في خطوة هي الاولى من نوعها قام الجيش الامريكي بنشر نظامه الصاروخي الأكثر تقدما "ثاد"، بفلسطين المحتلة في إطار مناورات عسكرية يشارك فيها أكثر من 200 جندي أميركي وصلوا إلى قاعدة "نفاتيم" العسكرية في النقب المحتل للمشاركة في المناورات.
طهران- وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء - وذكرت وسائل اعلام عبرية أن المنظومة "ثاد" توازي في قوتها منظومة "حيتس" الإسرائيلية وأن نشرها يأتي في إطار مناورات أمريكية غير مسبوقة عبر قيادة القوات الأمريكية في أوروبا.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي رونين منليس، إن المناورات تأتي تعبيراً عن الرؤية المشتركة للتحديات عبر تجربة أنظمة دفاعية معقدة، مضيفا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر منظومة دفاعية أمريكية في فلسطين المحتلة، مشيراً إلى أن المنظومة الدفاعية مضادة للصواريخ بعيدة المدى.
واضاف منليس إن هذا الإجراء يهدف إلى اختبار قدرته على النشر السريع لمثل هذه الأسلحة في أنحاء العالم، لكنه لم يكشف الفترة، التي استغرقها لنشر هذه الصواريخ، بحسب "رويترز".
ويعد نشر هذه الصواريخ في فلسطين المحتلة ضمن تدريبات عسكرية تقوم بها القيادة الأوروبية للجيش الأمريكي "إيكوم" هذه الأيام، بهدف التدرب على قدرات النشر السريعة لهذه المنظومات المركبة، في أرجاء العالم، بالإضافة لتقوية القدرات والتعاون مع منظومات الدفاع الجوي في سلاح الجو الإسرائيلي.
من جانبه علق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على نشر الجيش الأمريكي منظومة "ثاد"، قائلا إن نشر منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية يشكل دليلا آخر على التزام واشنطن بأمن "إسرائيل" ويعبر عن متانة العلاقة المشتركة.
وكتب نتنياهو على "تويتر": "منظومة (ثاد) تعتبر إحدى أكثر المنظومات في العالم تقدما وإضافة إلى منظوماتنا الدفاعية أصبحنا الآن أكثر قدرة على التعامل مع التهديدات القريبة والبعيدة في كل أنحاء المنطقة"، حسب قوله.
ما هو نظام ثاد (THAAD) الاميركي
نظام "ثاد" (THAAD) هو اختصار لـ (Terminal High Altitude Area Defense) منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع أرض-جو، من المكونات الرئيسية لنظام الدفاع ضد الصواريخ البالستية المصمم لحماية القوات الأميركية وحلفائها والمناطق الرئيسية المأهولة والبنية التحتية الأساسية.
ويعمل نظام ثاد في منطقة دفاع حيث يمكنه اعتراض الصواريخ البالستية القصيرة والمتوسطة المدى داخل وخارج الغلاف الجوي.
وهو نظام قابل للنقل وللنشر بسرعة، وقد تم برهان قدراته في العديد من التجارب الناجحة. يتوافق نظام "ثاد" عملياً مع العديد من مكونات أنظمة (BMDS) ويمكنه أن يتقبل البيانات التوجيهية من الأقمار الاصطناعية الخاصة بنظام (Aegis) للدفاع الصاروخي من البحر، والعديد من المستشعرات الخارجية الأخرى، كما يستطيع أن يعمل بالتوافق مع نظامي باتريوت و"باك-3".
ولا يحمل صاروخ ثاد أية رأس حربية، ولكنه يعتمد على الطاقة الحركية عند التصادم لتحقيق الإصابة الفتاكة.
دخل برنامج إنتاج النظام إلى مرحلة تطوير التصميم في عام 2000، وقد أجريت له أكثر من 30 تجربة حرة، وسيتكلف المشروع نحو 23 مليار دولار وهي تكلفة البحث والتطوير والتجارب والتصنيع والتشغيل والصيانة لمدة 20 عامًا. ودخل البرنامج إلى مرحلة الإنتاج الكمي منذ عام 2007. ومخطط أن تحصل القوات البرية الأمريكية على 99 قاذفاً للنظام، و18 راداراً و1422 صاروخاً.
