قال تمير هايمان القائد السابِق لشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، إنّ زيارة الرئيس الأمريكيّ جو بايدن لإسرائيل لحظة مهمة، من شأنها أنْ تساهم في تعزيز مكانة "إسرائيل" في المنطقة وأبعد من ذلك، وتوضح أنّ الولايات المتحدة لا تزال إلى جانب "إسرائيل، وأنّ القيادة الأمريكيّة لا تزال ملتزمة بأمن "إسرائيل" ورفاهيتها.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وأوضح هايمان، في دراسةٍ جديدةٍ لمركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ إنّ لهذه الرسالة أهمية فائقة، وخصوصًا في الفترة الحالية، حيث تشير التقديرات إلى أنّ الإدارة الأمريكية تخرج من المنطقة، موضحًا أنّه حتى "وأنْ كانت الزيارة رمزية في جوهرها، إلاّ إنها، إلى جانب خطوات كثيرة تم اتخاذها في العام الأخير، تؤشّر إلى الاتجاه العام للإدارة بإيلاء الرئيس أهمية للتواصل الدائم مع إسرائيل على الصعد كافة.
هيمان شدّدّ على أنّ "لإسرائيل مصلحة في الحفاظ على الموضوعية والخصوصية التي تميّز هذه العلاقات، في الوقت الذي تحاول الإدارة منع الاختلافات من التأثير في العلاقة، وعلى "إسرائيل" أن تحافظ على العلاقات بهذه الروح وهذه الطريقة".
الجنرال هايمن والباحث إلداد شافيط أكّدا على أنّ "الحديث الحميمي الذي جرى بين "إسرائيل" والولايات المتحدة خلال العام الماضي، سمح بطرح المواقف بحريّةٍ، ولو كانت متناقضة، ويجب أنْ تكون المصالح المشتركة والمختلفة واضحة لكلا الدولتين، في الوقت الذي تشكّل القدرة على تخطي الخلافات السياسية، والقدرة على صوغ سياسات مشتركة، مصلحة إسرائيلية عليا"، على حدّ تعبيريهما.
كما شدّدّا على أنّه "في هذا السياق من الأفضل لمتخذي القرار في "إسرائيل" أنْ تكون هناك صورة واضحة للمصالح الأمريكية وسلم أولويات الإدارة، وخصوصًا في مجال التنافس مع الصين والحرب الأوكرانية، وأنْ تأخذ السياسة الإسرائيلية هذه المصالح بعين الاعتبار قدر الممكن بهدف التوضيح أمام الإدارة، والكونغرس أيضاً، أنّ إسرائيل هي حليفة للولايات المتحدة تماماً كما الولايات المتحدة حليفة لإسرائيل"، طبقًا للدراسة.
الباحثان تابعا أنّ "إيران ستكون في صلب زيارة بايدن. فحتى بعد الإعلان عن تجديد المفاوضات، لا يزال مصير الاتفاق النووي غير واضح. فالإدارة واعية لأهمية الاستعداد لواقع من دون اتفاق نووي ولاستمرار خطة إيران النووية، ولهذا فإنّ التنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل ضروري"، كما قالا.
الدراسة لفتت إلى أنّه "على "إسرائيل" أنْ تضع مع الإدارة الخطوط الحمر، والاتفاق مسبقًا على ردود سياسية، واقتصادية، وعسكرية في حال تخطّي هذه الخطوط، وفي المقابل، هناك ضرورة لتحليل المخاطر والفرص في حال تجديد الاتفاق، ومن المهم أنْ تعكس الزيارة رغبة الطرفين بالتخطيط سويًا للمعركة ضدّ إيران"، على ما قالا في دراساتهما.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أشارا إلى أنّه "حتى لو طوّرت "إسرائيل" قدرات ذاتية، فإنّ لتوطيد العلاقات مع الولايات المتحدة في المجال العملياتي، وللدعم الأمريكيّ للخطوات الإسرائيلية أهمية فائقة، بالأساس كورقة ضغط على إيران"، وشدّدّا على أنّ "الحرب في أوكرانيا وقد أثبتت أن المجتمع الدولي لا يتسامح مع هجمات عسكرية أحادية الجانب، وهذا ما سيحدث لمن ينظر من الخارج إلى عملية عسكرية في إيران"، وبحسب أقوالهما.
"في جميع الأحوال"، أكّدت الدراسة التي نقلتها للعربيّة (مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة)، أكّدت أنّه "إذا تمّ تجديد الاتفاق النووي أوْ لم يتم، فإنّه يجب استغلال زيارة الرئيس بايدن لتقوية التنسيق الإقليميّ أمام جهود إيران بالتمركز في المنطقة وتوسيع استعمال الصواريخ والطائرات المسيّرة. وفي هذا السياق، من المهم استمرار الدعم الأمريكيّ للمعركة الإسرائيلية بين الحروب، بالتنسيق مع الدول العربية، والتشديد أمام الرئيس بايدن على أهمية إبقاء الوجود الأمريكي في العراق وسورية".
الباحثان رأيا أنّه "في الزيارة فرصة كامنة لتعميق التوجه نحو التطبيع بين "إسرائيل" والدول العربية، بصورة عامة والسعودية بصورةٍ خاصةٍ. وإنْ كانت فرضية إقامة حلف ناتو إقليمي منخفضة، فإنّ لـ"خطة طريق" تقوية العلاقات السعودية- الإسرائيلية أهمية إستراتيجيه لجميع الأطراف." ولفتا إلى أنّه من "المفضّل لإسرائيل أنْ تركز جهودها بطرح أفكار لخطوات سرية وعلنية من جانبها لمساعدة السعودية على كسر الجمود والدفع قدماً بالعلاقات بوتيرة ملائمة. فإحداث اختراق في العلاقات السعودية – الإسرائيلية، سيشكّل نتيجة مهمة لجهود الرئيس بايدن".
وخلُص الجنرال إنّ زيارة الرئيس بايدن لإسرائيل والمنطقة هي فرصة لترسيخ الأمن القومي الإسرائيليّ، إذْ أنّ تستند إلى التزام أمريكي كبير به. ومع أنّ التغيير في سياسة الإدارة تجاه السعودية – صحيح أنه نتاج أسباب دولية متغيّرة- إلاّ إنّه ينطوي على فرصة لإسرائيل لتثبيت مكانتها والاستفادة من الفرص الكامنة في هذا التغيير"، وفق ما أكّداه.
المصدر: رأي اليوم