أقدمت قوات الامن السعودية، واستكمالا للضغوط على أهالي القطيف خلال إحيائهم مراسم عاشوراء، على نزع جميع الرايات الحسينية من مقبرة جزيرة تاروت، في استفزاز واضح للقائمين على المآتم الحسينية.
طهران- وكالة نادي المراسين الشباب للأنباء - وذكرت مصادر مطلعة، أن السلطات السعودية منحت صلاحيات مطلقة لضباط المباحث بالتدخل وفرض الإجراءات، في سياق التصرف الشخصي، والتدخل في تفاصيل المآتم، في حين منعت بشكل تام جمع التبرعات المخصصة لدعم المجالس الحسينية، كما تم تسجيل أسماء جميع الخطباء وأخذ أرقام هواتفهم وسجلاتهم المدنية.
وقد أوعزت السلطات الى علماء البلاط وأصحاب الأقلام المأجورة بث الرعب في نفوس القائمين على المآتم الحسينية، مع تهديد من يخالف شروط الإحياء الجائرة التي تفرضها.
وقد كلف النظام السعودي عددا من أبواقه بإرسال رسائل نصية تحذر أبناء المنطقة من الإعراض عن تطبيق التعليمات الرسمية. وقالت مصادر أهلية من القطيف إن أجهزة السلطة منعت القائمين على المآتم من رفع مكبرات الصوت داخل حرم الحسينيات أو المجلس العائلي وحددت مستوى صوت المجالس العاشورائية، كما حظرت عليهم إقامة نقاط تفتيش اعتادوها من أجل تأمين الحماية للمجالس.
بحسب المعلومات أيضا، لم تسمح السلطات بإغلاق الشوارع بالحواجز أثناء تلاوة المجالس، وعدت ذلك مخالفة أمنية مرورية تستحق العقوبة. كذلك نهت الأهالي عن إقامة المضائف وأجبرتهم على الاكتفاء بتوزيع المأكولات من خلال تجهيز المطاعم أو المخابز فقط التي يتم الاتفاق عليها مع المشرفين على الحسينيات والمجالس.
ومن جملة التعليمات المفروضة، جدول يحدد توقيت قراءة المجالس (يسمح بالقراءة والعزاء الثابت من 1 الى 7 محرم حتى الساعة 10 مساء، ومن 8 الى 10 محرم حتى الساعة 11 مساء) على أن لا تتعدى المدة النصف ساعة كحد أقصى، إضافة الى حصر المجلس بـ50 شخصا على صعيد المساحات الكبيرة.
وينسحب تضييق السلطات على أسماء الخطباء والقراء والرواديد الملزمين بالحصول على إذن للمشاركة من دائرة الأوقاف والمواريث المحسوبة بطبيعة الحال على السلطة، بموازاة تحديد من يسمح لهم بالحضور (تحظر مشاركة من هم تحت سن 15 سنة وفوق سن 65 سنة)، ومنع مواكب العزاء المتحركة وصولا الى منع وضع الأعلام والرايات السوداء المرتبطة بالمناسبة الحزينة لا في الشوارع ولا في الميادين العامة أو المباني.
وتقول المصادر إن "المباحث الجنائية جالت في قرى القطيف وتاروت لتتأكد من تطبيق منع إقامة المجالس ورفع الرايات الحسينية، ولتطمئن من صدى المكبرات"، وتضيف إن "الأمر وصل بها للذهاب الى مقبرة تاروت حيث أشرفت على نزع أي وجود لرايات حسينية".
وتساءلت المصادر: ما علاقة الصوت بـ"كورونا"؟ وهل ينتقل الفايروس من خلاله؟ هل رفع الرايات السوداء ينشر الوباء في المملكة؟ أليست الحفلات الماجنة والفاجرة المتواصلة على أرض الحرمين الشريفين هي ما يشيع المرض وينقل الفساد حيثما حل؟
ويؤكد أبناء القطيف أن إحياءهم لشعائر أهل البيت (ع) سيستمر، ولن توقفه تهديدات مهما بلغ حجمها. وأن صوت الحسين سيظل مرفوعا في أرض الرسول (ص) رفضا للطغيان، مستندين الى لسان حال السيدة زينب عليها السلام عندما قرعت يزيد: "فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا".
المصدر: العهد