قافلة "داعش" وجنون أمريكا وأشياء أخرى

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۴۸۱۲
تأريخ النشر:  ۱۴:۳۳  - الثلاثاء  ۰۵  ‫ستمبر‬  ۲۰۱۷ 
مازالت القافلة التي تتألف من باصات تضم 300 من “الدواعش” مع اسلحتهم الخفيفة الى جانب 300 من افراد أسرهم، تم إجلاؤهم من الحدود السورية اللبنانية، عالقة في الصحراء بعد ان منعتها امريكا من التوجه نحو دير الزور عبر قصف الجسور على الطريق.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- التحالف الذي تقوده امريكا اعلن ان القافلة انقسمت إلى مجموعتين، الاولى ما زالت في الصحراء إلى الشمال الغربي من البوكمال الواقعة بالقرب من الحدود العراقية، والثانية اتجهت غربا صوب مدينة تدمر التي تسيطر عليها الحكومة السورية.

المعروف ان الجيش اللبناني اطلق في 19 أغسطس/آب الجاري معركة “فجر الجرود” في محاولة لمعرفة مصير 9 جنود لبنانيين اختطفتهم “داعش” ولطرد “الدواعش” من منطقة جرود رأس بعلبك وجرود القاع، كما خاض مقاتلو حزب الله قبل ذلك التاريخ ب9 أيام معارك ضد "داعش" في القلمون الشرقي.

لم يكن امام “الدواعش” من مصير سوى الاستسلام لمطالب حزب الله، وهي الكشف عن مصير الجنود المختطفين والخروج من المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان، وهو الذي حصل فقد تم العثور على رفات العسكريين المخطوفين قبل ثلاث سنوات، والاتفاق على خروج “الدواعش” من الجرود الواقعة على طرفي الحدود بين لبنان وسوريا والتوجه الى دير الزور.

موقف امريكا من اتفاق طرد “الدواعش” من الجيب الذي كانوا يسيطرون عليه على الحدود بين سوريا ولبنان، وتطهير الحدود بين البلدين بالكامل من تواجد الجماعات التكفيرية ك”جبهة النصرة” و“داعش”، لا يمكن وصفه الا بالمجنون، وسبب هذا الجنون هو افشال حزب الله للمخطط الامريكي “الاسرائيلي” الذي كان يهدف الى اقامة امارات تكفيرية في مناطق الجرود بين سوريا ولبنان، تكون خنجرا في خاصرة لبنان ومنطلقا لاحتلال مناطق داخل لبنان كما ظهر جليا في التسجيل الذي بثه حزب الله لاحد قادة “داعش” الذي كان يهدد بغزو مناطق في لبنان.

تحرير الحدود اللبنانية السورية من تواجد التكفيريين وصفه سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ب”التحرير الثاني” بعد التحرير الاول المتمثل بتحرير جنوب لبنان عام 2000 من الاحتلال الصهيوني، هذا التحرير الذي اثبت جدية حزب الله ومحور المقاومة في مكافحة الارهاب التكفيري، كما اثبت استعراضية الإجراءات التي تتخذها امريكا في محاربة الإرهاب التكفيري في سوريا والمنطقة، فامريكا كانت تعلن حتى الامس القريب عن ان الحرب ضد “داعش” قد تستمر لاكثر من 10 أعوام، بينما انتصارات حزب الله والجيش السوري والجيش العراقي والحشد الشعبي ومحور المقاومة على “الدواعش”، كشفت كذب ودجل امريكا في محاربتها للتكفيريين.

امريكا التي اغمضت عينيها عن قوافل طويلة تضم مئات من السيارات وعلى متنها الالاف من مسلحي “داعش” وهي تعبر الحدود السورية العراقية في حزيران عام 2014 لتحتل ثلث العراق، ولم تحرك ساكنا ازاء تقدم “الدواعش” نحو بغداد، حيث لم يوقف هذا التقدم “الداعشي” الا فتوى سماحة السيد السيستاني ووقوف المستشارين العسكريين الايرانيين ومن حزب الله الى جانب الشعب العراقي، اما امريكا فتطلب الامر عامين لتتحرك لمواجهة “داعش”!!.

