نشر موقع "ميديكال نيوز توداي" الأمريكي تقريرا كشف فيه عن دراسة حديثة أجريت من قبل فريق من الباحثين تمكنوا من استعادة بعض وظائف دماغ خنزير كان قد توفي قبل أربع ساعات. وبحسب التقرير، تتحدى نتائج هذه الدراسة الاعتقاد السابق بأن بعض وظائف الدماغ لا يمكن استعادتها نهائيا بعد الموت.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء -وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن نتائج هذه الدراسة من شأنها أن تفتح إمكانيات جديدة لدراسة الدماغ البشري.
وذكر الموقع أن نيناد سيستان، أستاذ علم الأعصاب والطب المقارن وعلم الوراثة والطب النفسي في مدرسة طب جامعة ييل التي تقع في مدينة نيوهيفن، قام مع فريقه باستعادة الدورة الدموية والنشاط الخلوي في دماغ خنزير بعد وفاته. ومع ذلك، يؤكد الباحثون أنهم لم يتمكنوا من استعادة أي نشاط كهربائي للدماغ، ولم يجدوا أي دليل على وجود وعي أو إدراك.
في الحقيقة، تتناقض نتائج الدراسة مع الاعتقاد السابق الذي يفيد بأن بعض وظائف الدماغ تُفقد بشكل لا رجعة فيه بعد الموت. علاوة على ذلك، يمكن أن توفر هذه النتائج للعلماء طريقة لدراسة الدماغ في شكله السليم.
وأفاد الموقع بأن الباحثين يؤكدون أن أدمغة الثدييات حساسة للغاية تجاه انقطاع الأكسجين الأمر الذي يؤدي إلى موت الخلايا العصبية وتلف المخ. لكن البروفيسور سيستان وزملاءه شككوا في فكرة أن هذا الضرر لا يمكن إصلاحه، بعد ملاحظتهم لعلامات تدل على سلامة الخلايا في عينات الأنسجة التي قاموا بتحليلها بشكل روتيني في مختبرهم. وقد شاهدوا هذه العلامات بعد عدة ساعات من موت الأنسجة.
وقام الأستاذ سيستان وفريقه بتطوير نظام يسمى "برين إكس"، يحاكي تدفق الدم في درجة حرارة الجسم الطبيعية، لاختبار فرضيتهم. وخلال الدراسة الحالية، اقتنى الباحثون 32 خنزيرا من مصنع لتعليب اللحوم ووضعوهم في نظام برين إكس بعد أربع ساعات من وفاتهم.
وأشار الموقع إلى أنه بعد 6 ساعات من نقل الدم عبر نظام البرين إكس إلى هذه الخنازير، وجد الباحثون تراجعا في موت الخلايا وعودة بعض النشاط التشابكي بين الخلايا العصبية. واكتشفوا وجود علامات تدل على أن الخلايا العصبية والدبقية والأوعية الدموية كانت تعمل.
وحيال هذا الشأن، يقول الأستاذ سيستان: "إن الدماغ السليم للثدييات الكبيرة يمتلك قدرة غير مسبوقة لاستعادة الدورة الدموية وبعض الأنشطة الجزيئية والخلوية لعدة ساعات بعد توقف الدورة الدموية عن العمل". ومع ذلك، يؤكد الباحثون أنهم لم يعثروا على أي دليل لوجود نشاط كهربائي طبيعي يشير إلى عمل الدماغ بشكل كامل.
من جهته، أفاد المؤلف المشارك في الدراسة، زفونيمير فريسليا، أنه "خلال الدراسة، لم نلاحظ وجود أي نوع من النشاط الكهربائي المنظم المرتبط بالإدراك أو الوعي أو الشعور".
وقال الموقع إن الباحثين يؤكدون أن دراسة دماغ الثدييات السليم كان يعد تحديا مستحيلا حتى الآن. وقد منع هذا التحدي الباحثين من دراسة أصول بعض اضطرابات الدماغ، والترابط بين الخلايا العصبية.
وحيال هذا الشأن، يوضح المؤلف المشارك في الدراسة، ستيفانو ج. دانييلي، قائلا: "في السابق، كنا قادرين فقط على دراسة الخلايا في دماغ الثدييات الكبيرة في ظل حالات ثابتة أو ثنائية الأبعاد، وذلك باستخدام عينات الأنسجة الصغيرة خارج بيئتها الأصلية. وللمرة الأولى، نحن قادرون على فحص أدمغة كبيرة بطريقة ثلاثية الأبعاد، الأمر الذي يزيد من قدرتنا على دراسة التفاعلات الخلوية المعقدة وعمليات التواصل. علاوة على ذلك، قد يسمح نظام برين إكس للأطباء يوما ما بالحد من تلف الدماغ واستعادة وظائف المخ بعد السكتة الدماغية.
وذكر الموقع أن بعض الباحثين أثاروا بعض المخاوف الأخلاقية حول هذه الدراسة. على سبيل المثال، لاحظت نيتا فرحاني وزملاؤها أن الآفاق التي يفتحها البحث تؤكد "القيود المحتملة على اللوائح الحالية المتعلقة بالحيوانات المستخدمة في البحث". وتتابع فرحاني وزملاؤها قائلة: "تثير الدراسة تساؤلات بشأن الفرضيات القديمة حول ما الذي يجعل الحيوان أو الإنسان على قيد الحياة".
وفي الختام، ذكر الموقع أن جميع الباحثين اتفقوا على أن التجارب التي تتضمن إعادة إحياء النشاط لا يمكنها المضي قدما دون وجود معايير أخلاقية وآليات رقابة مؤسسية واضحة.
انتهی/