قال باحث ومؤلف فلسطيني بانه اعطت منظومة التطبیع فرصة تاريخية متعددة الاوجه للکیان الصهیوني في التمويه على جرائمه.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- واضاف محمد فارس جرادات فی حوار خاص مع مراسل ارنا، بانه جاء الخضوع العربي والاقليمي عبر منظومة التطبيع الممتدة من أبوظبی حتى أنقرة مرورا بالرباط والقاهرة وعمان والدوحة، ليعطي الكيان العبري الوحشي فرص تاريخية متعددة الاوجه في التمويه على جرائمه، وليتم تسويقه باعتباره كيان سلام بل ودين ابراهيمي، والسلام كما ابراهيم منه براء، ولكن منظومة التطبيع بطبيعتها ودينونتها وارتهانها للأمريكي فتحت كل مخادعها ليلعب بها الاسرائيلي بكل أريحية فيظهر ككيان مبدع صناعيا وزراعيا وهو فرصة للشرق الاوسط في وجه التخلف، وليس ذلك بالحقيقة سوى بروبغندا دعائية سقطت عبر عقود من التطبيع مع مصر والاردن والسلطة الفلسطينية، ولن تجد مثيلاتها الا ما هو اخزى واسوأ.
واكد ان استهداف الصحافة وفرسانها نهج اسرائيلي دائم، حيث اغتال الاسرائيلي عشرات الصحفيين، وفقأ عيون الكثيرين منهم، وهو انعكاس لطبيعة هذا الكيان وحربه على الرواية الفلسطينية والإسلامية تاريخيا وعقديا، ثم ميدانيا، فهو لا يحتمل رؤية جرائمه فيتلاعب بالاخبار ومصادرها ويزورها جهارا نهارا، وقد اعتاد اللوبي اليهودي في أمريكا مثلا على اغتيال ضمير الصحافة هناك بطرقه الخبيثة منذ أربعينات القرن الماضي.
وتابع ان التنسيق الامني كما اللقاء السياسي والخدماتي بين السلطة واجهزتها من جهة والكيان العبري من جهة اخرى، وفر ذرائع وأعطى آليات تنفيذية للجريمة في وضح النهار، بل وأعطى مشروعية فلسطينية للاجرام الاسرائيلي، ففي كل جريمة اغتيال يتحدث الاعلام العبري عن دور لأجهزة السلطة، بحق او كذب، وقد اختلطت الامور على الشعب،
ولكن ما يعزز رواية الكيان تماهي السلطة مع المحتل في مداهماتها واعتقالاتها وليس ما جرى في طوباس مؤخرا بحق شباب الجهاد الاسلامي، وما يجري في مسلخ اريحا من تعذيب، الا تأكيد لمنظومة متداخلة بين الاسرائيلي وبين السلطة في مواجهة المقاومة وتصاعدها.
واضاف متسائلا هل جنت منظومة كامب ديفيد ووادي عربة واوسلو شيئا عبر عقد طويلة خلت؟!
سوى خيبات تتلوها خيبات، وخراب يعلوه خراب؟
وكان الاسرائيلي يستثمر التطبيع والعربي يدفع الثمن وهو ما يتكرر كل يوم.
وقال :أساس فكر المقاومة ينطلق من نفي مشروعية المحتل العبري، بصفته كيان استئصالي استيطاني إحلالي غريب عن جغرافية المنطقة وثقافتها وعقيدتها وحتى لغتها وقوميتها، هذا الفكر المقاوم يتعرض لضربة قاسية عند كل ممارسة تطبيعية، مثلا بمجرد انعاش التطبيع بين انقرة وتل أبيب كانت حماس كجناح فاعل في المقاومة تتعرض للتضييق والطرد من تركيا، وعلى ذلك يمكن قياس الامر مع دول الطوق المطبعة بخلاف سوريا ولبنان الداعمتين للمقاومة.
واضاف :لا فرق بين تطبيع انقرة والرباط وتطبيع القاهرة ودبي، كله تطبيع آسن وقذر، نعم ثمة محاولات بائسة لتبرير تطبيع تركيا، سواء من قبل زعماء تركيا نفسها، أو من قبل بعض كوادر الاخوان، وهو تبرير لم يصمد امام التطورات، وخاصة في موجة التطبيع التركي الاخيرة وقد تجاوزت تطبيع مصر منذ اربع عقود،
حيث شاهد الفلسطينيون وكل العرب والمسلمين كيف تحول هذا التطبيع من ممارسة سياسية وتجارية وامنية الى دفء عائلي اجتماعي وديني وثقافي، كان اردوغان يجالس هرسوغ وزوجتيهما في جلسة عائلية، تبعها الاختراق الثقافي الديني في مكتبة اسطنبول ونسخة التوراة، في أجواء من الانفعال الاجتماعي والاستباحة التراثية،
وبالاصل فالتطبيع التركي هو الاخطر كون فلسطين سقطت من يد أهلها يوم هزم التركي امام البريطاني وتركها لقمة سائغة لليهود الصهاينة.
مقاومة جنين الراهنة عبر أهلها وكتيبتها الباسلة، هو انعكاس لزرع فتحي الشقاقي وفكره الاصيل كعامل رئيس من جملة عوامل، فجنين هي المنطقة الوحيدة في الضفة الغربية التي وصلها فكر الجهاد الاسلامي مبكرا، ومثلت قاعدة صلبة لهذا الفكر وللطليعة الاولى، ومن خلال تمازج فكري طلائعي، انبثقت حواضن شعبية متأثرة بهذا التمازج، وهو ما تجسد من خلال رمزيات تمثلت في شخوص رائدة صالح طحاينة في تجربته المبكرة ثم عصام براهمة وانور حمران واياد الحردان ورائدهم ومفكرهم نعمان طحاينة، وهو ما خلق بيئة حاضنة لرمزية وكاريزما محمود طوالبة في ملحمة المخيم، واياد صوالحة وخالد زكارنة في ملاحم العمليات الكبرى، مع ايمن دراغمة ومحمد ياسين وثابت المرداوي في الاشتباكات والهجمات الميدانية،
وقد شكل ذلك في جملته مع رمزيات مثلها صمود هاني وخالد جرادات وبسام السعدي وخضر عدنان وطارق قعدان وجعفر عز الدين، بما دفع التجارب السابقة لتظهر اليوم في هذه المرحلة الحادة عبر جميل العموري وعبد الله الحصري، وكتيبة السرايا التي خرجت للميدان بنفس نفق الحرية العظيم،
فهي تجربة جديدة نتجت عن تجارب سابقة كان للجهاد الاسلامي سبقها ونفسها، مع جمع من كتائب الاقصى وجموع الشعب وقواه الحية.
وكان لدعم قيادة الجهاد منذ د.رمضان ثم الحاج زياد، وما توفر لهما من دعم ايراني سخي، دور بارز في تأصيل وتقوية قواعد هذا الزخم،وما وفر فاعليات ميدانية طوال الوقت.
انتهی/