بلومبيرغ: تركيا تستبق عقوبات واشنطن وتخزن قطع غيار أسلحة مهمة

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۴۵۰۰۵
تأريخ النشر:  ۱۷:۵۰  - الثلاثاء  ۰۲  ‫یولیو‬  ۲۰۱۹ 
فيما وصفه البعض بأن تركيا تستعد للأسوأ، على الرغم من الرسائل المشجعة من الرئيس دونالد ترمب، قامت بتخزين قطع غيار مهمة للأسلحة الأميركية الصنع

بلومبيرغ: تركيا تستبق عقوبات واشنطن وتخزن قطع غيار أسلحة مهمةطهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء- فيما وصفه البعض بأن تركيا تستعد للأسوأ، على الرغم من الرسائل المشجعة من الرئيس دونالد ترمب، قامت بتخزين قطع غيار مهمة للأسلحة الأميركية الصنع في حال فرض الكونغرس عقوبات على أنقرة، إذا أصرت على المضي قدماً في شراء صفقة منظومة دفاع صاروخي طراز S-400 روسية الصنع، والتي أثارت جدلاً واسعاً منذ نهاية العام الماضي، بحسب ما نشره موقع "بلومبيرغ".

وفيما لم يبدُ واضحاً متى تم اتخاذ قرار التخزين تحديداً، لكن ذكر مسؤولون أتراك أن الاستعدادات تم اتخاذها تحسباً لاحتمال فرض حظر أميركي.

وتهدد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على تركيا منذ عام 2018، بعد أن قرر أردوغان شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400، بدلاً من منظومة الصواريخ الأميركية الصنع طراز باتريوت.

أشباح الماضي وخلافات الحاضر

ولا تزال تركيا تتذكر كيف تعرضت للشلل بسبب حظر الأسلحة الأميركي، منذ نصف قرن من الزمان، حيث قام الجيش التركي بتجميع أجزاء للمقاتلات طراز F-16 وغيرها من المعدات العسكرية، وفقاً لمسؤولين أتراك على دراية باستراتيجية الدفاع التركية. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت حظراً على مبيعات الأسلحة وقطع غيارها إلى تركيا لمدة 4 سنوات عقاباً على استيلاء الجيش التركي على شمال قبرص عام 1974.

وتدهورت العلاقات بين البلدين مؤخراً خلال الأزمة السورية، عندما قامت الولايات المتحدة بتسليح جماعة كردية تعتبرها تركيا جماعة إرهابية، وفي أعقاب محاولة انقلاب عام 2016 ضد أردوغان ألقت حكومته باللوم على الداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة عبدالله غولن.

وأضاف المسؤولون، نقلاً عن مناقشات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن تركيا العضو في حلف الناتو تعقد العزم على امتلاك تكنولوجيا الصواريخ الباليستية وتهدف إلى المشاركة في إنتاج الجيل القادم من الصاروخ S-500، فيما نقلت صحيفة "هابر ترك" المحلية عن أردوغان تصريحه بأن شحنات صواريخ S-400 سيتم تسلمها خلال أيام، وهو ما تم إبلاغه للرئيس ترمب.

وتجادل الولايات المتحدة بأن التقارب مع موسكو ربما يسمح لروسيا بجمع معلومات استخباراتية حاسمة، من شأنها أن تضعف حلف الناتو وتكشف أسراراً خاصة بالمقاتلة الأميركية الشبح طراز F-35، والتي تساعد الشركات التركية في تصنيع أجزاء منها.

ولكن، بينما يضع الكونغرس خطط عقوبات محتملة ربما تُلحق الشلل بالاقتصاد التركي في مراحلها الأشد قسوة، فإن ترمب اعتبر أن تركيا ضحية في هذه الأزمة حيث ألقى باللوم على إدارة الرئيس أوباما في هذه الأزمة.