يتكون النظام ثاد من قاذف صاروخي متحرك وقذيفة اعتراضية مزودة بمستشعرات وحاسوب قادر على التمييز بين الأهداف الحقيقية والكاذبة بالإضافة إلى محطة رادار كشف وتتبع، ومركز قيادة وسيطرة متحرك، وهو ما يعطي النظام خفة حركة عالية والقاذف مجهز على عربة من النوع M1075، يبلغ طولها 12م وعرضها 3.2م, في حين تتكون بطارية النظام من 9 عربات مجهزة بالقواذف، تحمل كل منها من سته إلى ثمانية صواريخ؛ إضافة إلى مركزين للعمليات ومحطة رادار. تعالج المعلومات عن الهدف ونقطة التقابل المحتملة قبل الإطلاق، كما يمكن تحديث تلك البيانات، وإرسال أوامر لتصحيح المسار للصاروخ أثناء الطيران.
يستخدم النظام الرادار GBR من إنتاج شركة رايثيون، في المراقبة واكتشاف وتمييز الأهداف. كما يمكن توجيه الصاروخ بواسطة المعلومات الواردة من نظم المراقبة الفضائية. يمكن نقل الرادار بواسطة الطائرة سي 130 هيركوليز ويمكنه اكتشاف الصواريخ البالستية على مسافة تبلغ ألف كم من موقع الرادار.
الصاروخ
طوله 17.6 م. وقطر وحدة الدفع 34 سم. وقطر آلية القتل: 37 سم. ووزن الإطلاق: 900 كجم. وسرعة: 2800 م/ ث. ومداه: أكثر من 200 كم. وأقصى ارتفاع للاعتراض: 150 كم. واحتمالية الإصابة بأول صاروخ: 0.9
القاذف
نوع العربة: M 1075. وعددالقاذفات: 8. وطول العربة: 12. وعرض العربة: 3.2 م.
ووزن العربة مع كاملة الحمولة: 40 طن.
الردار
المدى: ألف كم.
جهاز رادار من طراز AN/TPY-2 مدمج في هذا النظام.
السعودية تسعى لامتلاك المنظومة
في سياق آخر، قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) يوم الاثنين إن شركة لوكهيد مارتن ستحصل على دفعة أولى من عقد توريد منظومة دفاع صاروخي تعاقدت عليها السعودية بقيمة إجمالية تبلغ 15 مليار دولار.
وأوضحت الوزارة أن الدفعة الأولى تبلغ نحو 950 مليون دولار في إطار تعاقد توريد منظومة "ثاد" الدفاعية.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، وقع مسؤولون سعوديون وأميركيون خطابات العرض والقبول في ما يضفي الطابع الرسمي على شروط شراء السعودية 44 قاذفة صواريخ ثاد إلى جانب صواريخ ومعدات أخرى ذات صلة.
وفي إطار نطاق العمل الذي حدده البنتاغون، سيتم تحديث الأنظمة المتقادمة الحالية لتحضير البنية التحتية للدفاع الصاروخي السعودي من أجل منظومة "ثاد" الدفاعية الجديدة.
وتأتي هذه الصفقة في إطار حزمة صفقات أسلحة قالت إدارة الرئيس دونالد ترامب إنها بقيمة 110 مليارات تفاوضت عليها مع المملكة في 2017.
ويأتي الإعلان عن الصفقة، رغم الضغوط داخل وخارج الولايات المتحدة، لوقف تسليح السعودية، وإعلان دول أوروبية تعليق مبيعات أسلحتها إلى المملكة، على خلفية جريمة اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي"، في قنصلية الرياض بإسطنبول، بالإضافة إلى الانتقادات الحقوقية الحادة لممارسات السعودية في حرب اليمن.
انتهى/