس إعلان للحرب فى التاريخ"، وإن خطاب ترامب، بالأمم المتحدة، أكد أن برنامج "بيونج يانج" النووى هو "المسار الصحيح".
وقال كيم، فى البيان، الذى نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية، إن "تصريحاته (ترامب)، أقنعتنى، دون أن تخيفنى أو توقفنى، بأن المسار الذى اخترته صحيح، وأنه المسار الذى على اتباعه للنهاية"، مضيفًا "كرجل يمثل جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، ونيابة عن وباسم كرامة وشرف دولتى وشعبى ونفسى، سأجعل الرجل الذى يتولى سلطة القيادة العليا فى الولايات المتحدة يدفع ثمن خطابه غاليًا".
وفى ذات الصدد، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، تقرير على موقعها الإلكترونى، أشار إلى تصريحات ترامب، الذى وصف خلالها زعيم كوريا الشمالية، بأنه "رجل مجنون"، وذلك بعد ساعات من تصريحات كيم جونج أون، التى وصف خلالها الرئيس الأمريكى بـ"المختل عقليًا"، فيما مضى زعيم كوريا الشمالية قدمًا خلال تصريحاته فى التهديد بإجراء تجربة نووية جديدة فى المحيط الهادى، وهو تهديد جاء - ليضع ضغوطًا - فى ظل دراسة الإدارة الأمريكية ومناقشتها للخيارات المتاحة أمامها للتعامل مع كوريا الشمالية، بما فى ذلك توجيه ضربة عسكرية استباقية حال رصد أية محاولات من قبل الشطر الشمالى للتحضير لإجراء تجربة نووية.
وتابعت الصحيفة، إن المواجهة طويلة الأمد بين ترامب، وكيم جونج أون، الذى وصفه الرئيس الأمريكى مؤخرا بـ"الرجل الصاروخ"، عرقلت الجهود الدبلوماسية وحولت مسار الأزمة إلى إهانات على الساحة الدولية، ولفتت إلى أن ترامب، يبدو أنه يغامر بنفس الأسلوب الذى يتبعه مع خصومه المحليين، حيث يتعمد وضعهم فى موقف دفاعى، غير أن محاربين قدامى، قالوا إن "ترامب يلعب لعبة خطرة، وهى على الأقل تُعرقل جهوده الشخصية لإيجاد حل دبلوماسى للنزاع حول برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية".
وجاء أخطر تصريح خلال العام عن مسئولين بحكومة كوريا الشمالية - فى تصريح لشبكة "سى إن إن" الأمريكية، اذاعته، دون الكشف عن أسمائهم - "لا يهمنا ما يقوله هذا الكلب المسعور"، مشددين على أن تحذيرات "ترامب"، لن تؤثر على أى خطط مستقبلية تتعلق بتنفيذ مزيد من الاختبارات العسكرية، وأنه سيكون هناك المزيد من التجارب النووية وإطلاق للمزيد من الصواريخ فى الوقت والمكان الذى يقومون بتحديده.
وفى نوفمبر الماضى، قال الرئيس الأمريكى، إنه لن يقدم يومًا على نعت "كيم جونج أون"، بـ"القصير والبدين"، وهى إهانة ضمنية، جاءت بعد أشهر من الإهانات والتهديدات المتبادلة بين الرئيس الأمريكى، والزعيم الكورى الشمالى.
وجاءت الإهانة الضمنية، فى سؤال طرحه ترامب، فى تغريدة من هانوى، قبيل مغادرته العاصمة الفيتنامية إلى الفلبين فى إطار جولته الآسيوية خلال الشهر الماضى، "لماذا يُقدم كيم جونج أون، على إهانتى من خلال نعتى بـ"العجوز"، فى حين أننى لن أُقدم يومًا على نعته بالقصير والبدين؟، حسنا، أنا أحاول جاهدًا أن أكون صديقه، وربما هذا قد يحدث يوما ما!".
انتهی/