لعلنا لم نتفاجأ من خبر تفجير سفن تجارية قرب المياه الاقليمية لميناء الفجيرة الاماراتي، والسبب معروف أننا كنا نتوقع حصول اعمال تخريبية في الخليج الفارسي، لزيادة التصعيد وتوجيه اصابع الاتهام الى ايران، ولكن من وراء التفجيرات؟ لابد هنا ان نبحث عن المستفيد.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وقالت وزارة الخارجية الإماراتية، يوم الأحد (12 ايار/مايو 2019) إن 4 سفن تجارية تعرضت لعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية للدولة، وأكدت أنه لا توجد أضرار بشرية.
وقال المصدر أن "حركة العمل في الميناء تجري وفق المعتاد"، داعيا وسائل الإعلام إلى "تحري الدقة والاعتماد على المصادر الرسمية".
وجاء النفي ردا على تقارير إعلامية تحدثت عن انفجارات قوية هزت ميناء الفجيرة الإماراتي فجر الأحد، كما ذكرت التقارير الإعلامية أن النيران اشتعلت في أكثر من 7 ناقلات نفط كانت راسية في ميناء الفجيرة.
وقالت وسائل إعلام إن طبيعة الانفجارات لم تتضح لكنها كانت قوية ومتتالية، ووقعت بين الرابعة فجرا والسابعة صباحا.
من جانبه قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح يوم الاثنين (13 ايار/مايو 2019) إن ناقلتي نفط سعوديتين تعرضتا يوم الأحد "لهجوم تخريبي" قبالة ساحل إمارة الفجيرة بدولة الإمارات.
وقال الفالح في بيان إن إحدى الناقلتين كانت في طريقها للتحميل بالنفط السعودي من ميناء رأس تنورة ومن ثم الاتجاه إلى الولايات المتحدة لتزويد عملاء أرامكو السعودية هناك.
وأشار الوزير الى أن الهجوم لم يسفر عن خسائر في الأرواح أو تسرب للوقود لكن نجمت عنه أضرار بالغة في هيكلي السفينتين.
وأعرب وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، خلال زيارته الى الهند، الثلاثاء 14 ايار/مايو 2019، عن قلقه من التصرفات والاعمال التخريبية المشكوكة التي تحدث في الوقت الراهن في المنطقة، قائلا: اننا كنا قد توقعنا أن البعض سيحاول زيادة التوتر في المنطقة من خلال مثل هذه الأعمال – في إشارة الى حادث التفجيرات في الفجيرة -.
وكانت طهران قد دعت منذ اللحظات الاولى لوقوع الحادث، الى اجراء تحقيقات شاملة لكشف ملابساته وحيثياته. فقد دعا المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي للكشف عن الابعاد الدقيقة للحوادث الحاصلة لعدد من السفن في بحر عمان، محذرا من أي دسائس من جانب المناوئين لضرب الامن والاستقرار في المنطقة.
ووصف موسوي الحوادث الحاصلة لعدد من السفن في بحر عمان بأنها مثيرة للقلق وباعثة على الاسف، داعيا الى الكشف عن ابعادها الدقيقة.
وأشار المتحدث الايراني الى التأثير السلبي لهذه الحوادث على سلامة الملاحة البحرية وأمن الإبحار وحذر من اي دسائس من جانب المناوئين لضرب الامن والاستقرار في المنطقة، داعيا دول المنطقة لليقظة تجاه اي مغامرة من جانب جهات اجنبية.
بعض وسائل الاعلام المناوئة سارعت الى اتهام ايران في الحادث، لكن سفير سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية لدى منظمة الامم المتحدة فند بشدة التقارير التي تدعي تدخل ايران في حادث تفجيرات الفجيرة، مطالبا بإجراء تحقيقات شاملة بشأن هذا الحادث.
وفي مقابلة اجرتها معه قناة سي.ان.ان، وردا على سؤال بشأن بعض التقارير التي تدعي ضلوع ايران في حادث تفجيرات الفجيرة، قال مجيد تخت روانجي: ايران جزما لم يكن لها اي دور في هذا الحادث. وقد أعربنا عن اسفنا بهذا الشأن. ولابد من اجراء تحقيقات شاملة فيما يتعلق بهذا الحدث، لأن هذا الحدث عرّض امن الملاحة البحرية في منطقة الخليج الفارسي للخطر، وهذه القضية تحظى بأهمية كبرى بالنسبة لإيران، وهي تطالب بتحقيقات شاملة بهذا الخصوص.
وأضاف: ان هذه الاتهامات تطرح من قبل أشخاص في واشنطن يوسوسون للرئيس الاميركي، وهم جملة من الاشخاص نسميهم في منطقتنا "الفريق ب" بمن فيهم بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الصهيوني)، وبن سلمان (ولي العهد السعودي)، وبن زايد (ولي عهد الامارات)، وهم الذين ينشرون هذه الاكاذيب ليحرضوا على نشوب صراع في القرب منا.
ومع العنجهية الاميركية المتصاعدة وحماقات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، التي لم توفر لا صديقا ولا عدوا، يزداد الوضع الامني في المنطقة هشاشة. وقد وصف رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة في مجلس الشورى الاسلامي الإيراني، وقوع تفجيرات ميناء الفجيرة الاماراتي، بأنه يثبت ان أمن جنوب الخليج الفارسي هش كالزجاج.
إن ايران بكل توجهاتها، أعقل من ان تقوم بهكذا فعل قد يكون مردوده سلبيا عليها، وصحيح قد تكون هناك تحذيرات اطلقها مسؤولون ايرانيون بإغلاق مضيق هرمز، ولكن وللانصاف فإنها حذرت من ذلك فيما اذا منع مرور السفن الايرانية منه، وهذا لم يحصل بعد.
وهناك عدة احتمالات عن الجهات التي تقف وراء هذه التفجيرات، احدها ان تكون جماعة انصار الله اليمينة قد نفذته، ولكن هذا الاحتمال ضعيف جدا، لأن انصار الله تعلن وتتبنى كل عملية تنفذها مثلما حدث في استهدافها لمضخات انبوب نقل النفط من شرق الى غرب السعودية، يوم الثلاثاء 14 ايار/مايو 2019، وهم ليسوا خائفين من احد لكي يتستروا على عمليات نفذوها قد تزيد من ارباك العدو وتضفي لهم هيبة وحالة من الردع. والامر كذلك مستبعد ان تكون الامارات والسعودية قد نفذتا هذا الحادث، لأنه يؤثر سلبا على صادراتها النفطية.
وهناك احتمال لا يخلو من قوة ومنطقية، وهو ان تكون فرق من الموساد وراء الحدث، او جهات تابعة للفريق "ب" كما يسميه ظريف، والذي يحاول جر اميركا الى حرب مع ايران، لتمرير مخططات صهيونية تدمر المنطقة بأسرها، لكن ايران لن تكون لوحدها في هذه الحرب، ولديها من الخيارات المتعددة ما يجعل ترامب ورغم كل حماقاته، يفكر الف مرة قبل ان يوجه اليها ضربة عسكرية.
انتهی/