امريكا التي لم تر قوافل “الدواعش” التي كانت تقطع الصحراء بين سوريا والعراق، نراها تتحول الى ام حنون للعراقيين وترصد قافلة تتالف من 17 باصا تحمل 300 “داعشيا” مسلحا باسلحة خفيفية، الى جانب 300 مدنى من الاطفال والنساء والشيوخ بينهم الحوامل والمرضى وكبار السن، وتقوم بحركات بهلوانية استعراضية، مصحوبة بحرب نفسية تتحدث عن رفض امريكا التعامل مع “داعش” ومنعهم من تهديد حدود العراق، التي لم تكن تعني شيئا بالنسبة لأمريكا عندما عبر الالاف من “الدواعش” بكامل عتادهم هذه الحدود قبل اكثر من عامين.

محاولة اثارة الفتنة بين محور المقاومة من خلال الطعن باتفاق طرد “الدواعش” من الحدود السورية اللبنانية ونقلهم الى صحراء دير الزور ومنطقة البوكمال على الحدود مع العراق، كانت مكشوفة للعراقيين العرافيين باساليب امريكا بالمنطقة، الا انها وللأسف الشديد انطلت على بعض السذج والبسطاء من العراقيين، الذين وقعوا في الفخ الامريكي وضغط الاعلام الصهيوني العربي الرجعي.

الايام القليلة القادمة ستكشف فضيحة امريكا في التعامل الإستعراضي مع قافلة “الدواعش” المنهارين والهاربين، كما ستؤكد هذه الايام على نبل وفروسية وصدق واخلاق سماحة السيد نصرالله ورجاله، الذين جسدوا الاخلاق العلوية الحسينية افضل تجسيد حتى مع احقر خلق الله من “الدواعش”.

من الصعب تصور وجود بعض العراقيين، ونقصد هنا العراقيين من جمهور محور المقاومة، يشكك بصدق سماحة السيد نصرالله، بينما يعترف الد اعداء الامة من الصهاينة بصدق ونبل سماحته، الامر الذي يكشف ان الاعلام الطائفي قد نال من هذا البعض.
هذا البعض الذي يتحدث عن خطورة نقل 300 من “الدواعش” المستسلمين الى الحدود مع العراق، يعلم جيدا ان الجيش السوري ومقاتلي حزب الله يسابقون الزمن لاقتلاع “داعش” من دير الزور، فهذا المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي جهة معارضة للحكومة السورية، يؤكد على أن الجيش السوري وحلفاءه يحققون انتصارات مهمة في دير الزور وذلك بعد سيطرتهم على منطقة جبل البشري الواقعة إلى الغرب من دير الزور، وكذلك على حقل الخراطة النفطي، وهذه الانتصارات تضع الجيش وحلفاءه على مسافة 10 كيلومترات تقريبا من مدينة دير الزور.

لا جنون امريكا ولا ممارستها الاستعراضية، ولا تشكيك البسطاء باتفاق طرد “داعش” من الحدود السورية اللبنانية، ولا كل الحرب النفسية التي تشن على حزب الله من على منابر الفتنة، لا يمكن ان تقلل من وهج الانتصار الكبير الذي حققه حزب الله على الجماعات التكفيرية وفي مقدمتها “داعش” و “النصرة”، كما لا يمكن تطهير تاريخ امريكا من سجلها الحافل بالتواطؤ مع التكفيريين، ضد الشعبين العراقي والسوري وشعوب المنطقة لصالح “اسرائيل”، ولن يطول تواجد “الدواعش” على الحدود بين العراق وسوريا، بهمة الجيشين السوري والعراقي ومقاتلي حزب الله والحشد الشعبي، رغم انف امريكا واذنابها ومرتزقتها.

المصدر/ جمال كامل - شفقنا

رأیکم