وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء :
أكد نائب وزير الخزانة الأمريكى لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، أن الولايات المتحدة ترى أن قطر والكويت لا تفعلان ما يكفى لمنع أنشطة تمويل تنظيم «داعش»، معتبراً أن هذه المسألة تعد حساسة للغاية بالنسبة للتحالف الدولي لمحاربة التنظيم، حسبما نقلت عنه صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، الخميس.
وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء أضاف كوهين أن «(داعش)، الذى يسيطر على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، يحصل على التمويل، بشكل كبير، من خلال بيع النفط، فضلاً عن أموال الفدية والسرقة، وبيع الآثار، وابتزاز الشركات المحلية والأفراد»، وتابع: «أصغر نسبة من تمويل التنظيم تأتي من التبرعات الخارجية، وهى الوسائل التقليدية لتمويل الإرهاب، والتى تعد مكافحتها سهلة للغاية من خلال التعاون بين البنوك والحكومات».
وأشاد كوهين بتعاون بعض دول الخليج العربى مثل السعودية والإمارات فى الجهود الرامية إلى وقف التبرعات من الوصول إلى «داعش»، والجماعات المتحالفة معه، قائلاً: "إنه على الرغم من هذه الجهود فإن السلطات القضائية فى قطر والكويت لاتزال متساهلة مع قضية تمويل الإرهاب»، مضيفاً أنه «لدى كل منهما المزيد من العمل للقيام به».
وأكد كوهين أن «الاجتماعات الأخيرة التى أجراها مع المسؤولين السعوديين كانت جيدة للغاية، كما أن الإمارات ملتزمة بثبات بوقف تدفق التمويل غير المشروع للتنظيم».
ورأت «وول ستريت جورنال» أن الولايات المتحدة والدول الأخرى التى تسعى لمحاربة «داعش» ووقف صعوده، تضع دول الشرق الأوسط التى تحكمها أنظمة «ذات ميول إسلامية» «تحت تدقيق صارم»، موضحة أن تركيا تعد أحد هذه الدول، حيث وافقت مؤخراً، تحت ضغط أمريكى، على السماح لقوات البيشمركة لعبور أراضيها لتعزيز الأكراد فى مدينة عين العرب، كوبانى، الحدودية، والتى يحاصرها «داعش».
وتابعت: «التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة يعتمد على القوات البرية الكردية، ولكن تركيا تشعر بالقلق إزاء تعزيز مجموعة مسلحة كردية طالما كانت تحاربها».
وأشارت الصحيفة إلى أن «الكويت أنشأت وحدة استخبارات مالية، كما مررت قطر قانون ينظم الجمعيات الخيرية المسؤولة عن ضخ الأموال إلى المتطرفين». قائلة إنه «على الرغم من ذلك فإن كوهين يرى أن كلا منهما لاتزال تمكن الممولين الخاضعين لعقوبات من قبل واشنطن والأمم المتحدة، والذين يستخدم أحدهم حسابه على موقع التواصل الاجتماعى (تويتر) لجذب المانحين للمتشددين، بما فى ذلك من داخل السعودية».
ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين فى السفارة الكويتية فى واشنطن لم يعلقوا على الأمر، فيما قال سفير الدوحة لدى الولايات المتحدة، محمد الكوارى، إنه «كانت هناك بالفعل مشاكل مع بعض المواطنين القطريين لتوفيرهم الأموال للجماعات المتشددة، ولكن لم تشترك الحكومة فى الأمر نهائياً، فهى ملتزمة بالعمل مع الولايات المتحدة لقطع التمويل عن هذه المنظمات».
وتابع الكوارى: «مستعدون للعمل بشكل أكبر مع الولايات المتحدة حول مسألة مكافحة الإرهاب وتمويله، حيث نعتقد أن هذه القضية مهمة لقطر قبل أي شخص آخر».
وختمت الصحيفة، تقريرها، قائلة: "إن الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها تأمل فى خفض الدعم الداخلى لـ(داعش) من خلال نقص دخله، الأمر الذى سيجعله غير قادر على توفير الخدمات الأساسية فى المناطق الخاضعة له، فميزانية هذه المناطق 2 مليار دولار وهو ما يمثل رقما كبيرا للغاية على دخل جماعة متطرفة، كما نعتقد أن دخله الشهري يصل لعشرات الملايين من الدولارات».