"جمال الدين أسد آبادي".. المفكر الإيراني الكبير ورائد الصحوة الإسلامية

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۶۳۵۹۴
تأريخ النشر:  ۱۶:۵۶  - الأربعاء  ۰۹  ‫مارس‬  ۲۰۲۲ 
يصادف 9 مارس في ايران يوم تكريم العالم والمفكر الإيراني الكبير السيد "جمال الدين أسدآبادي" الذي لعب دوراً أساسياً في الصحوة الإسلامية في غرب آسيا ودول شمال أفريقيا، وافغانستان، وايران، والهند.

طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- ولد السيد "جمال الدين أسد آبادي" في عام 1254ه ق ، في منطقة "أسدآباد" التابعة لمحافظة همدان غرب ايران، وتعلم منذ الصغر اللغة العربية، ومبادئ العلوم الدينية، ثم توجه الى العراق، وواصل دراسته في مدينة النجف الأشرف على يد الشيخ مرتضى انصاري.

درس لمدة أربع سنوات، ثم بدأ نشاطه السياسي والإجتماعي ووجه دعوات الى العالم الإسلامي للقيام بنهضة علمية وأدبية، والدعوة للتضامن والوحدة، والصمود أمام الإستعمار الغربي.

وقام أسدآبادي بالعديد من الزيارات للدول الإسلامية والأوروبية، حيث أكد على ضرورة التواصل والإرتباط بين دول العالم الإسلامي، والعمل على اجراء اصلاحات اجتماعية ودينية في مجتمعاتها.

وفي سبيل ذلك قام بنشاطات واسعة ومختلفة، مثل اصدار صحيفة، وعقد ندوات علمية، وكتابة المقالات وإلقاء الخطابات الأدبية والسياسية.

وقد تخرج على يده العديد من المفكرين والأدباء مثل "محمد عبده"، "عبدالرحمن الكواكبي"، و"سعد زغلول" في مصر والكثير من من كبار المفكرين في العالم الإسلامي، حيث يعتبر أسدآبادي رائداً لحركة الصحوة في العالم.

وادت هذه الأفكار الإصلاحية الى ظهور نزعات وتوجهات في ايران، مثل التيارات التي تدعو الى الجمهورية أو تلك التي تدعو الى تقييد سلطات الملكية ، والتي عرفت فيما بعد بالثورة الدستورية.

کان حياة أسدآبادي مزيجا من السفر والتحركات السياسية، وقد واجه في هذا الطريق العديد من المشاكل التي تثبط من عزيمته في مواصلة هذا الرجل لطريقه الإصلاحي.

وقد كان أسدآبادي ومنذ سن العاشرة في سفر دائم، بين ايران وافغانستان والسعودية والهند ومصر والولايات المتحدة، وبريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا، حيث قام بالترويج لأفكاره.

وقد تواصل أسدآبادي مع المرجع الديني "ميرزا شيرازي"، وقد كان لهذا التواصل دور كبير في إصدار فتوى "حظر التبغ". وكان أسدآبادي يعتبر الإستبداد الداخلي والإستعمار الخارجي، هو أكبر مرض مزمن ابتلى به المجتمع الإسلامي.

لقد تعرض أسدآبادي في حياته للعديد من المطبات، وبالرغم من سفرياته المتعددة والمشاكل التي كان يتعرض اليها، فقد ترك العديد من المؤلفات مثل كتاب "تاريخ الأفغان"، وإصدار صحيفة "العروة الوثقى" في باريس، وصحيفة "ضياء الخافقين" في لندن، والمشاركة في صحف "أختر"، و"القانون"، و"حبل المتين"، بالإضافة الى تدريس "فلسفة ابن سينا" في جامعة الأزهر في مصر وفي أفغانستان أيضاً.

السید جمال الدین اسدآبادي الرجل الجالس الثالث من اليمين/طهران۱۳۰۴ ه ق

لقد كان العالم الإسلامي في القرن التاسع عشر في ذروة الضعف والوهن، وأن سبب تخلف المسلمين آنذاك جعل الكثير من المفكرين في العالم الإسلامي للبحث في سبيل التخلص من هذا التخلف، ولذلك اتخذوا خطوات تدعو للتأمل والتدقيق في هذا السبيل.

وكان اسدآبادي أحد المصلحين الدينيين والمفكرين البارزين الذين ساعدوا في يقظة الشعب الإيراني وصحوته تجاه الأوضاع الداخلية وهيمنة المستعمرين على ايران، ويقظة الدول الإسلامية، وكان عالماً كبيراً ورائداً للكثير في الإنتفاضات الإسلامية في القرن الأخير.

وكان يعتقد بأن علاج آلام المسلمين هو العودة الى الإسلام الأصيل، وأنه يجب اللجوء الى الإسلام من أجل الحرية والخلاص من الحرمان.

وقال سماحة قائد الثورة الإسلامية في وصفه: "ان السيد جمال الدين الكبير"، المصلح الإسلامي والشجاع والمناضل، قد اختار مصر لتكون منشأ لنضاله، وقد واصل تلميذه "محمد عبده" نفس الطريق.

ولعب أسدآبادي لعب دوراً كبيراً وأساسياً في الحركة الإصلاحية وصحوة الشرق وبذل جهوداً للإهتمام بالوحدة وحل مشاكل وقضايا المسلمين، وهذا يمثل فخراً لإيران الإسلامية.

مقبرة السيد جمال الدين اسد ابادي

وتوفي هذا المصلح الكبير مسموماً في الثامن من مارس/آذار عام 1897م في اسطنبول عن عمر يناهز 60 عاما ودفن في جامعة كابول.

ویوجد نصب تذكاري كتب عليه ملخص عن حياة أسدآبادي، في مجمع "سيد جمال الدين" الثقافي في محلة "سيدان" بهمدان.

وهذا المجمع شُيد فوق بقايا بيته القديم في مسقط رأسه "أسدآباد"، وتحول لاحقا الى متحف للإنثروبولوجيا.

نصب تذکاري للفقيد في مجمع سيد جمال الدين الثقافي بهمدان

وكان آخر كلمات السيد أسدآبادي الى زملائه الإيرانيين: "لا تخشوا الحبس والقتل ولا تنخدعوا بكلام الشعوبيين المعسول، وابذلوا أقصى الجهود، لأن الكون وخالقه سوف يقفان في صفكم.

المصدر: ارنا

رأیکم