بعد الانفصال عن زوجها في عام 2007، انتقلت كاتي مارسو وابنتاها إلى منزل والديها للعيش معهما لأسباب مالية، حيث كانت تتوقع البقاء لمدة عام على الأكثر.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وبعد 13 عاما، لا تزال مارسو التي تزوجت مرة أخرى، تعيش في المنزل مع والديها وإحدى بناتها.
ويشير مركز "بيو" للأبحاث إلى أن هذا الأمر بات شائعا بشكل متزايد في الولايات المتحدة، حيث يعيش واحد من كل خمسة أشخاص الآن في منزل "متعدد الأجيال".
وأخذت هذه الظاهرة في الازدياد منذ ثمانينات القرن الماضي، حيث تميل العائلات المهاجرة القادمة من آسيا وأميركا اللاتينية إلى الإقامة مع أسر من أجيال متعاقبة.
وكان هناك ارتفاع آخر بدأ حوالى عام 2009 عندما أعاد الركود الاقتصادي عدد البالغين الذين يعيشون في منازل طفولتهم إلى المستويات التي شوهدت لآخر مرة في الخمسينيات.
واليوم مع انتشار كوفيد-19، يلجأ كثيرون إلى تكرار الأمر نفسه.
اتجاهات جديدة
وكانت مارسو البالغة من العمر الآن 49 عاما، تعمل بدوام جزئي في مدرسة و"في وضع مالي سيء"، حينما انتقلت للعيش مع والديها.
لكن ذلك سمح لها بالحفاظ على جدول عمل بدوام جزئي أثناء تربية ابنتيها اللتين كانتا تتأقلمان مع المدارس الجديدة وطلاق والديها.
وساعدتها والدتها جودي كريستنسن في ذلك.
وقالت كريستنسن (78 عاما) إنه "عندما كانت الفتاتان صغيرتين، كنا قادرين على مساعدة كاتي من خلال نقلهما إلى أماكن وغير ذلك حتى تتمكن من العمل".
في غضون ذلك، كانت مارسو قادرة على التقدم مهنيا وتعمل الآن بدوام كامل.
وأفادت "من بين الأمور التي استفدت منها هي الحرية المالية التي تمكنت من استردادها".
ويشير إريك، وهو زوج كاتي الحالي ورسام خرائط سابق يبلغ 47 عاما، إلى شعوره وكأنه في منزله الخاص في مسكن عائلة زوجته، حتى أنه باع منزله مصطحبا كلبه إلى بيته الجديد.
مع ذلك، اضطر وزوجته وابنتاها اللتان كانتا مراهقتين على مشاركة حمام واحد، وهو ترتيب "لم يكن مثاليا"، على حد قوله.
وتحسن الوضع بشكل كبير بعد أن أضاف مشروع تطوير المنزل غرفة نوم رئيسية ثانية وحماما آخر.
وقالت دانا سكانلون، الوكيل العقاري في منطقة واشنطن، إن المزيد من الآباء الشبان يتخذون نهجا مشابها أثناء الوباء.
وأوضحت "رأينا العديد من الأزواج الذين لديهم أطفال صغار ينتقلون مع والديهم إلى منازل كبيرة نشأوا فيها - وهو أمر لم يتخيلوا أبدا أنهم سيفعلونه".
وأضافت "يتيح ذلك لهم فرصة الحصول على جليسات أطفال داخل المنزل أو مشرفي تعليم أثناء عملهم من أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم".
سنوات ذهبية
وتعتبر شيخوخة السكان عاملا إضافيا وراء هذا التحول، حيث لا يزال العديد من كثيري الإنجاب نشطين ولكنهم يتطلعون إلى مستقبل من المحتمل أن يكون فيه التنقل أكثر صعوبة.
ويثمّن والدا مارسو الصخب الذي يخلّفه وجود هذا العدد من الأشخاص في المنزل بالنظر إلى الأسف الذي يبديه العديد ممن هم في سنهم حيال عزلتهم، حيث لا يتوقعان أن يفرغ بيتهما مرة أخرى.
وقالت كاتي إن البقاء مع والديها هو "خطتنا بالتأكيد".
وأضافت "عندما أجرينا التعديلات على المنزل، قمنا أيضا بإعادة تجديد الحمامات بحيث يكون الوصول إليها أسهل بالنسبة لكبار السن".
وقالت كاتي إنها تفاهمت مع شقيقيها اللذين يسكنان بالقرب منهم على الاعتناء بوالديها.
وانتقلت ابنتها الصغرى جينا (19 عاما) إلى نيويورك لاستكمال دراستها، لكن إيفا (20 عاما) تعيش في المنزل وتدرس التصميم.
وقالت إيفا "هذا يفيدني حقا لأنه في نهاية المطاف لدي نظام دعم قوي بالفعل".
كما يبدي الجد دانو (80 عاما) رضاه التام عن هذا الترتيب. وقال "لدينا علاقة وثيقة مع جميع أحفادنا"، مضيفا "لكنه أمر مميز عندما يعيشون معك".
وذكر كبير الباحثين في مركز بيو للأبحاث ريتشارد فراي أنه كان هناك "ارتفاع حاد" خلال العقد الماضي في نسبة الشباب الذين يعيشون في أسر متعددة الأجيال.
وفي عام 2016، ارتفع عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عاما والذين يعيشون في مثل هذه المنازل إلى 33 في المئة من 23 في المئة قبل تسع سنوات.
وكان التحدي المشترك لجيل الألفية وغيره من الشباب الأميركي هو عبء القروض الطلابية.
وقال فراي "من الواضح أن ما يعنيه هذا هو أن هناك شريحة من الشباب الذين يعانون ببساطة من صعوبة كسب ما يكفي للعيش بشكل مستقل".
انتهی/