مزاعم وتأويلات أردوغان

وقال ترمب، خلال لقائه مع أردوغان، على هامش قمة مجموعة الـ20 في اليابان السبت الماضي، إنه بينما تعتبر صفقة صواريخ S-400 "مشكلة"، فإن الولايات المتحدة "تدرس حلولاً مختلفة". ثم تم تقويض الرؤى الخاصة بدعم ترمب لتركيا من خلال بيان للبيت الأبيض في وقت لاحق والذي "أعرب عن قلق (الإدارة الأميركية)" بشأن صفقة الصواريخ الروسية.

ويزعم أردوغان أنه لم يستشعر من ترمب أن هناك فرض عقوبات يلوح في الأفق. وأضاف المسؤولون الأتراك، الذين تحدثوا لـ"بلومبيرغ" شريطة عدم الإفصاح عن هويتهم، أن تركيا غير مقتنعة بإمكانية إتمام صفقة صواريخ باتريوت الأميركية، بسبب الشكوك حول المعارضة في الكونغرس، وفي الوقت لا يحتمل الأمر أن تترك مجالها الجوي عرضة للاختراق بعد الآن.

عواقب ألاعيب الرئيس التركي

وعلى جانب آخر، قال ممثل الولايات المتحدة، إليوت إنجل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، في بيان أصدره أمس، على أردوغان "أن يتوقف عن ممارسة التلاعب وأن يختار إما الغرب أو روسيا".

وأضاف إنجل أن صفقة صواريخ S-400 "تعرض الناتو وأمننا القومي (الأميركي) للخطر"، موضحاً أن تركيا "لا تستطيع تشغيل نظام دفاع جوي روسي متقدم جنباً إلى جنب مع أنظمة حساسة لحلف الناتو والولايات المتحدة.. يجب أن يعلم الرئيس أردوغان أنه ستكون هناك عواقب".

وأضاف المسؤولون الأتراك أن العقوبات الأميركية ستقوض التحالف بين الدولتين، وفي حين أن تركيا سترد، ولكنها ستترك الباب مفتوحا لحل الخلافات. في الصيف الماضي، عاقبت واشنطن أنقرة على سجن القس الأميركي، مما زاد من التوقعات الاقتصادية الصعبة بالفعل. فقدت الليرة التركية نحو ربع قيمتها، وارتفع التضخم والبطالة، ودخل الاقتصاد ركوداً تقنياً لأول مرة منذ عقد من الزمان.

حزم العقوبات المحتملة

تأتي مسارعة أنقرة إلى تخزين قطع الغيار للأسلحة الأميركية كنتيجة للطلب المقدم إلى مجلس النواب الأميركي، والذي يسعى إلى فرض عقوبات على تركيا ربما يكون الحد الأدنى لها هو وقف إمدادات قطع الغيار إلى تركيا.

وتشمل برامج الدفاع التركية التي يمكن أن تتأثر بالعقوبات المحتملة، بالإضافة إلى المشاركة في برنامج تصنيع مقاتلات F-35، نظم الدفاع الجوي الصاروخي باتريوت ومروحيات شينوك الثقيلة طراز CH-47F ومروحيات بلاك هوك طراز UH -60 متعددة الأغراض ومقاتلات فالكون الهجومية طراز F-16.

مهلة حتى 31 يوليو

وسبق أن هددت الولايات المتحدة بإنهاء مشاركة تركيا في برنامج تصنيع مقاتلات F-35 بحلول 31 يوليو الجاري، إذا لم تقم أنقرة بإلغاء صفقة صواريخ S-400.

ويمكن أن تواجه تركيا عقوبات منفصلة بموجب تشريعين يسمحان بمعاقبة الكيانات التي تتعامل مع قطاعات في الدولة الروسية. كما يمكن حظر كبار شركات التصنيع العسكري الدفاعي التركية على النظام المالي الأميركي، بالإضافة إلى المنع الفعلي لشراء المكونات الأميركية أو بيع منتجاتها في الولايات المتحدة.

المصدر: العربية نت

انتهي/

رأیکم