وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
كشف الصحفي الإسرائيلي روعي كيس، المتخصص في شئون الشرق الأوسط، في تقرير تحت عنوان "موزة قطر.. الشيخة التي أتت بالمونديال"، وهو تقرير مفصل عن الشيخة موزة المسند، زوجة أمير قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني و والدة الأمير الحالي الشيخ تميم، تم نشره في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء قال "كيس" فى تقريره, إن موزة هي المرأة الأقوى في الوطن العربي فقد تزوجت من ولي العهد وأطاحت بأمير ثم أتت بابنها إلى الحكم واشترت لإمارتها الصغيرة جدا كأس العالم وبالإضافة إلى ذلك أصبحت رمزا من رموز مجلات الموضة المتخصصة في الأزياء باهظة الثمن لتكون بذلك مثالا للمرأة العربية العصرية.
وأوضح "كيس" أن العالم الغربي يحب جدا الملكات العربيات فهو يراهن دائما على صورتهن حيث الجمال البارع مثل الملكة رانيا زوجة عبد الله ملك الأردن , ويتابع حساب أسماء الأسد التي يراها مذهلة على موقع التواصل الاجتماعي "انستجرام" ،كما أنه لم يتأثر بما أثير حول سوزان مبارك وحقيقتها التي ظهرت مؤخرا ،وبالإضافة إلى كل هؤلاء الشيخة موزة بنت مسند التي تتواجد على بعد آلاف الكيلو مترات من أولئك النساء في إمارتها الصغيرة قطر بمنطقة الخليج العربي ،فهي ليست فقط صاحبة الوجه الجميل الذي ساهم في حصول قطر على حق تنظيم كاس العالم لكرة القدم إلا أنها صاحبة السلاسل الجذابة التي أطاحت بملوك وعينت آخرين فعلى الأقل فعلت ذلك من خلف الكواليس ولم تكن واضحة في الصورة.
وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن الشيخة موزة التي تبلغ من العمر 54 عاما هي ابنة المعارض القطري الشيخ ناصر المسند ،تزوجت عام 1977 حين كانت تبلغ من العمر 18 عاما من ولي العهد حينها الأمير الشاب حمد بن خليفة آل ثان ،لكن هذا الزوج لم يكن نتاجا للحب والرومانسية ولكن جاء نتيجة لصفقة سياسية بين أمير قطر وقتها ووالد موزة الذي كان في المنفى بدولة الكويت منذ سنوات طويلة وبالتحديد منذ فترة الستينيات في أعقاب موجة من الاحتجاجات اندلعت في الإمارة الصغيرة ،ولكنه لم يستطع الصمود طويلا أمام وهج السلطة وتنازل عن موقفه السياسي في مقابل دخول ابنته إلى العائلة الحاكمة.
وزعم "كيس", أن الشيخة موزة منذ زواجها وهى تنتظر اللحظة المناسبة للانتقام من أمير قطر والد زوجها الذي جعل منها جزءا من صفقة سياسية ونفى والدها لسنوات ،وبالفعل في عام 1995 استطاعت أن تدفع زوجها وفقا للتقارير للقيام بانقلاب ضده والسيطرة على الحكم.
وأشار الكاتب إلى أن قوة وسحر الشيخة موزة تتضحان للنور عندما نعلم أنها لم تكن الزوجة الوحيدة لحمد ،ومع ذلك فلم تظهر أبدا كلا من زوجته الأولى الشيخة مريم أو زوجته الثالثة الشيخة نورا للإعلام ،ولم تستطيعا أن تتغلبا عليها وبالإضافة إلى ذلك صنعت من نفسها قاضيا وجلادا ،وبإشارة من إصبعها استطاعت أيضا أن تحدث تغييرا كبيرا في السلطة العام الماضي عندما عينت ابنها تميم كأمير لقطر على حساب أبيه وزوجها الشيخ حمد ،ووفقا للتقارير فإنه تم الزج بابن أمير قطر السابق البكر من زوجته الأولى الشيخة مريم "مشعل" في السجن أيضا بسبب الشيخة موزة.
وأكد "كيس", أن قطر تتمتع بقوة لا تتناسب مع حجمها ،فقناة الجزيرة التابعة لها هي الأكثر شعبية في الوطن العربي وهي التي حركت الثورة في كل من تونس ومصر وسوريا ،وبواسطتها تم إقحام الأمراء القطريين في السياسة بالشرق الأوسط ،وإضافة إلى ذلك فهي تتمتع بمصادر بترولية كبيرة تشكل لها مصدرا للدخل القومي الهائل وبواسطتها استطاعت بناء وشراء المباني الضخمة حول العالم كما اشترت نفوذ لها في عدد من القارات.
