نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا حصريا لمراسلتها ليزي ديردين، تشير فيها إلى تصريحات لوزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في نقاش حول دائرة مستديرة في لندن.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء-ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، نقلا عن الوزير القطري، قوله إن السعودية بلد كبير يقوم بالبلطجة على دولة صغيرة "وشاهدنا هذا في قطر، وهي تقوم بتكرار ذلك في لبنان"، مشيرا إلى أن لبنان هو الهدف الأخير للسعودية، بشكل يهدد استقرار الشرق الأوسط.
وتشير ديريدين إلى أن الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني اتهم السعودية باستفزاز جيرانها والبلطجة عليهم بطريقة تهدد استقرار المنطقة، لافتة إلى أن الوزير القطري كرر الاتهامات التي تفيد بأن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أجبر على الاستقالة أثناء وجوده في الرياض، حيث قال البعض إنه وضع تحت الإقامة الجبرية.
وقال الوزير القطري: "لبنان بلد صغير، والضغط على رئيس الوزراء وإحداث فراغ في البلد -وهو وضع حساس للجميع- له آثاره العكسية"، وأضاف: "نشكر الله أن الحلفاء قاموا باحتواء الوضع قبل أن يتطور للأسوأ، ولو لم يتم احتواؤه منذ البداية لترك أثرا رهيبا".
وتلفت الصحيفة إلى أن الحريري غادر السعودية بعد تدخل من فرنسا ومصر، حيث عاد وقرر التريث في استقالته، بناء على طلب من الرئيس اللبناني ميشيل عون في الوقت الذي يجري فيه "حوار"، مشيرة إلى أن السعوديين ينفون أن يكونوا قد احتجزوا الحريري -الذي يحمل الجنسيتين السعودية واللبنانية- ضد إرادته وإجباره على الاستقالة، في الوقت الذي أكدت فيه أن العقوبات ضد قطر مبررة.
ويفيد التقرير بأن تصريحات آل ثاني جاءت وسط استمرار الأزمة القطرية والحصار الذي فرضته السعودية وثلاث دول أخرى منذ حزيران/ يونيو على هذه الدولة الغنية؛ بسبب الزعم بدعمها للإرهاب، وتم سحب السفراء من الدوحة، وحظر قناة "الجزيرة" في دول الحصار، ومنع الطيران القطري والتعامل مع البلد تجاريا.
وتنقل الكاتبة عن آل ثاني، قوله إنه رغم فتح معابر جديدة للطيران القطري، إلا أن الطائرات تجبر على التحليق فوق اليمن، وتتعرض العمليات العسكرية للخطر بسبب الحصار، خاصة أن قطر كانت تستورد نسبة 90% من احتياجاتها.
وتورد الصحيفة نقلا عن آل ثاني، قوله إن قائمة المطالب الـ13 المقدمة من دول الحصار من المستحيل تنفيذها، وهي إشارة على عدم رغبة هذه الدول بقبول اتفاق، "لا يريدون حل هذه الأزمة، ويريدون إخضاع بلدنا، وهذا هو السبب وراء هذا كله"، وأضاف الوزير: "هذا مجرد جزء من تصرفات قيادة متهورة، فهم دخلوا هذا النزاع دون استراتيجية للخروج.. لا أحد عنده استراتيجية أو لديه فكرة حول التقدم للإمام"، حيث يعاني مجلس التعاون الخليجي من شلل، ويشك في إن كانت قمته الشهر المقبل ستعقد أم لا.
وينوه التقرير إلى أن الوزير كان ناقدا للدور السعودي في اليمن، الذي تطور إلى كارثة إنسانية في ظل حصار جوي وبحري، ووسط تزايد المخاوف من حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، وقال محذرا: "نأمل بألا تحدث مواجهة بينهما.. ويجب وقف حرب اليمن، وتحقيق الاستقرار في العراق، ونريد تحقيق حل للشعب السوري وإلا فسنواجه جيلا من المتطرفين"، وأضاف: "هناك الكثير من المشكلات المطروحة على الطاولة، ونأمل بألا يتم خلق المزيد من الأزمات".
وتقول ديردين إن آل ثاني أخبر مؤتمر ويستمنتستر لمكافحة الإرهاب أن منطقة الشرق الأوسط مليئة بالتطرف، ولا يمكنها أن تتحمل استمرار النزاعات في سوريا واليمن والعراق وأفغانستان، و"مع أن منطقة الشرق الأوسط كانت منطقة سلام وتعايش، إلا أنه ولسوء الحظ تحولت إلى منطقة اضطرابات"، وقال إن جذور هذا كله تعود للديكتاتورية والعدوان وغياب العدل.
وقال الوزير القطري إن هناك 24 مليون طفل في منطقة الشرق الأوسط أصبحوا عرضة للتجنيد في الجماعات الإرهابية والاستبداد، ويفتقدون فرص التعليم الجيد، وأضاف: "نحن بحاجة لمعالجة موضوع الأنظمة التي لا تحترم حقوق مواطنيها ولا القانون".
وتبين الصحيفة أنه في الوقت الذي تتهم فيه السعودية قطر بدعم الجماعات الإرهابية، وتوفير الملجأ للمتطرفين، فإن قطر تقول إنها اتهامات عارية عن الصحة، وتشير إلى أنها تقوم بمحاكمة المتطرفين في حال ثبت تورطهم، وأنها فتحت حوارا مع حركة حماس وحزب الله بناء على طلب دولي.
وقال آل ثاني: "لا توجد على الإطلاق أي رابطة بين قطر والإرهاب والحركات الإرهابية.. وهم ينظرون للغرب على أنه عدو، وينظرون لنا على أننا عدو ... فيما تتهم بقية الدول معارضيها بالإرهاب"، وأضاف: "تستخدم بعض الدول الإرهاب في الشؤون السياسية ضد قطر، وتعتقد أنها الطريقة الوحيدة للحصول على التعاطف.. وتعلمنا من الحصار أن علينا تقديم قضيتنا بطريقة جيدة، وعدم إهمال أي اتهام يمكن استخدامه ضدنا".
وينقل التقرير عن الوزير القطري، الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء، قوله إن قطر لم تنتقم وتقطع الغاز عن الإمارات أو أي من حلفاء السعودية، "ولن نستخدم الطريقة ذاتها التي استخدموها ضدنا". ودعا الوزير الدول الأوروبية، بمن فيها بريطانيا، بأداء دور في المنطقة.
وتذكر الكاتبة أن وزير الخارجية بوريس جونسون رحب بالتزام بريطانيا بمكافحة الإرهاب بأشكاله كلها، بما فيها المالية، بعد زيارة الكويت في محاولة منه لنزع فتيل الأزمة، وقال: "تعهد الأمير (الشيخ تميم) بحل الخلافات مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر عبر الحوار والوساطة الكويتية".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول جونسون: "نأمل بأن ترد السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وتتخذ خطوات من أجل رفع الحصار".
انتهی/