الجامعة العربية: تنهي مهمة الإبراهيمي وتشجّع الحرب

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۱۴۲۶
تأريخ النشر:  ۰۸:۳۹  - الجُمُعَة  ۲۹  ‫مارس‬  ۲۰۱۳ 
نعى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، مهمة الوساطة التي يقودها المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، موضحا أن قرارات القمة العربية في الدوحة تظهر رفضها للحل السلمي في سوريا وتشجع على الحرب.
وفيما تصاعدت الاشتباكات على اطراف دمشق، استهدف المسلحون مجددا جامعة دمشق، ما أدى إلى مقتل 10 طلاب وإصابة 29 في سقوط قذائف هاون على كلية الهندسة المعمارية في وسط العاصمة.

وكانت القمة العربية في الدوحة سلمت مقعد سوريا إلى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض واعتبرته «الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري» واستبدلت العلم السوري بعلم المعارضة.

وشدد البيان الختامي للقمة «على حق كل دولة وفق رغبتها بتقديم كافة الوسائل للدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر».

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية تايلاند سورابونغ توتشاك شاكول في موسكو، «استقبلنا نتائج قمة الجامعة العربية في الدوحة بأسف، وأقول ذلك بصراحة.

نرى أن جوهر القرارات التي اتخذت هناك يتمثل في أن الجامعة رفضت التسوية السلمية» في سوريا.

 وأضاف أن «قرارات الجامعة العربية تلغي في حقيقة الأمر بيان جنيف الذي يدعو للمفاوضات بين الحكومة والمعارضة».


وأشار إلى أن «تساؤلات كبيرة تظهر بشأن تفويض الأخضر الإبراهيمي، الذي كان قبل قمة الجامعة العربية مبعوثا للأمم المتحدة والجامعة لتفعيل الاتصالات بين الحكومة والمعارضة بهدف إيجاد حل مقبول بالنسبة إلى الطرفين»، موضحا «إذا أعلن احد مقدمي التفويض (أي الجامعة) أن الائتلاف الوطني المعارض هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، وانه لن تكون هناك أي مفاوضات، بل سيكون تسليح من يرغب في الإطاحة بالنظام، فأنا لا أرى كيف يمكن للإبراهيمي أن يعتبر مبعوثا ليس للأمم المتحدة فقط بل وللجامعة العربية أيضا. هذا الأمر، من وجهة نظر الجامعة العربية، يضع نهاية لجهود الوساطة الدولية».


وحول قرار الجامعة الذي يسمح بتوريد السلاح إلى المعارضة، قال لافروف «حتى من دون التطرق إلى مدى تناسبه مع القانون الدولي، يمكن الاستنتاج بأنه يهدف إلى تشجيع المجابهة، وتشجيع طرفي النزاع على الاستمرار في الحرب حتى الانتصار».


وأعلن المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن موسكو «تعارض بحزم» أي محاولة لمنح مقعد سوريا لدى الامم المتحدة الى المعارضة، موضحا ان مثل هذا التغيير «سيقوض سمعة الامم المتحدة».

وقال ديبلوماسيون إن دولا عربية تحضر لحملة من اجل منح مقعد سوريا لدى الأمم المتحدة للمعارضة، لكن بكل الأحوال لا يمكن ان يحدث اي تغيير قبل الجمعية العامة في أيلول المقبل.


وقال تشوركين، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، «نحن نعارض بحزم شديد (منح مقعد سوريا للمعارضة)، لكن لا اعتقد ان ذلك يمكن ان يحدث». واضاف ان غالبية اعضاء الامم المتحدة هم اعضاء «مسؤولون وحريصون على هذه المؤسسة، وهم يدركون انه اذا حصل شيء من هذا القبيل فان ذلك يقوض سمعة الامم المتحدة». وتابع «اعتقد ان عريضة مماثلة لن تنال الكثير من الدعم في الأمم المتحدة».

وكررت بكين دعوتها لإيجاد حل سياسي للقضايا المتعلقة بسوريا. وتعهدت بمواصلة الحفاظ على اتصالات مع الحكومة السورية والمعارضة.

ميدانيا
وتشهد دمشق في الأيام الأخيرة تصاعدا في أعمال العنف، مع تكرار سقوط قذائف الهاون على مناطق في وسطها. وقال رئيس جامعة دمشق محمد عامر المارديني «قتل 10 طلاب وأصيب 29 في سقوط قذيفة هاون أطلقها إرهابيون على مقصف كلية الهندسة المعمارية التابعة لجامعة دمشق» في حي البرامكة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «قذيفة هاون سقطت على مقصف الكلية بشكل مباشر، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في المكان» القريب من ساحة الأمويين، فيما قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إن ثلاث قذائف سقطت داخل حرم الكلية، في حين سقطت قذيفتان بالقرب منها.

وعرضت قناة «الإخبارية» السورية صورا من الكلية ومقصفها، بدت فيها آثار دماء على الأرض وكراس وطاولات مبعثرة. كما عرضت صورا من المستشفى الذي نقل إليه المصابون. وبدا في الصور عدد من المصابين المضرجين بدمائهم، في حين يحاول أطباء ومسعفون إنعاش احد المصابين الذي بدا ممددا على سرير اسود اللون. يشار إلى انه الهجوم الثاني من نوعه الذي يستهدف جامعة دمشق خلال أشهر.

وقال مصدر في قيادة الشرطة إن «قذيفة هاون سقطت في محيط دار الأوبرا من دون وقوع إصابات، بينما أدى سقوط قذيفتين أطلقهما إرهابيون في معرض دمشق القديم إلى إصابة مواطنين اثنين».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، أن «اشتباكات عنيفة تدور على أطراف العاصمة، لا سيما في حي القابون والأحياء الجنوبية». وتحدث «عن اشتباكات عنيفة في شارع الثلاثين الواقع بين مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق وحي الحجر الأسود المجاور له، إضافة إلى حي القدم القريب منهما».

وأشار المرصد إلى أن «مسلحين استهدفوا حافلة تقل عمالا في المؤسسة العامة للاتصالات كانوا في طريقهم إلى حي مزة 86. وأسفر الهجوم عن استشهاد طفلة في العاشرة من عمرها هي ابنة سائق الحافلة وموظف في مركز هاتف المزة».

وأكدت إدارة مطار دمشق الدولي، في بيان، أن «العمل مستمر في المطار بشكل عادي ومنتظم ويتواصل استقبال الطائرات وإقلاعها بشكل اعتيادي». ونفت إصابة طائرة إيرانية خلال محاولتها الهبوط في المطار.

وذكر المرصد أن «المسلحين سيطروا على حاجز العميد في بلدة داعل في ريف محافظة درعا، اثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، أدت إلى اسر عدد من جنودها والسيطرة على بعض الآليات العسكرية وخسائر بشرية».

وقال النائب السوري عن درعا وليد الزعبي، خلال مداخلة أمام مجلس الشعب، إن «ما يجري حاليا في سوريا يفوق الأزمة أثرا وتأثيرا.

 لقد أصبحنا نعيش في حالة حرب ممنهجة، وعندما يعم الإرهاب تعم الفوضى وهذه معادلة يعرفها جميع السوريون».

وأضاف «هكذا أصبحت حال جميع المدن والبلدات في محافظة درعا، التي مزقت أوصالها منذ أيام من غربها إلى شرقها عندما أخليت بعض المواقع العسكرية، ربما لأمور تكتيكية لا نعلم ما هي، وحل محل هذه المواقع إرهابيون من النصرة قتلة عاثوا في الأرض فسادا».
رأیکم