وتابع الكاتب حديثه: فيما يبدو فإن مونديال 2020 الذي يلقبونه بالمونديال الفاسد في التاريخ القطري ،لأنه كان من الغريب أن تفوز بتنظيمه دولة ذات 2 مليون نسمة وبدون تاريخ رياضي واضح ولم تشارك ولا مرة واحدة في نهائيات كأس العالم ،وإضافة إلى ذلك كان لا يجب أن تفز به بسبب أجواءها الحارة مثلها مثل كل دول الخليج التي ستكون عائقا كبيرا أمام اللاعبين ،إلا أن كل هذه الأمور التي تخالف لائحة الاتحاد الدولي لم تثني المسئولين في الفيفا من الاستمرار في فسادهم ومنح الدوحة حق التنظيم لهذا العرس الرياضي العالمي ،فوفقا للتقارير منحتهم قطر من تحت المائدة عشرات الملايين من الدولار مقابل استضافتها للحدث الكبير.
وقال كيس: إن الشيخة موزة كان لها الدور المركزي الكبير في مسألة حصول قطر على حق تنظيم مونديال 2020 ،وصورتها وهي تتلقى نبأ استضافة إمارتها لهذا الحدث الكبير هي وزوجها من قبل رئيس الفيفا جوزيف بلاتر تنم على ذلك ،لتكون بذلك الإمارة الصغيرة أول دولة عربية تحظى بهذا الشرف.
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن موزة سافرت لإقناع مسئولي الفيفا بأن تكون قطر على رأس القائمة المرشحة لاستضافة كأس العالم وفي عام 2010 قدمت بنفسها الملف الذي أعدته دولتها لاستضافة هذا الحدث وشرحت ما به أمام الجميع باللغة الإنجليزية.
ونظرا لقوة وتأثير الشيخة موزة كانت مادة للتقارير الإعلامية العربية ،كما أن صورها الجذابة كانت على أغلفة المجلات المهتمة بالموضة في كل العالم باعتبار أنها تمثل مزيجا بين السلطة والأناقة ،لاسيما مع ارتدائها للقبعة الغريبة التي لم يرتديها أحد غيرها والتي ترمز إلى تمسكها بتعاليم الإسلام بتغطية الشعر إلى جانب ذلك فهي تشكل للغرب نموذجا ولو بسيط لاستقلال المرأة.
والشيخة موزة معروفة بحب الظهور ،ولذلك في حالة سعيها للحصول على حق تنظيم كأس العالم ،قرر أمراء قطر استغلال هذا الظهور في المؤتمرات والفاعليات الدولية للترويج لبلادهم من أجل تحقيق هدفهم
وشاركت موزة أمير قطر في عدد من الزيارات الرسمية حول العالم خلال السنوات الأخيرة ،فعلى سبيل المثال زارت معه البيت الأبيض والتقت بالرئيس الأمريكي باراك أوباما وزوجته ميشيل ،كما زارت غزة عام 2012 برفقة زوجها في أول زيارة لحاكم عربي للقطاع منذ وصول حماس للحكم ،وهي الزيارة التي قيل إنها جاءت بهدف كسر الحصار الإسرائيلي ،والآن أصبحت قطر أحد الدول التي تقدم دعما اقتصاديا لحركة المقاومة الإسلامية الأمر الذي أساء لعلاقاتها مع دول أخرى بالمنطقة العربية.
وأضاف: الشيخة موزة بعيدا عن السياسية فهي سيدة مجتمع من الطراز الأول وصاحبة فكر عصري وتحب دائما أن تبدو كامرأة متحررة بإمكانها أن تلف العالم دون رفيق لها ،ويقال عنها أنها تحافظ على قوامها وشخصيتها على الرغم من أنها أم لسبعة أبناء بينهم خمسة ذكور.
وأشار "كيس" إلى أن الشيخة موزة حصلت على عدة مناصب متنوعة فقد عملت كمبعوث خاص لليونسكو ،كما أنها ترأس المؤسسة القطرية للتعليم ،والثقافة وتطوير المجتمع ،إضافة إلى ذلك تدير مشروعات اقتصادية ضخمة ،والكثير من هذه المشروعات يتعلق بمجال الموضة وهو المجال المحبب كثيرا لقلبها ،كما أنها كانت وراء الماركة القطرية الأولى في مجال الأزياء "جيلا" .
ورغم ذلك هناك في المجتمع الغربي من يسخر من الشيخة موزة ويضع صورها على حسابه الشخصي عبر مواقع الفيس بوك ،ولكن في أوضاع مسيئة لا تتناسب مع كونها المرأة الحديدية لإمارة قطر وكان هذا الأمر مفاجئا في الفترة الأخيرة ،كما أن الكثيرين تحدثوا عن عمليات التجميل التي أجرتها لتغيير شكلها.