القرار 598.. انتصار ايران امام ائتلاف مشووم

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۵۹۲۶
تأريخ النشر:  ۱۰:۵۲  - الخميس  ۱۸  ‫یولیو‬  ۲۰۱۹ 
اعلنت الجمهورية الاسلامية الايرانية في يوم 18 تموز/يوليو من عام 1988 عن قبولها قرار مجلس الامن الدولي رقم 598 لوقف اطلاق النار في حرب الثمانی سنوات التي فرضها النظام الصدامي البائد على ايران مما ادى الى انتهاء هذه الحرب المفروضة على الشعب الايراني.

القرار 598.. انتصار ايران امام ائتلاف مشوومطهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- وبعد ما صادق مجلس الامن الدولي على  القرار 598 تم اختیار وفد بلجيكي في اطار تنفيذ البند الـ6 لهذا القرار وتكليفه للكشف عن الدولة البادئة بالاعتداء والحرب وتقديمها الى الامين العام للامم المتحدة .

وقدم هذا الوفد تقريرا في 9 من شهر كانون الاول / ديسمبر عام 1991 الى الامين العام للامم المتحدة فی حینه؛ لیتم الاعلان بان العراق هو من بدأ الحرب على ايران وذلک وفقا للوثائق الدامغة والتی عرضها الامین العام على مجلس الامن خلال جلسة رسمية فی هذا الخصوص.

وتحمل الحرب المفروضة على ايران في طياتها الكثير من النقاط الهامه وبما یشمل شتي المجالات العسكرية والسياسيه والاستراتيجية والجيو- سياسية؛ حيث تطرق محللون بارزون فی العالم الى اجزاء منها خلال الاعوام الماضية بالتفصيل.

وشن صدام الحرب على ايران بدعم واسناد رسمي وغير رسمي لأكثر من 80 دولة في العالم؛ الامر الذي يشكل احد النقاط الهامة في هذا الحدث التاريخي.

وكانت الولايات المتحدة الامریکیة الداعم الرئيسي لصدام المقبور في حربه على ايران، وکان مستشار الرئيس الاميركي الاسبق زبيغنيو بريجنسكي قد صرح أنذلك، بان "شن حرب اقليمية ضد ايران يشكل اسلوبا مناسبا لمنع تصدير الثورة الاسلامية".

و اضاف، "ان على الولايات المتحدة بان تعزز الحكومات التي تمتلك القوة على اجراء العملية العسكرية ضد ايران وذلك من اجل مواجهة الثورة الاسلامية".

وکان بریجنسکی قد لوح الی صدام خلال لقاء سري معه على الحدود العراقية مع الاردن، بان واشنطن تدعم تماما اي خطوة او تحرك عسكري عراقي ضد ايران.

و وفقا للوثائق المتوفرة، قبل اسبوع واحد من بدء صدام عدوانه ضد ايران تم تسلیم 5 طائرات تجسس من طراز "آواكس" متطورة تابعة للجیش الامیرکی الى السعودية للقيام بعمليات الاستطلاع حول  المهام الجوية الايرانية وتقديم المعلومات المتعلقه بها الى الجيش العراقي؛ فضلا عن تقديم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ "سي آي إيه" صور التقطتها اقمار صناعية متعلقة بمواقع القوات العسكرية والمنشات النفطية الايرانية اليه.

هذا وقدمت الحكومة الاميركية أنذاك مساعدة مالية بقيمة 840 مليون دولار لنظام صدام البائد من اجل استيراد المواد الغذائية اضافة الی تقديم قرض له بقيمة مليار دولار لشراء الاسلحة وانتاجها.

كما قامت واشنطن باخراج اسم العراق من "لائحة الدول الراعية للارهاب" ذلک بعد سنوات عديدة، من اجل تمهيد الارضية لهذا البلد اكثر من ذي قبل لشراء السلاح، فضلا عن حثها السعودية علی خفض اسعار النفط وبالتالی حرمان ايران من مصدر عائداتها الرئيسي لسد تكاليف الحرب انذک.

وتشير الارقام والاحصائيات بان صدام تلقى اكثر من 60 مليارد دولار من المساعدات المالية من الحكومات الغربية لتلبية حاجاتها الاقتصادية خلال ثمانية اعوام من الحرب.

والحرب التي شنها صدام على ايران كانت حربا غيرمتوازنة تماما من الناحيتين التسليحية والمالية لان الحكومات الغربية والشرقية كانت قد سلمت للنظام العراقي البائد الاف الدبابات والعربات وانواع المدافع.

وکانت العراق تمتلک اکثر من 700 طائرة مقاتلة وقاذفة خلال عملية استعادة جزيرة الفاو الاستراتيجية.
وهذا الكم من الاسلحة الى جانب اكثر من 300 صاروخ بر -  جو من طراز "سكاد "B  سوفياتي الصنع، التي قام المتخصصون الالمان بتحديثها وكذالك كم هائل من الاسلحة الكيمياوية التي سلمتها الدول الاوروبية والاميركية الى صدام كلها حول العراق الى آلية عسكرية كبيرة. وتمكن العراق أنذاك باستخدام هذه الاسلحة في قواته البرية من زيادة عدد جيوشه من 27 جيش في عام 1986 الى 50 جيشا في عام 1988.

