الكيان الصهيوني في المأزق السياسي والضعف البنيوي
والتحدي الأهم الذي يواجهه الكيان الصهيوني هذه الأيام هو الأزمة السياسية المتعلقة بتأليف الحكومة لأنه تم حل الكنيست اخيرا وانتهت حياة "نفتالي بينيت" في رئاسة الوزراء، وسيظل "يائير لابيد" رئيسًا للوزراء حتى إعادة الانتخابات مما تحولت هذه القضية الى أزمة للكيان الصهيوني.
وأوضح رئيس الوزراء الصهيوني السابق "نفتالي بينيت"، بوضوح أننا شكلنا حكومة مرتين في التاريخ وانهار كل منهما بعد نحو 80 عامًا، والآن نشعر بالقلق من انهيار حكومتنا الثالثة بعد 80 سنة.
يذكر أنه خلال السنوات الأربع الماضية، عندما انهارت الكنيست الرابعة والثلاثون للإحتلال في نوفمبر 2018 بانسحاب وزير المالية الصهیوني"أفيغدور ليبرمان"، لم تتمكن أي من التيارات السياسية في الكيان الصهيوني من تشكيل حكومة في عدة انتخابات ولهذا السبب، اضطرت الاحزاب السياسية المعارضة إلى تشكيل حكومة بحضور فصيلين سياسيين، وكانت النتيجة هي الاتفاق على اختيار رئيس وزراء مؤقت.
استمرار اخفاقات الكيان الصهيوني أمام محور المقاومة
وعلى عكس ما يصرح به المجتمع والإعلام الإسرائيلي بأن مشكلتهما الكبرى هي التحديات الداخلية لكن الأدلة تشير إلى أن التحديات الإقليمية خاصة من قبل محورالمقاومة، شكلت تحديًا كبيرًا للكيان الصهيوني.وكان عملية سيف القدس في العام الماضي نموذجا واضحا لهذه التحديات. وتم خلال العملية اطلاق أكثر من 4 ألاف صاروخ باتجاه الأراضي المحتلة، بما فيها تل أبيب لحقت أضرارا بالكيان المحتل بلغت مليارات الدولارات.
ونرى انه ورغم ان الكيان الصهيوني احتل فلسطين والقدس الشرقية والجولان وسيناء في حرب 1967 والتي اسفرت عن تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين في المنطقة إلا ان الوضع تغير الى حد كبير خلال العقدين الماضيين.
وشهد القادة الصهاينة والمستوطنون هزيمة الكيان المحتل في جنوب لبنان في العام 2000 لاول مرة ثم دفن حلم بن غوريون وفكرة اسرائيل الكبرى في العام 2006 كاكبر حدث في تاريخ الصهاينة لتدخل اسرائيل في دوامة الاخفاقات بينما المقاومة تزداد قوة وفاعلية يوما بعد يوم.
ويعتقد بعض الخبراء السياسيين، ان المقاومة تسيطر الان على فلسطين المحتلة. وبعد حروب الصهاينة الخمس ضد غزة، نرى ان المقاومة تخرج من اي حرب أقوى مما كانت عليه سابقا فيما أصبح الصهاينة أكثر ضعفا حيث مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تجعل الصهاينة يشعرون بالقلق ولابد من تغيير معادلاتهم.
ولم يعد الصهاينة اليوم قادرون على تحديد معادلة لفلسطين والمقاومة بل المقاومة هي التي تحدد المعادلات حتى على صعيد المنطقة وكان ما قام به حزب الله فيما يتعلق بحقل كاريش للنفط في البحر الأبيض المتوسط نموذجا واضحا بهذا الخصوص.
واعترف الصهاينة في عشرات الوثائق والتقارير الأمنية والاستراتيجية، بعجزهم امام حزب الله كما امتنعوا من اي مواجهة مع غزة وفقا لتوصية من الجنرال "عاموس يادلين" ووصفوا مثل هذه المواجهة بأنها فخ ومستنقع للجيش الصهيوني.
وفي المعادلات الإقليمية، يدرك الصهاينة جيدًا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية حددت قدراتها واثبتت قوة إرادتها واستراتيجياتها على مستوى القوى الكبرى في العالم .
الكيان الصهيوني يعاني من مأزق امني ويعيش خوفا دائما
وفي مجال الأمني كشفت أحداث الأشهر الأخيرة عدة عمليات استشهادية للفلسطينيين في أراضي عام 1948، عن حالة من ارباك و الفوضي في الأجهزة الأمنية الاسرائيلية حيث اعترفت وسائل الاعلام الصهيونية بها عدة مرات.
وإذا كان الكيان الصهيوني قد دمرت مدينة جنين شمال الضفة الغربية بداية عام 2000 لقمع حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، فقد خرج اليوم عاجزًا عن اعتقال اب احد الشباب الفلسطينيين الذي انتهت عملياته استشهادية بمقتل خمسة الصهاينة و اصابة شخص واحد.
أزمات الکیان المتشابكة
واضافة الى التحديات التي سلط هذا التقرير الضوء عليها فان احد التحديات التي يواجهها الکیان الصهیوني هي المشاكل الداخلية بما فيها الهجرة العكسية، وارتفاع الفوارق الاجتماعية واللامساواة بين الصهاينة والفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة عام 1948.
كما ان قضية الحريديم هي من المشاكل الاخرى التي يعيشها الكيان المحتل والملفت ان نحو11 بالمائة من سكان الکیان الصهیوني هم من الحريديم، الذين يعيشون غالبًا في أحياء ومستوطنات أرثوذكسية في فلسطين.
وحال الكيان الصهيوني من ناحية المشاكل الاقتصادية كحال بعض الدول الغربية حيث انه يعاني من المشاكل والازمات التي تعود الى سياستها العنصرية ضد الفلسطينيين وهي مشاكل تتفاقم يوما بعد يوم. واضافة الى ذلك فان الفساد ينخر في جسد الكيان الصهيوني وابرزه ملف فساد بنيامين نتانياهو.
وهناك ازمات اخرى تضاف الى الازمات السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية في الكيان الصهيوني تعود الى ملف حقوق الانسان وانتهاكات الكيان لحقوق الانسان مثل قتل الأطفال اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين في السنوات الأولى من احتلالها، وقتل الاسرى المصريين خلال حرب 1976.
انتهی