تعاني سوق المال الأميركية،"وول ستريت"، أزمة سيولة بسبب الفائدة المرتفعة على الدولار وزيادة خدمة الديون التي تراكمت عليها في سنوات الفائدة شبه الصفرية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وعادة ما يكون موسم الخريف من أكثر أوقات السنة ازدحامًا في مجال التمويل، لكن مبيعات الأسهم الجديدة خلال الخريف الجاري تعاني من زيادة ديون الشركات، ما تسبب في تباطؤ عمليات اندماج الشركات إلى حد كبير في الأسابيع الأخيرة.
وحسب تقرير في صحيفة "وول ستريت جورنال"، يقول مصرفيون ومستثمرون ومحامو شركات إن تمويل الصفقات في البورصات الأميركية يواجه أزمة سيولة، وإن المعروض النقدي الذي يغذي مثل هذه الصفقات يواصل التبخر.
وتتباطأ الصفقات المنفذة بالسوق الأميركية بسبب ارتفاع أسعار الفائدة على الأموال المقترضة بعد زيادة مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي للفائدة على أمل مكافحة التضخم.
وأدت الفائدة المرتفعة إلى تباطؤ عمليات الإنفاق الاستهلاكي في السوق الأميركي، كما رفعت من أقساط تسديد الديون التي تراكمت عليها من العقد الماضي، عندما أبقى الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة بالقرب من الصفر. ويقدر حجم الديون المتراكمة على الشركات بأكثر من 10 تريليونات دولار.
وحسب تقرير "وول ستريت جورنال"، سيتعين على الشركات الأميركية رصد نحو 200 مليار دولار على الأقل في عامي 2022 و2023 لتغطية نفقات الديون بسبب الفائدة التي ارتفعت عليها، وذلك وفقًا لبيانات وكالة فيتش الأميركية للتصنيف الائتماني للشركات التي تصنفها.
ويرى محللون أن تكاليف الاقتراض ستظل مرتفعة لسنوات إذا استمر التضخم المرتفع في الولايات المتحدة، ما يؤدي إلى تقسيم الشركات الأميركية إلى معسكرين: تلك التي يمكنها خفض الديون والإبقاء على أرباحها الخاصة، وتلك التي لا تستطيع ذلك وتعاني من أزمة ديون.
في هذا الصدد، قال الرئيس المشارك لفريق الاندماج والاستحواذ في مصرف "غو لدمان ساكس"، ستيفان فيلدجويز، "نظراً للتغييرات المهمة، نقضي الكثير من الوقت في الحديث عما يجري وكيف يؤثر ذلك على أعمالنا".
ومن الأمثلة على المعاناة، أن القيمة السوقية لشركة فورد تبلغ 53 مليار دولار، وقد سجلت مبيعات أعلى في تقرير أرباح الأسبوع الماضي.
لكن مع ذلك، قالت رئيسة ذراع الإقراض لدى فورد، ماريون هاريس، للمحللين، في مؤتمر عبر الهاتف الأسبوع الماضي: "كانت تكاليف الاقتراض أعلى، وهو ما لم نتمكن من نقله بالكامل إلى العملاء". كما خفض قسم الإقراض تقديراته لأرباح 2022 بنحو 10%، ويرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع معدلات الفائدة.
وفي ذات الصدد، أعادت سلسلة المستشفيات الأميركية "كوميونتي هيلث سيستم إنك" شراء 267 مليون دولار من السندات أخيراً، لكن أرباحها تنخفض بشكل أسرع مما يمكنها أن تخفض عبء الديون البالغة 12 مليار دولار.
وقال المدير المالي كيفين هامونز، في مكالمة مع "وول ستريت جورنال" الشهر الماضي، إن أرباح الشركة تعاني، حيث يستمر "ارتفاع تضخم عقود العمل والأجور في التأثير على أدائنا".
وانخفضت سندات الشركة بنحو 35% منذ سبتمبر/ أيلول الماضي إلى 42 سنتاً على الدولار، ما يعكس عدم اليقين بشأن صحتها المالية.
المصدر: العربي الجديد