أثار تعليق شركات أمريكية كبرى تعاملاتها مع شركة هواوي الصينية، بعد إدراج الحكومة الأمريكية عملاق التكنولوجيا الصيني ضمن القائمة السوداء، مخاوف واسعة في أسواق التكنولوجيا العالمية.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء -وأكد مختصون لـ"عربي21" أن العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى حول العالم شرعت في وضع خطط بديلة للخدمات التي تحصل عليها من الشركات الأمريكية، وهو ما قد يخلق واقعا جديدا في سوق التكنولوجيا العالمي.
وقررت 4 شركات تكنولوجيا أمريكية، تعليق تعاملاتها مع شركة هواوي الصينية، بما في ذلك"غوغل" التي تدير نظام التشغيل أندرويد، إلى جانب معالجات من إنتاج كوالكوم وبرودكوم وتحديثات من مطوري التطبيقات.
وقالت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، إن شركات غوغل، وإنتل، وكوالكوم، وبرودكوم، وسيلينكس، أوقفت تعاملاتها مع "هواوي" بعد قرار الحكومة الأمريكية إدراجها على قائمة الشركات المحظور التعامل معها، وهو ما يمثل ضربة قوية ضربة قوية لثاني أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية في العالم.
وانضمت عدة شركات يابانية وبريطانية كبرى إلى قائمة متزايدة من الشركات التي تنأى بنفسها عن التعامل مع العملاق الصيني بعد الحظر الأمريكي، وهو ما يزيد من الضغوط المفروضة على الشركة الصينية.
وتوقع المختص في شؤون التكنولوجيا والتسويق الإليكتروني، محمد مصطفى أن يؤدي تعليق "غوغل" بعض خدماتها لشركة هواوي إلى عزوف شركات دولية عن التعامل مع شركات التكنولوجيا الأمريكية خوفا من ملاقاة نفس المصير تحت أي ظرف مستقبلي.
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن العديد من الشركات الكبرى المختصة في صناعة الحواسيب والهواتف الذكية شرعت في وضع خطط للبحث عن بدائل يمكن الاعتماد عليها بعيدا عن "احتكار الشركات الأمريكية".
وأردف: "هناك محاولات جدية منذ مدة لإيجاد هذه البدائل، فشركة هواوي مثلا يعمل لديها أكثر من 80 ألف موظف في قسم البحوث والتطوير وحده استعدادا لهذه اللحظة".
وتابع: "يبدو أن الإدارة الأمريكية أرادت استعجال هذه المواجهة قبل اكتمال إعداد هذه البدائل، أملا في أن يشكل ذلك عامل مساعد لشركاتها على حسم هذا الصراع مبكرا"، مؤكدا أن التصعيد الأمريكي سيدفع الشركات الصينية وغيرها من الشركات العالمية إلى العمل على سرعة إنتاج البدائل.
وأشار مصطفى، إلى أن "الأرباح التي تجنيها غوغل من الحجم الضخم من معلومات المستخدمين في الاستخدامات التجارية والدعائية تغري الشركات الكبرى لمحاولة الحصول على جزء من هذه الكعكة، كما أن الدول التي تهتم بالتأمين المعلوماتي لمواطنيها منزعجة من سيطرة غوغل على معلومات المستخدمين حول العالم مما قد يكون له استخدامات أخرى غير الاستخدامات التجارية".
وقال مصطفى، إن شركات التكنولوجيا الأمريكية ستتأثر سلبا في حال أنتجت شركات أخرى بدائل قوية للخدمات التي تقدمها، وستفقد شرائح ضخمة جدا من المستخدمين، مؤكدا أن خروج بدائل قوية لخدمات التكنولوجيا الأمريكية سيمثل تهديدا كبير لها، لكن في نفس الوقت قد يدفعها أيضا لتنمية ميزاتها التنافسية وتطوير خدماتها للحفاظ على ولاء المستخدمين وهو ما قد يفتح فرص عمل جديدة ويفتح الباب لآفاق تطويرية أكثر رحابة في ظل المنافسة الشرسة بين الشركات.
وأعلن المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة هواوي، رن تشانغ، أن الشركة تعمل على إنشاء نظام خاص بها لتشغيل الهواتف لتحل محل أندرويد، مؤكدا أن الشركة تعمل حاليا على تطوير شرائح "كيرين" للهواتف المحمولة.
ووفقا لـ"بلومبرغ"، فإن "هواوي" تملك مخزونا من شرائح الهاتف يكفيها لمدة ثلاثة أشهر نظرا لأنها تشرف على تصميم شرائحها الخاصة.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، تفاقم وتحول إلى حرب تكنولوجية على التفوق في التكنولوجيا التي ستشكل مستقبل الاقتصاد العالمي مثل شبكات الجيل الخامس التي تعتبر شركة هواوي رائدة عالمية فيها.
وتتهم الولايات المتحدة هواوي بممارسة أنشطة تضر بالأمن القومي وهو ما تنفيه الشركة. وخففت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفها قليلا تجاه هواوي في الأسبوع الحالي حيث منحتها ترخيصا لشراء سلع أمريكية حتى يوم 19 أغسطس/ آب للحد من الآثار السلبية على المستهلكين.
وأثر عودة التوترات بين الصين والولايات المتحدة سلبا على الأسواق المالية في آسيا والولايات المتحدة، فيما حذر صندوق النقد الدولي من جديد من النتائج السلبية للحرب التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم على النمو العالمي.
انتهی/