وسلمت البرازيل وبريطانيا والارجنتين معدات هامة الى العراق فضلا عن الولايات المتحدة، کما قامت ايطاليا وبلجيكا بتزویده صواريخ مضادة للدروع متطورة ومساعده علی انتاج المدافع بعيدة المدى وسائر القطاعات العسكرية.

وقدمت فرنسا اكثر من سبعة مليارات دولار مساعدات مالية لنظام صدام البائد فضلا عن تسليمه طائرات حربية متطورة من طراز "ميراج" وطائرات "سوبر اتندارد" والصواريخ الليزرية التي كانت تشكل أخر انجازات الصناعة العسكرية الفرنسية  في حينه.

وكانت ألمانيا ضمن الدول التي دعمت نظام صدام خلال الحرب المفروضة ضد ايران عبر ارسال المواد الكيمياوية الیه؛ الامر الذى مكنه من انتاج كم هائل من الاسلحة الكيمياوية واستخدامها ضد الجمهوریة الاسلامیة.

للحرب المفروضة على ايران كثير من الخصائص الفريدة وفی شتی المجالات بما فی ذلک التناغم المثیر للاستغراب الذي حصل بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق في دعم واسناد صدام؛ وذلك بعيدا على اجواء التوتر السائدة في حينه اثر الحرب الباردة بين البلدين.

وفی السیاق، عمد الجيش السوفياتي الی ابتعاث قادة للعراق وتقديم التدريبات اللازمة للجيش العراقي بحيث ان 85 بالمئه من المعدات والادوات العسكرية العراقية ابان الحرب على ايران، كانت من انتاج الاتحاد السوفياتي.
والى جانب المساعدات العسكرية المباشرة، فان الحكومة العراقية استطاعت الاستفادة من خبراء الاتحاد السوفياتي في الشوون الصاورخية لتطوير برامج صواريخه البالستية.

هذا وكانت الاردن تعتبر الداعم الرئیس لنظام صدام بين الدول العربية وتعززت العلاقات بين العراق والاردن بعد عقد قمتي العرب في بغداد وتونس؛ الامر الذی تجسد فی دعم الملك حسين للعراق خلال حرب الثمانی سنوات المفروضة علی على ايران.

واعلنت وسائل اعلام غربية أنذاك بان ملك الاردن ارسل خمسة ألاف عسكري الى العراق من اجل تامين الامن في هذا البلد. کما تحول میناء العقبة الاردنية الى خط اسناد لتفریغ المساعدات الغربية المرسلة الى العراق.
وكانت الكويت من داعمي نظام صدام ايضا حيث ان هذا البلد لم يقتصر فی تقیدم اراضيه وقواعده العسكرية لتکون فی متناول العراق بل انه قدم 14 مليار دولار من المساعدات المالية واكثر من 16 مليار دلار من الدعم اللوجستی وما شابه ذلک الی صدام؛ حسب تصریحات بعض المسوولین الکوییتین.

هذا وساعدت الامارات العراق ایضا وقدمتله مليار وخمسة الف مليون دولار في اواخر عام 1981؛ یضاف الی ذلک اتفاق كويتی سعودي علی ايداع عائدات ما یتراوح بین 300 الى 350 الف برميل من النفط المستخرج من منطقة محايدة يوميا فی حسابات العراق البنکیة وذلک في اطار الدعم المالي له.

وكانت السعودية من اكبر الداعمين للعراق بین الدول العربية في فترة الحرب بحیث ان حصة الریاض من اجمالى المساعدات المالية البالغة 70 مليار دولار والتي قدمتها الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي للعراق، کانت قد بلغت اكثر من 30 مليار دولار.

هذا وارسلت السودان المئات من جنودها الى ساحات الحرب على ايران في اوائل شهر كانون الثاني/ینایر عام 1983 کما اصدر الرئيس السوداني فی حینه "جعفر النميري" قرارا بفتح مكاتب في الخرطوم ومدن سودانية اخرى لتسجيل اسماء المتطوعين لارسالهم الى ساحات الحرب ضد ايران.

وکانت دول عربية اخرى مثل البحرين وسلطنة عمان والمغرب والجزائر وليبيا والصومال ايضا متورطة في هذه الحرب بوصفها بلدانا داعمة لنظام صدام البائد.

وضربت الدول الغربية والعربية الداعمة للنظام الصدامي البائد بعرض الحائط القانون الدولي والمبادي الانسانية وقدمت الدعم لهذا النظام في حربه العدوانیة على ايران؛ لكن بالرغم من ذلك فان الشعب الايراني تمكن من تحقیق النصر على هذا الائتلاف المشؤوم والمناوئ للبشرية عبر المقاومة والملاحم الفريدة التی سطرها ابناؤه المضحون ليرفعوا راية الجمهورية الاسلامية الايرانية، الفتية انذك، عالية رغم محاولات ومؤامرات اعدائها اللّدودين.

انتهى/

رأیکم